mildin og amning mildin 30 mildin virker ikke"> رامي عواد موهبة في عداد المهمشين "رسام شارع سفيان" - أصداء mildin og amning mildin 30 mildin virker ikke">
الرئيسية / ثقافة وأدب
رامي عواد موهبة في عداد المهمشين "رسام شارع سفيان"
تاريخ النشر: الخميس 24/03/2016 05:40
رامي عواد موهبة في عداد المهمشين  "رسام شارع سفيان"
رامي عواد موهبة في عداد المهمشين "رسام شارع سفيان"

 تقرير: غيداء نجار

 

شاب في العشرينيات من عمره، يجلس على كرسي أمام محل اتصالات في شارع سفيان بمدينة نابلس، يلفت انتباه المارين وأنظارهم، تجده غارقا في بحر الرسم، ومستنفذا جميع حواسه ومشاعره في كراسة رسمه، يرسم بشغف وحب ... وكأنه يرسم ليعيش.

 

هو الشاب رامي عواد الساكن في قرية عورتا والتي تقع إلى الجنوب الشرقي من مدينة نابلس، بدأ رامي الرسم بعمر 10 سنوات، وقد كان مميزا مقارنة مع من هم في نفس عمره، وكانت أول رسوماته عن الواقع الفلسطيني، الاحتلال، القدس، صور الأصدقاء، وغيرها من الأمور التي تجول في خاطره.

 

 

رامي لم يجتز الثانوية العامة "التوجيهي" بنجاح فآل به المطاف إلى العمل في محل اتصالات بعد أن عمل في مهن عدة، ويحدثنا رامي "لم أدرس الفنون الجميلة في إحدى الكليات أو الجامعات لأنني لم أجتز الثانوية العامة بنجاح من اول مرة ولم اقدم مرة اخرى لاضطراري العمل في مهن عدة؛ بسبب ظروف عائلتي المعيشية الصعبة لكنني ما زلت أحلم بدراسة الفنون بإحدى الجامعات كي أُصبح فناناً كبيرا وأُقيم المعارض الفنية، وأُقدم العون للذين يحبون الرسم ويتمنون أن يُصبحوا فنانين".

 

ويتابع "لم أفقد الأمل ولم أيأس وتابعت مشواري وبدأت أُعلم نفسي بطرق ذاتية، ووجدت في ذلك فائدة كبيرة، فالأساليب الذاتية التي اتبعتُها أفادتني من حيث كيفية الرسم وأساليبه، فحينما اشتركت في دورة تتعلق بمجال الرسم وجدت نفسي ملماً بالمعلومات التي قدموها لنا فقد كنت قد علمتها لنفسي ذاتيا".

 

رامي وجد من أهله وأصدقائه ومعلميه بالمدرسة كامل التشجيع ، وبهذا التشجيع وجد فسحة من الأمل وأستطاع أن يثبت موهبته أمام الجميع برسم لوحات فنية لشخصيات معروفة، ولكن ترياق الحلم الكامل منقوص بسبب عدم التفات الجهات المختصة.

 

 

في الوقت الذي تحدثنا فيه مع رامي حول دور الجهات المختصة وضع يده على خده وصمت لبرهة من الزمن، وقال "ليس هناك من يقدم لي المساعدة بإعطائنا دورات مجانية ولا حتى المؤسسات المختصة تنظر إلى موهبتنا، المفروض أن تقوم الجهات المختصة بتنمية مواهبنا وتصقلها لنبدع ولكن للأسف لم يحدث ذلك، أقوم بمفردي بتنمية موهبتي من خلال الرسم يوميا وأن أحضر فيديوهات حول كيفية الفن التشكيلي وأحياناً أنظر وأقلد الفنانين الكبار لآخذ من خبرتهم وفي بداية مسيرتي كنت أرسم كاركتير مقلد".

 

ويتابع " لجأت للجهات المختصة لتبني موهبتي ودعمها وتطويرها، ولكن بلا جدوى فالجهات المختصة لا تنظر إلى مثل هذه المواهب، فاتخذت من أرصفة الطرق والشوارع مجلساً لعرض لوحاتي، وهناك الكثير من الموهوبين لا يجدون من يرعاهم".

 

لا يختلف حال هذا الشاب عن حال بقية الموهوبين الذين تضيع أحلامهم خلف أبواب بيوتهم، فما أن تخرج مواهبهم خارج الجدران تذبل بإهمال المختصين وذي العلاقة، والمساعدة لهم تتوه عن طريقهم كعادة المواهب الأخرى.

 

يستغرق رامي في رسم اللوحة ساعة واثنتين أو ثلاثة حسب اللوحة المطلوبة، وعندما يبيع إحدى اللوحات لا يأخذ مقابلها إلا ثمنا قليلا يساوي 50 شيكلا، فالحياة تجبره على ذلك.

 

يحدث في كثير من مدن العالم أن ينتشر الموهوبون في الشوارع لعرض مواهبهم، فالكثير منهم ينطلقون منها إلى الحياة الفنية، ولكن حال الموهبة الفلسطينية تختلف تماما، فالكثيرون أطلقوا مواهبهم على الأرصفة فاندثرت في الطرقات.

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017