mildin og amning mildin creme mildin virker ikke">
رام الله – تمتزج مظاهر الأصالة "العراقة" بلمسات مبتكرة تجمع بين المعاصرة والتجديد، في مطعم "ريحان" في حي "الطيرة" في رام الله، الذي أرادت له أسرة شركة "ريحان" ممثلة بحاتم أبو سمية والقادمة من الخليج، أن يخرج إلى حيز النور بطابع استثنائي يختلف عما هو قائم في فلسطين.
ويقدم أبو سمية، ويحب أن يسمى الشيف حاتم، خلاصة تجربة متراكمة اكتسبها عبر سنوات من العمل في فلسطين، والأردن، وأميركا، حيث قضى 16 عاما من حياته، قبل أن يقرر العودة إلى مسقط رأسه، ليقيم مشروعا، من المقرر افتتاحه رسميا مطلع الأسبوع المقبل.
ويعد من اللافت في "ريحان"، تصميمه الذي تجتمع فيه أمارات خلابة من المعمار الأندلسي، دون أن يغيب عن ذلك بعض المظاهر المتصلة بالحداثة.
ولا يخفي "الشيف حاتم"، فخره لما يشتمل عليه المشروع، من جمع مكونات متنوعة تحت سقف واحد، إذ يقدم المطعم أطباقا من المطبخ الفلسطيني، والسوري، واللبناني، والمغربي، علاوة على مأكولات غربية، عدا حلويات وضع فيها بصمته الخاصة، عبر المزج بين الطابعين الشرقي والغربي.
ويقول: أردنا لريحان، أن يكون ذا طابع أندلسي، بحيث يجمع بين عراقة المطبخ السوري، ورونق المطبخين الفلسطيني واللبناني، مع اضفاء لمسات من المعاصرة عليه.
ويركز المطعم على توفير أطباق صحية باستخدام فواكه وخضار طازجة، مع تقديمها ضمن قالب ملفت للانتباه والإعجاب.
ويقول: هدفنا ليس فقط تقديم الطعام أو الحلوى، بل إتاحتها للزبون بقالب يرضي تطلعاته، ويثير مشاعره واعجابه دون أن نثقل عليه ماديا في الوقت ذاته.
ويتابع: إننا نسعى إلى أن تكون خدمتنا مميزة، بحيث تتقاطع فيها جودة المنتج والخدمة، بالابتكار في المضمون، بمعنى أن نقدم أطباقا وأصنافا غير معهودة هنا، فيها الكثير من الإبداع.
ويمثل "ريحان" عموما، الفرع الأول ضمن سلسلة مطاعم تحمل الاسم ذاته، توجد في الخليج العربي وسوريا، حيث حققت شهرة كبيرة لتميزها على غير صعيد.
ويرى أن وجود الفرع الذي يخطط لأن يكون باكورة سلسلة فروع أخرى ستتفتح مستقبلا في فلسطين، يكتسب أهمية كبيرة، باعتبار أن هناك حاجة ماسة لمثل هكذا مشاريع، تتميز عما هو قائم الآن سواءا من حيث طبيعة الخدمة، أو المنتجات التي يقدمها من أصناف الطعام والحلويات.
ولا أدل على النموذج المختلف الذي يحاول "ريحان" تجسيده، من تقديم أنواع مختلفة من طبق الحمص، وحتى السلطات تستعمل فيها مكونات مختلفة، عدا الحلويات، مثل نوع يجمع بين الكنافة، و"التشيز كيك"، يعد من ضمن ابتكاراته الشخصية.
ويردف "الشيف حاتم": عندما فكرنا بجلب هذه العلامة التجارية إلى فلسطين، أردنا أن أوفر شيئا نفتقر إليه هنا، خاصة أن "ريحان" تمثل تجربة عريقة استطاعت أن تثبت حضورها وقدرتها على التطور منذ انطلاق نشاطها العام 1946.
ويضيف: في "ريحان" نسعى إلى التميز سواءا من حيث طريقة تقديم المأكولات المختلفة، أو المذاق، الذي نريد أن يكون على أعلى مستوى من اللذة، مع توفير كل ذلك بأسعار منافسة.
ومن وجهة نظره، فإن الطابع المبتكر لتصميم "ريحان" و"الديكورات" الموجودة فيه، أريد منها منح رواد المكان احساسا بالراحة والسكينة وكأنهم في بيوتهم.
ويقول: التجديد على أهميته، لا ينفصل ضمن منظومة عملنا عن عنايتنا بالحفاظ على موروثنا التراثي في مجال الضيافة، عبر توفير الأطباق الفلسطينية المعروفة، بشكل أخاذ، وتقديم الشاي مثلا بنكهات عديدة.
ويعتبر "الشيف حاتم"، صاحب خبرة واسعة في مجال العمل الفندقي والطهي، خاصة أنه درس بداية في كلية "عمون" المتخصصة بالفندقة في الأردن العام 1990، قبل أن يتجه إلى ايرلندا، حيث نال شهادة البكالوريوس من احدى جامعاتها، قبل أن يحصل العام 1996 على درجة الماجستير، ويتجه إلى الأردن، حيث عمل بعض الوقت.
ولم يطل المقام به في الأردن، اذ عاد إلى أرض الوطن، وعمل في عدد كبير من المطاعم، والفنادق، والمؤسسات، بما في ذلك جامعات درس فيها فن الطهي، مثل جامعة "بيت لحم".
ومع اندلاع الانتفاضة الثانية، وبحكم الظروف القاسية التي مرت بها البلاد، آثر البحث عن تطوير تجربته، فذهب إلى الولايات المتحدة حيث راكم خبرات كبيرة.
