جنين- ديما حمدان- تجلس على طاولة، بين يديها فرشاة وقطعة زجاج ترسم عليها ما يجول في خاطرها وهي تطل على طبيعة خلابة بين حين وأخر ترى الشجر الأخضر وترى وروداً قد نبتت وظهر لونها ربما تكون لوحتها لترسمها.

"سأصير يوما ما أريد، وطموحي بلا حدود"، هذا ما قالته رغدة شحادة29) عاماً)، الفنانة الموهوبة بالرسم على الزجاج، من قرية عجة جنوب محافظة جنين.

 بدأت رغدة قصتها مع فن الرسم بشكل عام منذ الصغر فهي موهبة تمتاز بها، لكن مع مرور الزمن وإنهاء دراستها الجامعية وعدم الحصول على وظيفة تخصصت بالرسم على الزجاج الذي كان تطور لأعمال أخرى عملت بها كالخياطة وغزل الصوف.

لوح زجاج، أنبوب التحديد ويكون بعدة ألوان ( الأسود، الفضي، الذهبي، النحاسي)، فرشاة، ألوان خاصة إما أن تكون شفافة أو غير شفافة، فناجين القهوة، الصحون، المجات، الدبوس، الرسمة التي سيتم رسمها، وغيرها من الأدوات التي لا روح فيها تعيد إحياءها رغدة من جديد بالرسم عليها بألوان الزجاج.

عشقت هذا العمل ووجدت فيه راحة ومحبة ومتعة كبيرة، كما لاقت تصاميمها وأعمالها إعجاب الأهل والأصدقاء، الأمر الذي دفعها إلى إتقان عملها وتطويره قلباً ومضموناً .

إن ما تقدمه من مشغولات حرفية مميزة سواء بالرسم على الزجاج أوغيره كالخياطة وغزل الصوف، ونشرها على صفحتها الفيسبوكية أضفى عليها رونقاً خاصاً وذوقاً رفيعاً، وقد حصد شغلها على إعجاب الكثير من مختلف المناطق سواء في فلسطين والأردن نظراً إلى قيمتها الجمالية.

وقالت: أنه قد يستغرق عمل بعض القطع يومان كرسم الشخصيات على ألواح الزجاج وبعضها يحتاج نصف يوم كالكتابة والرسم على الفناحين، وأن أي قطعة يتم عملها تحتاج إلى 8 ساعات حتى تجف.

"لا تعطيني سمكة بل علمني كيف اصطاد"، هذا هو قانونها في الحياة، فإن هذه الموهبة ضرورية وبحاجة إلى دقة وحب حتى يستطيع الشخص الذي يريد أن يتعلمه إتقانه لأنه ليس بسهولة يقدر أي شخص تعلم هذا الفن.

وعبرت العشرينية زينة أبو عون عن رأيها بقولها: أن عملها مميز ومتقن ، وتنسيق الكلمات والخط مرتب جدا، وتعمل ما هو مطلوب منها بحرفية وإتقان وأسعارها مناسبة.

واختارت رغدة الرسم على الزجاج دون غيره من القطع، لأنها رأت فيه مادة تتنفس جمالاً وفرحاً وتمتص الألوان بعمق وشفافية، وهدفها هو الوصول إلى درجة التميز والمنافسة في هذا الفن.

برأيي عملها رائع و جميل جدا تبهر الجميع بما تقدمه و أجمل ما في عملها أنها تعتبره شغفاً و تقدمه بمحبة.

بالرغم من عدم وجود الدعم المادي الكافي للمواهب الفلسطينية و  قلة الامكانيات لهذه المواهب التي تطورت و نمت في ظروف كانت أولى بقتلها ، إلا أن هذا لم يقف حجر عثرة في وجه الموهوبين بل شكل نقطة قوة لهم و دافع كبير لمواجهة واقعهم من خلال التعبير عن أفكارهم بفنهم.