mildin og amning mildin 30 mildin virker ikke">
جنين-الجامعة العربية الأمريكية-دانة الدريدي: أحيت الجامعة العربية الأمريكية سلسلة قُرّاء بهاء عليان في حرمها, بتفاعل ما يزيد عن مائتين وخمسين طالباً يقرءون كتباً في شتى المجالات, جاء هذا النشاط الذي نظمته حركة الشبيبة الطلابية بالتعاون مع أخوات دلال المغربي، تكريما وتخليداً لمسيرته.
تأتي هذه السلسة إستكمالاً لدور الشهيد الطموح بهاء عليان, المنظم لأطول سلسلة قراء في القدس, دخلت موسوعة غينس كما يقول أصدقاءه, هادفاً لتمثيل فلسطين بصورة حضارية وثقافية لا تنحصر بأكبر صحن من الحلويات أو الطعام كما يُروج لها غالباً.
وقد عبرت منسقة أخوات دلال المغربي ومنسقة الحملة أمجاد هب الريح, أن الهدف من هذه السلسلة نشر الوعي والثقافة بين الطلاب, ومن خلال هذه الخطوة سنستمر بعدة أنشطة لامنهجية تخلق وعي بطريقة غير تقليدية فيها حيوية وتفاعل, فالطالب لم يأتي للجامعة لأخذ مساقات دراسية والجلوس على مقاعد الكفتيريا فقط بل لتمكنه الجامعة أكاديميا وتمكنه حركات الطلابية وطنياً وسياسياً ليقدر أن يدافع عن فكرته ويصبح أقوى في مواجهة المحتل والظروف القاسية التي يعيشها الشعب الفلسطيني.
ومن جهتها أضاف منسق السلسلة حسن ابو دخان, أن النهج الذي يتبنوه هو نهج الشهداء سائرين على دربه, وكما يقول درويش بندقيتنا ليست قاطعة طريق, بندقيتنا مثقفة, فيفترض أن نحمل الفكر لنحقق أهدافنا.
وبين أستاذ الاعلام في الجامعة سعيد أبو معلا, أن مثل هذه الحملات التي يقودها شباب فلسطيني خالص من أي دعم لمؤسسات "الان جي اوز" أو راية حزب معين, ما هي إلا محاولة لإيصال فكرة واحدة, بأن الشهداء هم رموز وأيقونات للمجتمع الفلسطيني, وهذه الفعالية بجسد الجامعة تأكيدا منها على ادراكهم بقيمة الشهداء وأنهم اصبحوا رموزنا الحقيقين والجدد.
وقد أكد المشاركون بأن محاربة الاحتلال تأخذ عدة اشكال, وحتى حمل السلاح إن لم يكن حامله يحمل الثقافة الواقية لفكرته فإنه ينقلب ضده, فبهاء عليان صاحب عملية قتل ثلاثة مستوطنين في حافلة بالقدس, لم تكن عمليته ناتجة عن ثورة غضب, بل رفض شعبي لسلب الإحتلال أبسط حقوق الفلسطينيين وخاصة المقدسين منهم كزيارة الأقصى وهو أمام أعينهم.
وقال الطالب دجانة ابو الرب: وجودي هنا نوع رمزي أكثر من ما هو معنوي لمجرد حمل الكتاب لها رمزية كبيرة, ويبين الوفاء والإخلاص لفكرة بهاء وأننا على خطاه نسير.
وعلق الطالب مجد بعجاوي بأن الإحتلال أهم ما يعنيه أن نظل كما نحن، أمةٌ لا تقرأ، فغسان كنفاني بقلمه وبثقافته كان أخطر على الإحتلال من ألف سلاحٍ رشاش، وعندها قالت غولدا مائير إننا لم نغتل كاتباً بل اغتلنا كتيبةً من الجنود.
فأمثال الشهيد بهاء عليان الذي اختصر بعمره العشريني إنجازا عجز عنه من يكبرونه بضعف سنينه, ففي زهرة شبابه سعى أن يطور الإمكانات الثقافية والحضارية لوطنه, كحملة جمع التبرعات لغزة بحربها الاخيرة.
وأضاف بعجاوي أن مثل هذه النشاطات التي تؤثر بالطالب تنعكس على بيئته, فهو يعيش في منظومة مجتمعية يؤثر ويتأثر بها، خاصةً أننا أكثر شعبٍ بحاجة إلى القراءة بطبيعة المرحلة التي نعيشها وهي مرحلة تحرر، وهذا يعتبر من ضرورات المرحلة، وبدون الثقافة فلن نستطيع أن نتخلص من أظفار الإحتلال المنشوبة في قلب القضية الفلسطينية.
وكان قبل رحيل عليان أن نشر وصاياه العشرة, وأخص بعدم تبني الفصائل شهادته فروحه قدمها لوطنه, واوصى عبر حسابه على الفيسبوك بعدم تحريض ابنه على الإنتقام له, بل تربيته حب الوطن الذي يستحق منه كل شيء, وطالب الصحافة بعدم وضح الملح على جرح والدته بغرض استعطاف الجمهور لا أكثر.
بسلسلة قراء بهاء عليان التي انتشرت فكرتها في معظم الجامعات الفلسطينية, ترك بهاء له بصمة بطل, لم يقتصر أثره بحياته بل إستمر ‘لى بعد ذلك, كما شاء وأكثر في مقولته الأخيرة لا تحزنوا على استشهادي بل احزنوا على ما سيجري لكم من بعدي, هذه العبارة نقشت عميقا في وجدان شباب فلسطين الذي أحيا فكرته بعد أن توارى صوته إلى جنات الخلود.