mildin og amning mildin 30 mildin virker ikke"> mildin og amning mildin 30 mildin virker ikke
">كتبت سمر حمدان
ولأن من يتجول في الأرض يمتلكها، انطلقت خُطا ستون مشتركاً تجوبُ الأرض طولاً وعرضاً، معلنين امتلاكهم لهذا الفردوس الذي يحملونه في قلوبهم قبل أي شيء.
إنه لمن الكارثة أن يجهل الإنسان كل هذا الجمال في وطنه، ويلتزم بموضِع قدميه فقط، لذلك كان لابد أن نرى الوطن الذي نحيه وأن نثبت هذا الحب الذي نجوبه بكل الشغف والسعادة التي منحتنا إياها هذه الأرض.
وبعيداً عن مصاعب الحياة ومعاناتها، يجد الشاب محمد جرادات فكرة التجوال أمراً في غاية الجمال، لأنه يولد الهناء والراحة وشغف المعرفة عن الأرض لشباب تسوقه الحياة نحو المتاعب.
وعن انطلاق فكرة التجوال قال جرادات: إن الفكرة جاءت منذ زمن بعيد حين كنت طالبا في جامعة النجاح, ومتطوعا في دائرة العلاقات العامة وكانت تأتي وفود أجنبية لممارسة رياضة التجوال في جبال الضفة، فأعجبتني الفكرةوقررت أن يكون طموحي المستقبلي تأسيس فريق تجوال.
أن يتجول الإنسان في أرض بلاده يؤكد على منظومة قيمية ترسخ وعي الشباب الفلسطيني اتجاه أرضه، وأنه الأحق بمعرفتها بكل تفاصيلها في بلد محتل كفلسطين والذي يخوض صراعاً على الأرض، يصبح التجوال حينها هدف وطني ملح.
وأشار جرادات إلى جملة من الأهداف التي يحملها التجوال، فهو حاجة اجتماعية ملحة في زمن تعقدت فيه العلاقات، ولم تعد فاعلة إلا في العالم الافتراضي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ويركز على بناء علاقات هادفة بين المشتركين وتعرفهم على بعضهم لأن التجوال يوفر فرصة لالتقاء الناس من شتى محافظات الوطن.
وأضاف، حيث يهدف فريق تجوال وترحال إلى إعادة النظر في العلاقة بين الإنسان والطبيعة والالتصاق بها، والتعرف على خصوصية كل منطقة واستكشافها ورصد الظواهر الطبيعية، وتسليط الضوء على أنواع النباتات والأشجار والحيوانات في كل منطقة.
ومن الواضح أن أناس كثيرون يحبون الرجوع إلى الطبيعة والتخلي لفترة ما عن رفاهية الحياة العصرية والتجول لمسافات طويلة بعيدة عن العمران وبعيداً عن الطرق المرصوفة.
ففي تجوال "لوز أخضر" الذي انطلق نحو سفوح تل تعنك نزولاً إلى سهل مرج ابن عامر، كانت بدايته صعبة كحال أية بداية،وبكامل كبريائها قادت المشتركين ليسيروا على الأرض وقلوبهم محلقة في الأعالي كسرب حمام أبيض مهاجر بعيداً عن صخب الحياة، ليتحدوا مع الطبيعة، وليولدوا من جديد ليمتزجوا بأديم الأرض وترابه.
وما أن وصل المشتركون سفح التل المليء بالحكايات والتاريخ والأصالة، ليكونوا مجموعات،
إنها استراحة الشجعان أصروا بكل كبرياء للوصول إلى القمة.
وامتزجت الكلمات لتغزل خيوطاً من فرحاً، فرحاً يعانق الهواء النقي وجمالية مرج ابن عامر الذي لبس حلته الخضراء الربيعية، ليشكلوا حلقة تعارفية يعرض كل منهم سبب المشاركة.
وعبرت العشرينية ضحى حويطي إحدى خريجات قسم اللغة العربية والإعلام في الجامعة العربية الأمريكية، عن فرحها بالمشاركة، وحثت على المشاركة بمثل هذه الرحلات، فهي تقوي علاقة الإنسان بأرضه، فلم يعد حب الأرض والعلاقة المتينة حكراً على الفلاح نفسه بحكم عمله المستمر بها.
ثم يتابعوا مسيرهم في أرجاء التل ليشاهدوا المغارات والكهوف وحمامات البخار وآثار مماثلة، جاءت ضمن حضارات متعاقبة مع مرور الزمن.
إن هذه الآثار التي تعود إلى الفترة الأموية والرومانية، ودلائل استيطان تعود للفترة الفارسية والرومانية والأموية والعباسية والعثمانية، بحسب وزارة السياحة والآثار الفلسطيمية.
ثم تتابعوا فوصلوا السهل ليجلسوا على شكل حلقة، يأكلون اللوز الأخضر ويتساءلون كم يد لامست تلك الشجر؟ يعودون من جديد ليلعبون ويمازحون الحياة، رسموا وضحكوا وتبادلوا الهدايا لتكون ذكرى تنعش حياتهم حين تعصف الحياة بهم.