مرأة او هي اسطورة عظيمة بحد ذاتي...
نصف مجتمع و ربما اكثر ... مربية اجيال و وراء كل رجل عظيم... من ضلعها خلق ادم و بدأت الحياة ... قوية و صابرة و في كل يوم تبني نفسها اكثر نراها معلمة محامية و مهندسة طبيبة و صانعة قرار.
لكنها بدأت طفلة في عائلة من اب كبير السن توفي وهي في السادسة من عمرها فحمات امها عبئها هي و اخوانها كانت تعمل لاجلهم حتى لا تتركهم جياع يبكون في غرفة مظلمة مغلقة عليهم قبل ان تخرج للعمل فلم تتحمل امهم ان تتركهم اطفال في البيت اثناء عملها وحدهم فقررت ان ترسلهم لبيت الايتام حيث القصص لاالمؤلمة و الاطفال التي\ ينتظرون بصيص امل عن اهل لم يروهم و ربما مرة بالشهر لزيارة احد الاقارب.
ندى كانت هي الابنة الكبرى و هي اسطورة الحكاية فكانت ام لاختها الصغيرة في بيت الايتام تخرج اللقمة من فمها لتطمعها تتشاجر مع فتيات الميتم بسبب اختى الصغرى المغفلة التي لم توعى على الحياة بعد. كبرت ندى بنظرهم لكن هي ما زالت طفلة تحيك العابها بيدها فقررت امها و خالتها تزويجها لابن خاتلها و هي لم تتجاوز الرابعة عشر من عمرها تزف و تلبس بدلة عروس و تذهب مع رجل لتكن ربة منزل و هي لا تدرك للحياة طعم الا اللعب و المرح و اعمال المنزل التي اعتادت ان تقوم بها بغياب امها.
و في بيت الايتام مرت الايام و هم فرحون بزواجها لا يدركون انها كانت تحتظن لعبتها في كل ليلة و لم يستمر زواجها سوى شهر واحد فعادت الى منزل امها متزوجة و ليس بمتزوجة لانها ما زالت عذراء طفلة قرئت قصة صعبة و انتهت الحكاية المؤلمة التي لم تذهب من بالها لحظة بكل ما كانت تحمل من قسوة و اجبار كي ترضي والدتها ليس الا. و بدأت تصقل شخصيتها من جديد حيث كانت موهبتها التجميل و ما شابه فدرست دورة تجميل و بعد ان مرت الايام تزوجت بشاب اخترته امه له عروس فقد كان وحيد ام محمد الشاب المدلل فلذة كبد امه الوحيد كانت بداية كغيرها من البدايات جميلة و بسيطة ولا حزن ابدا الا انها اختلفت بعدما اظهرت الحماة غيرتها القاسية على ابنها الوحيد وعودة محمد من الخارج ثمل يتخبط بالجدران و معدتها التي تتدور جوعا من عدم وجود طعام تكسر صيامها لايام به ومن تصرفات اب محمد القاسية تجاه ندى صبرت و كذبت انها بخير و في احسن حال بمال والدتها و ذهبها كانت تسد حاجة منزل هي عروس فيه تمسح بيدها ما يستفرغ زوجها من طعام بسبب الشرب الكبير و قبل ان تمسح اوساخه كانت تسمح دموعها التي تنزف و تطفئ حرقة قلبها الذي يحترق و تغلق اذناها بصبر على صراخ زوجها الثمل العصبي الذي اسقط لها جنينها الاول التي كانت تحلم ان تسميه امير اسقطها اياه بضربة لحظة عصبية و ثمالة و تحملت ما لا يتحمله جبال من الم و قسوة و صبر وحملت بابنتها البكر.
بعد مرور ثمن سنوات بالمرار و الصبر و المواساة و الارادة الجبارة التي عرفت بها نساء فلسطين فقد كانت ابنتها البكر سعادة حرمت منها منذ ان توفي والدها كانت بسمتها الاولى منذ ايام طوال و دقة قلب كان ان يتوقف من شدة الالم كانت اميرتها و املها في الحياة لكنها لم تستطع ان تجلها ملكة باسرة حقيقية فهي بعد ولادتها لابنتها بسنتين انفصلت عن زوجها محمد لانها كما ذكرت طفح الكيل فعادت ندى الى بيت امها تحمل ابنتها بين اضلعها باكية لا تريد العودة لبيت زوجها فسكنتا الجدة و الابنة و الحفيدة الصغيرة في بيتهم رامين حمل مصروفهم على اخوان ندى الشباب المتزوجون و لكل منهم عائلته عملت ندى في بيوت الاغنياء تمسح و تكنس و تعزل لهم بيوتهم في كل يوم ببيت اخر تحت نمردة الاغنياء و صراخهم و تأمرهم عليها و تقليل قيمتها و معاملتها على انها عبدة لهم ربت ابنتها و ادخلتها روضة و كانت لا تحرمها من شيء فقد كان الكل يحسد الاميرة الصغيرة على ما ترتدي من ملابس و ما تملك من العاب .
