( آخر أيام الحرية الحمراء ) بقلم أ . الأسير باجس عمرو
لم يكن يوم 14من شباط من هذا العام عام 2016 يوم عادياً , بل كان يوم استثنائياً , ففي هذا اليوم يُعِد الكثيرون انفسهم للاحتفال بعيد الحب كما يُحب ان يُسميه البعض , لكن هذا ليس حال رئيس الوزراء الصهيوني الأسبق يهود أولمرت الذي كان يُعد نفسه وأمتعته لكي يتوجه في اليوم التالي إلى السجن , لا أحد في الشعب الفلسطيني بشكل عام وأهل القدس بشكل خاص يجهل هذا الشخص فهو رئيس الوزراء لحكومة الكيان لعدة سنوات ,وهو أيضاً كان رئيساً لبلدية القدس لسنوات عدة , ولا احد أيضاً يجهل مقدار الأذى والإجرام والتهويد الذي تسبب به للشعب الفلسطيني ولمدينة القدس ,
لذا لا غرابة أن يعم السرور أبناء الشعب الفلسطيني , وقد عبر الفلسطينيون جميعاً بجميع ألوانهم السياسية بدخول أولمرت إلى السجن وقد ظهر ذلك جلياً عبر وسائل الإعلام المحلية وإن اعترى ذلك لبعض الشماتة لكن ! إن أولمرت الذي حُكم عليه بالسجن لمدة تسعة عشر شهراً بالرغم من موقفه السياسي والإجتماعي لم يُحاكم لأنه خان شعبه وقضيته , ولأنه تنازل عن بعض ثوابت كيانه فهو في هذا المجال ربما يستحق التكريم من أبناء جلدته , ولكن حُكم لأنه فاسد أي في قضية فساد وهذا أمرٌ يستدعي الوقوف عليه .
بين كل حينٍ وحين يخرج علينا الإعلام الإسرائيلي بخبرٍ مفاده أن النائب العام للشرطة يُحقق في قضية فساد أي يوجه لائحة إتهام ضد أحد المسؤولين وقد زُج هؤلاء في السجن بينهم ( كساب )الرئيس الإسرائيلي الأسبق , وبالمقابل نفهم عند سماعنا لهذه الأخبار لعلمنا أن فساد القادة والساسة هي بداية إنهيار كيانهم وهذا صحيح إلى حدٍ ما أي أن ذلك يكون صحيحاً إذا بقي هؤلاء دون مُحاسبة أو محاكمة , أما وإن تمت مُحاكمتهم فهذه علاقة قوة وليست ضعف فالجميع في كيان العدو سواء أمام القانون,وهذا ليس العدل .
وفي جانب آخر فنحن العرب والمسلمين لن نشهد أمراً كهذا في عهدنا الحاضر وهذا موجود وظاهر للجميع ,فمسؤولونا وقادتنا وسياسيونا كلهم أشخاص صالحون وهم لأوطانهم مخلصون , ألم تر أن الواحد منهم يمضِ حياته كلها في خدمة شعبه حتى مماته دون أن يتورط في فساد أو يستأثر بمالٍ أو ثروةٍ أو يسقط في مستنقع الخيانة , نعم هذا هو الفرق بيننا وبين عدونا الذي يُحاكم رموزه عند ارتكابهم الجرائم, أما نحن فلن نفعل , إما لأن رموزنا لا يرتكبون الجرائم أو لأنهم معصومون , وإما لأنه لا يستطيع أحد أن يقول للغولة عيونك حُمر , ولأنه يعرف عواقب ذلك .
وأخيراً وليس آخراً إن الله يُمد في عُمر الدولة الكافرة بعدلها , ويُقصر عمر الدولة المسلمة بظلهم .
سجن النقب الصحراوي ..