بقلم الأسير ( أ. باجس عمرو )
'' تلك السعادة والشعور بالعزة لو علمها الناس لقاتلونا عليها ''
هذه الكلمات تذكرنا بالصحابي الجليل عبد الله ابن أم مكتوم حين طلب حمل لواء المعركة قائلا : أعطوني اللواء فأنتم تخافون وأنا لا أخاف .
يشعر الإنسان بالفخر والإعجاب ، و هو يقرأ سير الصحابة الأجلاء، وقصص بطولاتهم وخصوصا الذين اصطلح على تسميتهم في هذه الأيام ذوي الإحتياجات الخاصة ، ففي ذاك الزمان كان الصحابي البطل عمرو بن الجموح الأعرج وعبد الله ابن أم مكتوم الكفيف الذين عرفنا قصصهم واليوم نتعرف على بطل من أبطال فلسطين وابن من أبنائها البارين إنه الأسير ( عز الدين عمارنة ) أبو أحمد ، الأسير الذي حرم من بصره لكنه لم يحرم من بصيرته ولم يحد عن الطريق الصحيح ولم يضيع البوصلة .
ولد الأسير عز الدين عمارنة ' أبو أحمد ' في بلدة يعبد قضاء جنين في العام 1971م ، ولد كفيفا وسمي بهذا الإسم تيمنا بالشيخ عز الدين القسام وكبر وترعرع في ربوع يعبد وأتم تعليمه الثانوي فيها ثم حصل بعد ذلك على درجة البكالوريس والماجستير في علوم الشريعة الإسلامية ، وهو يعمل موظفا في وزارة الأوقاف ومدربا في جامعة القدس في أبو ديس ، وقد حاول أخذ شهادة الدكتوراة من جامعة القاهرة إلا أن الإحتلال يصر على منعه من السفر .
أسيرنا البطل أسير إداري ، اعتقل لعدة مرات في السابق وبلغ مجموع ما قضاه في السجون الإسرائيلية قرابة الست سنوات ، وبالمناسبة ابنه أحمد أسير أيضا وهو معه في نفس القسم في سجن النقب ، وأحمد يقضي حكما بالسجن سبعة شهور .
تصيبك الغبطة وأنت ترى الأسير عز الدين وهو يسير بجانب ابنه أحمد في ساحة السجن وهما يتبادلان الحديث كصديقين لا كأب وابنه علما ان أسيرنا لديه من الأبناء خمسة ( ولدان وثلاث بنات ) وكلهم قد تلقوا تعليمهم الجامعي .
والجدير بالذكر أن أسيرنا طيب المعشر ، كثير الدعابة ، حسن الصوت ، تكاد القلوب تنفطر حين يقرأ القرآن بصوته العذب .
قاوم أسيرنا المحتل وحاله لا يخفى على أحد بالتقاعس من الكثيرين من أصحاب الأجسام ولكنهم معلولوا الهمم والإرادة وهكذا يعيد التاريخ نفسه وتستمر حكاية هؤلاء الذين عرفوا الحق فاتبعوه وعرفوا الباطل فاجتنبوه ولم تقعدهم الأعذار وساروا على درب المؤسس الشيخ ' الشهيد أحمد ياسين ' علما بأن له تسجيلا صوتيا لنسخة كاملة من القرآن الكريم موجودة على الإنترنت .
سجن النقب الصحراوي ..
