ارادة من ظلام...بصيرة بعيون مظلمة
اسموها امل فكانت امل بالحياة تبعث بارادتها وأسطورة قوتها و ثقتها أمل...ولدت في ظلام عيناها القاحل فكانت ترى الحياة بمشاعر واساليب لم ندرك فهمها ابدا فلها منهج لترى به عالمها في مخيلتها, وقعت, بكت و ضعفت فهي لا تستطع ان تواجه ازمة الحياة المبصرة لها بتعقد.
كانت طفلة اقتصرت حياتها الابتدائية على المدرسة الخاصة هيلن كلر في القدس كان المعلمون يصقلون الثقة بالنفس وا لارادة في اعماقها المتحمسة لان تكن ما تريد كانوا يخطون معهم كافة خطواتهم يدرسون على كتب بريل التي لطالما كانت وسيلتهم للدراسة والقراءة التي من خلالها يطلون على نافذة الحياة و الافكار و الامل...
وبعدما اعتادت الطفلة أمل طالب محمد عودة على اعتمادها الكامل والدعم التام في مدرستها الخاصة انتقلت الى مدرسة حكومية مدرسة معزوز المصري لم تمكث بها سوى سنة دراسية واحدة و هو الصف السابع و من ثم انتقلت الى مدرسة بنات بلاطة واجهت صعوبات من كيفية تقديم الاختبارات الى التعامل مع الطالبات و المعلمات حتى في مادة الرياضيات كما اضافت معلمتها الرياضيات الانسة ميسون ندى انها كانت تستوعب الحل و تشارك بالاجابات حيث ان المعلمة كادت تنسى انها كفيفة وكان مستواها بالمشاركة جيد جدا لا انها كان يحتسب لها معدل اجمالي مثلها كــ باقي الكفيفين في المجتمع نظرا لعدم توفير مادة رياضيات مناسبة لاحتياجاتهم لكن بأرادة امل و عزمها على النجاح و لانها ارادت ان تجعل من فقدانها للبصر دافع لها تجاوزت كل الصعاب و اضافت معلمتها اللغة العربية
السيدة هنية ابو العدس تقول انها لمست الارادة بها اكثر من الاشخاص الاخريين وشددت على وجود موهبة الغناء بها و بالرغم انها كفيفة الا انها كانت تمتلك خيال خصب كما ذكرت
المربية ابو العدس ولها احساس مرهف واكملت مرحلتها الثانوية في مدرسةالصلاحية وحصلت على معدل جيد في الثانوية العامة. لم تكتف أمل بتعليم المدرسة كباقي الفتيات كاملات الحواس التي يتسربن من المدارس ويهملن تعليمهم مجرد فشل او عقبة تواجههم فكانت أمل تريد و بقوة ان تكن معلمة اللغة الانجليزية فالتحقت باساليب تدريس اللغة الانجليزية بجامعة النجاح الوطنية وعندما سألتها عن سبب اختيارها لهذا المجال اجابتني انها و بعد حبها للغة الانجليزية الا انها تريد ان تتعلم لغة اخرى لتتواصل مع الناس بها ... فربما لغة واحدة لا تكفي لان تعبر امل بها على عالمها الذي اشعلت بظلامه شموع باملها.
و اضافت برغبتها تعليم الناس ما يخفى عنهم وامل الان معلمة متدربة في مدرسة بنات بلاطة الثانية تبعث باملها وحبها للعلم على طالبات المدرسة الابتدائية باساليب دراسية تصل من خلالها المعلومات باسلوب يميزها عن .غيرها من المعلمات فبخطوات واثقة تتقدم امل على المدرسة يوم بعد الاخر وكلها حماس بلقاء الطالبات لتعلم وتربي باسلوبها اجيال قادمة كذلك هي امل تعلمنا الارادة مبصرة باحساسها.