كتبت أريج صباغ
طية تلو أخرى، وأوراقاً بمختلف الألوان المبهجة، قد تكون للكثير مجرد أوراق لرسم والدراسة وللعمل فقط، لكن بالنسبة لسيرين حمدان (21) عاماً من بلدة برقين جنوبي غرب مدينة جنين، فإنها ترى في الورق عالماً من الجمال يغفلها الكثيرون.
عشق سيرين لثقافة اليابان وشعبها، دفعها إلى التعرف على أشهر الفنون اليابانية، "الأوريجامي" فن طي الورق والذي كثيرا ما يرتبط بالثقافة اليابانية، فهي تصنع من لا شيء شيئاً، ومن أوراق مسطحة ومربعة إلى أشكال مليئة بالحياة والجمال، من خلال تقنيات النحت والطي كطائر الكركي وأشكال أخرى.
"كانت بدايات سيرين مع الأوريجامي من خلال اطلاعها على الثقافة اليابانية وشغفها في التعرف على كل ما تشتهر به اليابان من عادات وفنون"، بهذه الكلمات بدأت سرين حديثها الطالبة في قسم اللغة العربية والإعلام في الجامعة العربية الأميركية في جنين، التي تعمل في فن "الأوريجامي" بهوس وحب.
بالرغم من بساطة الأدوات المستخدمة في عمل الأوريجامي لاعتمادها بشكل أساسي على الورق واللاصق (الغراء) والمقص, إلا أن سيرين واجهها مشكلة عدم توفر الورق المخصص للأوريجامي في فلسطين, على العكس من توفره في اليابان وصناعة الأشكال الجميلة بورق مخصص.
وتشير سيرين إلى أنهُ قد لا يكون لدراستها للإعلام عاملاً مهماً في تطوير موهبتها، لكن من دعمها وساعدها في الاستمرار هم أساتذتها، الذين كانوا يشجعونها دائماً وكانت تستمد منهم ومن زملاؤها الدافعية نحو الاستمرار.
الأوريجامي ليس كباقي أنواع الورق، فهو أمل يتشكل من بين يدي سيرين وفئة شابة من زملائها في الجامعة، الذين أسسوا وإياها نادٍ لمواكبة الثقافة اليابانية في الجامعة، وشاركوا الشغف والحب للثقافة والقيم والأخلاق اليابانية مع زميلتهم سيرين.
وتوضح الطالبة سيرين أن الهدف من تأسيس النادي، جاء لاستغلال طاقة الشباب الموجودة في الجامعة بتغير الجوانب والأفكار السلبية في المجتمع الفلسطيني، وكان شعب اليابان نموذج لما لديه من صفات تميزه عن باقي الشعوب في العالم، مثل الاهتمام بالنظافة، النظام، التعليم، القراءة، إضافة إلى تعريف الطلبة بكل ما هو جديد ومفيد بما يخص اليابان وثقافتها و العلم و التطور فيها.
ينفذ أعضاء النادي الياباني في الجامعة الأميركية العديد من النشاطات، مثل: استقبال الطلبة الجدد وتعريفهم بالتخصصات، كذلك القيام بعمل مجلة فصلية تضم العديد من المعلومات الجديدة والهادفة، وعمل أسبوع يقوم فيه الطلبة بمساعدة عمال النظافة، والقيام بفعاليات للتشجيع على القراءة.
ويسعى طلبة النادي الياباني إلى افتتاح معرض كبير يعرض أهم ما تتمتع به اليابان من ثقافة وتطور وتكنولوجيا، علاوة على سعيهم لعقد ورشات تعليمية متعددة في عدة مجالات مثل الأوريجامي، ودورات برامج مختلفة مثل الفوتوشوب، في ما يسعون لتوسيع أنشطتهم ليصبح النادي جمعية تعمل خارج إطار الجامعة.