وعندما بدأت ندى العمل طباخة في مشفى تعرفت على عائلة هناك و زوجوها لابنهم شاب وسيم في الثلاثين من عمره متزوج من قبل و له اولاد بجيل ابنتها سكنت مع ضرتها و ابناهما معا تزوج لتغير من واقعها المرير مرة اخرى كان زوجها جدا يحبها هي و ابنتها لكن عائلته ظهر لهم وجه لم تكن تتوقعه ندى قط فقد كانوا يريدون اجبارها على ان تتسول في الشوارع معهم و هي حامل بحفيدة لهم كان زوجها يدافع عنها و وقف بجانبها الى حين ان تضع مولودها و عندما وضعت ابنتها الثانية و سمع صوت صراخ الطفلة الصغيرة و كأنها رأت حياتها القادمة بعينها منذ ان ولدت و انفصلت ندى للمرة الثانية عن زوجها هذا و عادت الى بيت امها من جديد تجر خلفها الاميرة الصغيرة و تحمل بيدها حقيبة ملابس و حفاظات اطفال و الطفلة الصغيرة عادت منكسرة ذابلة مرة اخرى مرت الايام و السنين.
وندى امرأة تربى بنتان بعرق جبينها من عملها في المنازل كانت تماما كبرت ابنتها و كبرت اميرتها البكر و الطفلة التي رأت حياتها بعينها منذ ن ولدت و لو يزورهما ابائهم ابدا لكن في يوم كانت الاميرة الصغيرة في مدرستها في الصف الثالث ابتدائي ذهب ابوها محمد لها الى المدرسة و طلب ان يرى ابنته ملاك محمد فقد كانت المعلمات تعلم بقصة ملاك و انها لا تعرف اباها كاد ان يختطف الفتاة من بين مقاعد المدرسة لكن جدتها اتت بالوقت المناسب و مرت الايام و اعتادت ملاك على وجود رجل يناديها بابنتي و تأقلمت مع ان لها زوجة اب تسكن في الداخل الفلسطيني و بدأ تدريجيا يأقلمها على انها ستسكن يوما معهم حيث هناك يأتي لها ما تريد ندى الام الاسطورة لم تسمح بهذا قط و لن تسمح ابدا لكن الطفلة الاخرى ابنتها الثانية انوار حتى الان لم ترى والدها. بايام كانت هادئة تحت ظل حنان الجدة و الام ندى حصلت ندى على وظيفة في مشفى حكومي طباخة هناك كونها كانت جيدة جدا في التجربة الاولى بهذا العمل و دخلت لهم فرحة لا حدود لها حيث انها ستتخلص من ظلم الاغنياء و استعبادهم لها كانتا ابنتها مجتهدات في الدراسة و الجميع يحبهم .
الام ندى تعمل في المشفى و تحظر الطعام للمرضى و الموظفين و شاب يصغرها 18 سنة يعمل في تنظيف المشفى التقيى صدفة فهي كانت تشعر بالشفقة عليه و تقدم له الطعام دوما لانه كان متغرب عن بلده و اتى لمدينة نابلس للعمل و لم تكن تتوقع ندى انه سيكون يوم زوج لها و حصل و اصبح زوجها للمرة الرابعة بعد معارضة اهلها الشديدة عليه الا انهم تزوجا و كان يحب ابنتاها و والداتها كثيرة و ندى لم تتخلى عن ابنتاها ابدا فسكنت بجوار منزل امها لتكن قريبة عليهم و انها تركتهم عند جدتهم التي اعتادت البنتان على انها هي امهم ايضا و فرحتهم و سندهم توفيت الجدة بعد اسبوع من زواج ندى و من هنا بدأت الحياة تضيق على ندى و ابنتاها من جديد و ما زالت ندى متمسكة بزوجها كونا من البداية اختارته.
كما اضافت انه (ظل رجل و لا ظل حيط) حتى يكون في بيتها رجل يحمي ابنتاها و عملت هي كي لا تشعر بيوم ان بناتها حمل على احد قط و تعبت كما اعتدنا عليها و انجبت ابنتان متتاليتين من زوجها هذا و الان ندى تعمل بمستوطنة و زوحها عاطل عن العمل و تسكن في نفس البيت هي و ابنتاها الاربعة و زوجها الرابع التي اعتادت ان تعود اليه بعد كل انكسار و ابنتها انوار التي اليوم عمرها اربعة عشر سنة منذ ثمانية اشهر فقط تعرفت على شكل والدها و الاميرة ملاك اصبحت طالبة جامعية تسعى لتحقيق حلمها ورسم ابتسامة على وجه امها الشاحب و عيناها الغارقتين بالحزن.