الرئيسية / الأخبار / أسرى الحرية
الإضراب الفردي.أمام مواقف متباينة
تاريخ النشر: الأحد 13/03/2016 09:49
الإضراب الفردي.أمام مواقف متباينة
الإضراب الفردي.أمام مواقف متباينة

 بقلم الأسير أ. باجس يونس عمرو 


كثر النقاش في الآونة الأخيرة بين أوساط الحركة الأسيرة حول الإضرابات الفردية عن الطعام , حول جدواها ومدى تحقيقها لأهدافها وعلى الرغم من الإجماع الذي يحظى به الإضراب الجماعي عن الطعام كسلاح استراتيجي في مواجهة إدارة السجون الإسرائيلية والذي يحقق من خلالها أهدافهم ويحسنون ظروف معيشتهم , فإن الإضراب الفردي عن الطعام الذي يمارسه بعض الأسرى الإداريين لا يحظى بنفس الإجماع والدعم , وقد انقسم  الأسرى في هذا الشأن بين مؤيدٍ لهذا النوع من الإضراب وبين معارض , وقد ذهب مؤيد الإضراب  الفردي عن الطعام  أن من حق الأسير الإداري أن يستخدم هذا السلاح في وجه السجان طلباً للحرية ، فيقول هؤلاء أن الإضراب الفردي عن الطعام له ايجابيات كثيرة وفوائد عظيمة منها أن هذا الإضراب أسهم في التذكير عن قضية الأسرى وجعلها حية ً أمام وسائل الإعلام كما أنه يُربك إدارة السجون ويُدخلها في حالة استنزاف ٍ دائم , ويعتبر مؤيد هذه الخطوة أن كل أسير يُضرب يدق معولا ً في جدار الإعتقال الإداري الذي سيأتي عليه يوم ٌ وينهار على حد زعمهم .

وعلى الضفة الأخرى لا يُنكر المعارضون حق الأسير الإداري في طلب الحرية بالطريقة التي يشاء ولكن يتوجب على من يُقبل على خوض هذه المعركة أن يفكر مليا ً في العواقب على نفسه أولا ً وعلى أهله ثانيا ً وعلى الحركة الأسيرة ثالثا ً , فالإضراب الفردي عن الطعام عاد على الحركة الأسيرة بآثار سلبية ٍ كثيرة ٍ ومنها على سبيل المثال  لا الحصر أن الإضراب الفردي عن الطعام قد ميع سلاح الإضراب وأطال مدته , فإدارة  السجون  أصبح لديها خبرة اكبر في كيفية التعامل معه بالإضافة إلى أنه استنزف الجماهير المؤيدة للأسرى وأضعف تعاطفهم  مع قضايا الأسرى بشكل عام , كما أنه يجر الحركة الأسيرة إلى مربع المواجهة الغير محسوبة والغير مُعد لها مُسبقا ً تحت الضغط الأدبي والأخلاقي , فما إن تتوارد الانباء عن دخول أسير ٍ مُضرب ٍ في حالة الخطر حتى تتوتر الأوضاع داخل السجون بشكل ٍ متسارع ٍ جدا ً وتبدأ الخطوات التصعيدية ضد مصلحة السجون مما يجعل تلك الأخيرة تفرض عقوبات على الاسرى الذين يمضي معظمهم أحكاما ً عالية ً في السجن , وفي اليوم الذي يعود الأسير المضرب عن الطعام إلى أهله ويخرج على الإعلام مزهوا ً بانتصاره على السجان وأنه خاض هذه المعركة دفاعا ً عن الأسرى ينسى أنه خلف وراءه مئآت من الأسرى والذين يقبعون  تحت سيف العقوبات بسبب تضامنهم معه , ويتكرر هذا المشهد في كل مرة يخرج فيها أسيرٌ إداري ٌ للإضراب وتتراكم العقوبات فوق العقوبات على كاهل الأسرى العالقين بسبب أحكامهم الطويلة , ومما يجهله الكثير من الناس أن هذه العقوبات تشمل سحب الإنجازات التي حُققت عبر بنزف الدماء ، بالإضافة إلى الحرمان من الزيارة وفرض الغراماات المالية , كما أن هذه الإضرابات علاوةً على أثرها السلبي على صحة الأسير وعلى معنويات أهله , فإنها شغلت الحركة الأسيرة عن اتخاذ خطوات استراتيجية ٍ جماعية من أجل تحسين ظروف معيشة الأسرى بشكل عام .

وأخيراً وليس آخرا ً فقد تعالت أصواتٌ كثيرة ٌ داخل الحركة الأسيرة تدعو إلى تغليب لغة العقل على لغة العاطفة , وقد قررت هذه الأصوات على أن التنظيمات الفلسطينية أن تضبط هذا الأمر لأنه ليس من حق أي أحد ٍ يخرق سفينة الأسرى طلبا ً للنجاة بنفسه , فالحرية حقُ للجميع وليست حقا ً لفئة ٍ خاصة ٍ منهم  , ويناء ً على ما سبق يتوجب على الجميع  أن يتحمل مسؤولياته وأن يُفكر فيمن حوله وأن لا يكون الشعار ((  أنا وباقي َ الطوفان )) .
 
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017