وعمل "الشيف حاتم" بداية في فندق "امباسي سويت"، حيث سجل نجاحا لافتا، أهله لأن يصبح مشرف طهاة لـ 72 فندقا في "هيوستن" في أميركا.
ولم تقف الأمور عند هذا الحد، بل إنه اتجه إلى سلك التدريس، فعمل في جامعتين أميركيتين، هما "لاكوردن بلو"، و"يو.تي.دي"، ما اقترن أيضا بنشره مقالات متخصصة بشكل دوري في ثماني صحف أميركية.
كما أن نجاحات "الشيف حاتم"، جعلت الطاهي الأميركي الشهير روبرت أرفين، يختاره من بين 1600 طاه، للمشاركة معه في تقديم العرض التلفزيوني المعروف "دالاس فود شو".
ويفخر "الشيف حاتم"، وهو من قرية "عبوين" شمال غرب رام الله، بنجاحه كفلسطيني وعربي في تسجيل حضوره بقوة في بلاد "العم سام"، ما كان من ثماره تكريمه العام 2013 باعتباره أفضل "شيف" من قبل سلسلة فنادق "هيلتون" العالمية، إضافة إلى تكريمه في العام التالي من قبل الجمعية الفلسطينية الأميركية في "هيوستن".
ولعل كافة هذه الإنجازات، تفسر اعتماد "ريحان" على طابع عمل غير معتاد في مطاعم أخرى، فمثلا هناك كتاب وصفات طبخ من إعداد أبو سمية، يعتبر مرجعا للطهاة في المطعم.
كما أن هناك قائمة صور للطعام، يلتزم العاملون في المطعم بتقديم الوجبات والأصناف المختلفة تبعا لها.
وحول ذلك يقول "الشيف حاتم": في عملنا لا مجال للتهاون، فلا بد أن نوفر أفضل خدمة وفق أرفع المعايير سواءا المرتبطة بالنكهة، أو الشكل.
ورغم عدم افتتاح "ريحان" رسميا، إلا أنه يجد رواجا كبيرا، لا سيما أن المكان معد لاستقبال مناسبات مختلفة، عدا ورشات عمل ولقاءات متنوعة.
ويذكر أن هناك حجوزات حتى اللحظة لـ 17 يوما ضمن شهر رمضان المقبل، مضيفا "إن نجاح أي مطعم مرتبط بعاملين هما: جودة الخدمة، والأكل".
ويردف: لقد بات التردد على المطاعم في بلادنا ثقافة دارجة بشكل كبير في بلادنا، ما يستدعي الارتقاء بطبيعة الخدمة المقدمة، من هنا فإن فكرتنا ببساطة تقوم على التركيز على تقديم الأطعمة لا سيما الشرق أوسطية، المعروفة بنكهتها المميزة وطيب مذاقها بشكل صحي، مع وضع بصمتنا الخاصة فيها.
ويضيف: إننا نريد الحفاظ على موروثنا في مجال فن الطهي، لكن مع ادخال عامل التجديد والابتكار ضمن نطاق عملنا، لتقديم شكل جديد معاصر يرقى إلى مستوى رغبات الجمهور وتوقعاته منا.
ويقول: إننا نتطلع دوما إلى الابتكار في عملنا، بيد أن ذلك يجب ألا يكون حائلا أمام السعي لتكريس التنوع والتجديد.
وهو يرى أن هناك حاجة للارتقاء بحجم الاهتمام بفن الطهي في فلسطين، واتاحة المجال للطهاة خاصة من الشباب، لاكتساب خبرات جديدة عبر الانفتاح على العالم، وعدم الاعتماد فقط على معارف تكتسب من مؤسسات ومدارس تعتمد على اجتهادات شخصية، أكثر منها رؤى علمية ومهنية.
ويقول: لا بد من إتاحة المجال لدارسي فن الطهي للاحتكاك مع خبراء من دول مختلفة، من هنا فقد فعلت القنصلية الفرنسية خيرا، عندما جلبت مؤخرا عددا من الطهاة الفرنسيين إلى هنا، لتدريب عدد من الطهاة في بلادنا.
ويردف: نحن نحتاج لتعزيز وترسيخ ثقافة الفندقة والسياحة في بلادنا، بالتالي لا بد من عمل متواصل من أجل تأهيل الطهاة وحتى الندلاء "السفرجية" بشكل أفضل.
ويوضح الرجل الذي بدأ العمل على "ريحان" قبل عام، وقرر العودة إلى فلسطين، بعد أن غلبه الحنين إليها، ولرغبته وزوجته في اقامة مشروع يعود بالفائدة على أبناء شعبه، أنه شرع بالعمل على غير صعيد لتنفيذ حلم حياته، بإنشاء أكاديمية عالمية لفن الطهي هنا.
ويقول "الشيف حاتم": إن حلمي يتمثل في أن تكون فلسطين من الدول المتقدمة في مجال السياحة، خاصة أن لديها من المقومات والمزارات والأماكن التاريخية والأثرية ما يؤهلها لذلك عن جدارة، بالتالي فإن حلكي هو إنشاء مدرسة عالمية للطهي.
ويتابع: المدرسة أو الأكاديمية التي شرعت بخطوات في سبيل تحويلها إلى واقع، أتطلع إلى أن تعلم فنون الطهي المستوحاة من ثقافات وموروث بلدان مختلفة، بحيث يقوم طهاة من البلدان المستهدفة بالتدريس فيها، لأن ذلك أمر أساسي لإغناء تجربة الطهاة لدينا.