نابلس- أصداء- نظم منتدى المنارة الثقافي بالتعاون مع مكتبة بلدية نابلس، اليوم السبت، ندوة خاصة بإطلاق سيرة "رام الله التي هناك" للأديب المقدسي محمود شقير، والصادرة عن مؤسسة الزيزفونة لتمنية ثقافة الطفل، حيث تم تنظيم الندوة في مكتبة بلدية نابلس.

وافتتح الندوة مدير مكتبة بلدية نابلس ضرار طوقان مرحبا بالأديب الضيف محمود شقير، مشيرا إلى الدور الكبير له في الحياة الأدبية والثقافية الفلسطينية، قائلا إنه من الأدباء الذين تركوا بصمات في الأدب الفلسطيني كما أنه عرف بكونه مدافعا عن الفقراء والكادحين.

من جهته قدم الكاتب فراس حج محمد قراءة مختصرة وسريعة لسيرة رام الله التي هناك والموجهة للفتيان والفتيات، معتبرا أنها حملت العديد من الرسائل التربوية المبثوثة بعناية بعيدا عن أسلوب الوعظ والخطابة.

وأضاف حج محمد أن من أهم ما يميز أسلوب الكاتب شقير في سيرة "رام الله التي هناك" سلاسة الأسلوب والطرح واللغة الموجهة، نظرا لحداثة سن الجمهور الذي تم توجيه السيرة له.

كما اعتبر أن من عناصر قوة السيرة عدم وجود آراء ومضامين سياسية فيها بالرغم من أن شقير معروف بأنه سياسي، وفي الابتعاد عن المضامين السياسية ترك مجال للمتلقي لتحديد آرائه، فهو لا يريد تكوين ضغوط فكرية على المتلقين.

وعن مضمون الرواية قال إن الكاتب أبرز قيم الحب والوفاء لمدينة رام الله وعكس علاقته بها وغازلها في أحيان كأنها معشوقته، وقيم الحب التي تم إبرازها في الرواية لرام الله ليست لها كمدينة فقط وإنما لكل التفاصيل التي شكلت المدينة.

واختتم حديثه بالقول إن السيرة تحمل رسالة لكل طالب وطالبة بإمكانية أن يكونوا كتابا، من خلال لغتها السلسة.

أما الكاتب شقير فأكد أنه يحب الكتابة عن الأمكنة وعن علاقته بها، فسيرة "رام الله التي هناك" يجسد من خلالها علاقته بالمدينة التي احتلت حيزا كبيرا من حياته وذكرياته، فدخلها لأول مرة وهو في عمر 16 عاما.

كما أن شقير عمل في مجال التدريس في مدينة رام الله، وكانت تربطه بتلاميذه علاقة متينة ومميزة.

وكان لرام الله أثر كبير في مسيرته السياسية حيث بدأ مسيرته السياسية من هذه المدينة، واعتبر أن لرام الله ميزات عن غيرها من المدن، فهي من أوائل المدن الفلسطينية التي شهدت انسجاما تاما بين المسيحيين والمسلمين.

وحول اهتمامه بالكتابة عن الأماكن، أكد أن الأماكن دائما مهددة بفعل الاحتلال، كما أنه يكتب عن المكان وأهل المكان وكل ما يرتبط به، بعيدا عن الكتابة التاريخية المجردة التي تسرد الوقائع التاريخية المتعلقة بالمكان وحسب.

محمود شقير أديب فلسطيني من مواليد مدينة القدس عام 1941، ونشر العديد من القصص و المقالات الأدبية والسياسية في صحف فلسطينية وعربية، كما اهتم بكتابة القصص القصيرة، ومن مجموعاته القصصية: "خبز الآخرين"، "صمت النوافل"، "ظل آخر للمدينة".

وشارك شقير في العديد من مؤتمرات الأدبية والثقافية، وحصل على جائزة القدس للثقافة والإبداع عام 2015، كما أن روايته "مديح لنساء العائلة" مرشحة لنيل جائزة البوكر هذا العام.