طلابٌ يحملون كتبهم الدراسية بين أيديهم، وعجائز يستيقظون باكرا أمام بيوتهم، عشرات المواطنين من عجة قضاء جنين، يجّهزون أنفسهم منذ ساعات الصباح للذهاب نحو مدينة جنين، هذا يدرس في الجامعة الأمريكية، وذاك في النجاح بنابلس، وهذا لديه عملٌ في إحدى الدوائر الحكومية بالمدينة أو غيرها من المدن، والجميع ينتظر !! لا سيارات عمومية تقلّهم إلى مدينة جنين !!.
ساعات طويلة تمر على عشرات المواطنين وهم ينتظرون في عجة، ولا يلمحون بأعينهم تلك السيارات الصفراء! تضيع محاضرةُ الطالب، ويتأخر الموظف عن دوامه، ولا يلتزم العامل بعمله، وتدق ساعة الانتظار عقارب الثانية عش ظهراً أي منتصف اليوم ولا سيارات نقل عمومي !!.
تخرج سيارات النقل العمومي بحمولتها الصباحية مبكرا من عجة نحو جنين، وتصطف في مجمع النقل بلا عودة لساعات، فالسيارات لا يمكن ان تعود فارغة من جنين، هذا الأمر ببساطة سيجعل العشرات يستقلون سيارات النقل الخصوصي كي ينجحوا في الوصول لأعمالهم دون تأخير، الأمر الذي يزعج أصحاب سيارات النقل العمومي الذين يمطرون أصحاب السيارات الخاصة بالشكاوى لدى الجهات الرسمية.
السؤال هنا: من يتحمل تأخر عشرات الطلاب والمواطنين عن جامعاتهم وأعمالهم؟!
لماذا لا تعود السيارات إلى عجة فوراً لتتحميل بقية الركاب عندما تصل جنين؟!
هل حقاً ان وزارة النقل والمواصلات تلقى على عاتقها مسؤولية أيضاً نظرا ربما لعدم وجود خطوط نقل عمومية تكفي عجة؟!
ما دور المجلس البلدي في حل المشكلة، وهل يتحمل مسؤولية المواطنين؟!
مما لاشك فيه، كائناً من كان الذي يتحمل المسؤولية، يبقى المواطن هو الخاسر الوحيد والطرف الأضعف في المعادلة، منتظراً فرجاً قريباً، ويردد تساؤلاً واحداً: هل أصبح الوصول من عجة إلى جنين خلال ثلث ساعة مجرد حُلم؟؟!!