mildin og amning graviditetogvit.site mildin virker ikke"> mildin og amning graviditetogvit.site mildin virker ikkeفي إحدى الجلسات العائلية كانت أمي تشرح لأخي الصغير ">
في إحدى الجلسات العائلية كانت أمي تشرح لأخي الصغير ذو السنوات السبع درساً في بر الوالدين، وحسنُ معاملتهم والعطف عليهم، لم يطول شرحها كثيراً حتى قاطعها قائلاً باستغراب "مهو عصومي ضرب أمه"، أما عن "عصومي" فهو أحد الأبطال الذين روجت لهم قناة طيور الجنة العائلية للأطفال.
ظهر عصومي هذا بأنشودةٍ جديدة اسمها "شوفوا عصومي" بلغت نسبة مشاهدتها على قناة اليوتيوب أكثر من سبعة ملايين مشاهدة، كغيرها من أناشيد طيور الجنة، يقوم فيها بالصراخ وبضرب أمه فيها بمشاهدٍ تمثيلية القصدُ منها أخذُ العبرة والتعليم كما تدعي هذه القناة.
وكما هو معروف فطيور الجنة هي إحدى أكثر قنوات الأطفال تأثيراً على الساحة الإعلامية العربية، ليس المهم نوع هذا التأثير، الأهم من ذلك أنها تُدر أرباحاً لا بأس بها بسبب سياسة التجهيل والظلم التي تنتهجها بحق الطفولة والأهلُ في سبات عميق.
قناةٌ تُصنف نفسها بأنها قناةٌ ملتزمة، وبأنها الملجأ الآمن للأطفال، أيُ التزم هذا وأيُ أمان! عندما يتم الإسخاف بالطفولة البريئة التي لا تملكُ في أيامنا هذه سوى أجهزة المحمول الذكية والقليلُ من اللعب والكثيرُ من الإهمال.
لم يكتفي خالد مقداد صاحبُ القناة بتنجيم وتسليع أولاده، بل حولهم لأبطالٍ خارقين يطمح كل الأطفال بأن يصبحوا مثلهم، أحياناً بالأسماء أو بالتصرفات أو اللباس وغير ذلك.
يمضي الطفلُ ساعات طويلة وهو يشاهد هذه القناة إما على شاشة التلفاز، أو على قناة اليوتيوب الخاصة بها، والتي وصل عدد المشتركين فيها أكثر من مليوني مشترك.
لم يأتي هذا الرقمُ من فراغ ولم يقوم الأطفال بالإشتراك بهذه القناة وحدهم طبعاً، كل هذا بتشجيع من الأهل بحجة إلهاء الطفل ومساعدته على قضاء وقت الفراغ، يحدثُ هذا ويتم ترك الطفل لوحده مع خيالاته وتساؤلاته الكثيرة عندما يشاهد أناشيد طيور الجنة.
وأظن أننا لو دخلنا إلى ذهن هؤلاء الأطفال، لوجدنا الكثير من علامات الاستفهام منها، لماذا لا نكون نحن هنا؟ لماذا لا نملك ما يملكونه نجوم طيور الجنة؟
والمشكلة الآن لم تعد في الأناشيد فقط، بل تعدت القناة هذه المرحلة وأصبحت تعرض برامج لمواهب الأطفال مثل برنامج " كنز" الذي يتم فيه وضع نجوم القناة، أو أفراد عائلة مقداد إن صح التعبير على عرش التميز والإبداع ويحاول بذلك الأطفال المشتركين تقليدهم بالصوت وبالحركات.
أضف إلى ذلك الكم الكبير من الإعلانات والدعايات التي تعرضها القناة، والتي تم المبالغة فيها بالفترة الأخيرة، ولا يملكُ الطفل إلا مطالبة الأهل بتوفير السلع التي يتم الترويج لها، ولا يملك الأهل إلا توفيرها رغم الصعوبات المادية التي قد يعانون منها.
ولكن طيور الجنة ما زالت تتفشى كالمرض في جسد إعلامنا العربي المريضُ أصلاً، وما زالت الأداة الوحيدة التي يستخدمها الأهل لكسب صمت أولادهم وللراحة من بكائهم أو مشاغبتهم، وعندما يكبر هذا الجيل الجديد سيكتشف الآباء والأمهات بأنهم قد ظلموهم وبأنهم لم يكونوا صائبين في اختيار قبلة تعليم وترفيه أولادهم.