بقلم الأسير ( أ . باجس عمرو )
اصطف ستة نفر على صعيد واحد ترتسم على وجوههم علامات السرور والسعادة ، كان الستة ومعهم نفر من وجهاء القوم يستقبلون التهاني بمناسبة قرب الإفراج عن ثلاثة من الستة ، ثلاثة أفرج عنهم وثلاثة ينتظرون اليوم الموعود والحدث المشهود .
أفرجت إدارة السجون الإسرائيلية بتاريخ 8/4/2016م عن الأسير علي شواهنة من قلقيلية بعد أن أمضى بالسجن اربعة عشر عاما ، وعن الأسير إبراهيم أبو سرور من بيت لحم والذي أمضى حكما إداريا مدته خمسة عشر شهرا علما أنه أمضى سابقا عشر سنوات في السجن ، وفي تاريخ 11/4/2016 أفرج عن الأسير أشرف سمارو من نابلس والذي أمضى حكما بالسجن عاما ونصف ، ولكن كل واحد من هؤلاء ترك خلفه أخا شقيقا بالإضافة إلى الإخوة الكثر من الأسرى الذين بقوا خلف القضبان ، فقد ترك علي شواهنة أخاه إبراهيم المحكوم عامين ، وترك إبراهيم أبو سرور أخاه فتحي وهو أسير إداري علما أنه أمضى عدة سنوات في السجن في المرات السابقة ،وخلف أشرف سمارو وراءه أخاه فراس المحكوم خمسة عشر عاما وقد قضى منها أربعة عشر عاما ، غادر الأخوة الثلاثة من السجن وقلوبهم تعتصر ألما وحزنا على الذين بقوا ودموعهم تنهمر في الوقت ذاته فرحا بمن سيلقون من الأهل والأحبة .
على الجانب الآخر وبالقرب من حاجز شمعة القريب من بلدة الظاهرية كانت أمهات الأسرى الثلاثة ينتظرن بفارغ الصبر وصول أبنائهن ، كن ينتظرن هذه اللحظة منذ سنوات ،وبعد وقت ليس بقليل وصل الأبطال الثلاثة إلى الحاجز وكان اللقاء وارتمى كل واحد منهم في أحضان والدته ذارفين دموع الفرح فرحا بلقاء فلذات الأكباد وحزنا على من بقي في السجون فكل واحدة منهن بقي لها من قلبها شطر بين أسوار السجن ولما يلتأم القلب ويجتمع الشمل ويتحرر الأسرى تبقى الأم الفلسطينية رمزا وعنوانا للصبر والتضحية ، فهي التي تشظى (تقطع ) قلبها بين
أبناءها فواحد شهيد ، وآخر أسير ، وثالث جريح أو مطارد .
لم تنته الحكاية ولن تنته ما دام على الأرض محتل يغتصبها وما دام في العروق دم ينبض ،وهذه عينة من بعض الأسرى الذين تجمعهم صلة القرابة وهم من قسم واحد فقط وما خفي في الأقسام الأخرى أعظم ، الأخوين سليم وأيمن أبو عيد وابني
اخيهما براء ومحمد أبو عيد ، والأخوين موسى ومحمود السويطي ، واسماعيل العواودة وابن أخيه أيوب ، والأخوين سالم ومحمد احريزات ووالدهما إبراهيم احريزات ، والأخوين عاهد ومحمد موسى ، والأخوين رياض وتوفيق نزال ، وأمين وابن عمه رمزي وشقيقه فؤاد الرجبي ، وماجد احميدات وابن أخيه عبد الرحمن احميدات ، ونائل البرغوثي وشقيقه عاصم .
سجن النقب الصحراوي