memantin iskustva memantin alzheimer memantin wikipedia"> memantin iskustva memantin alzheimer memantin wikipedia من كتاب "زوجي لعبة تفاعليه " سامي عيساوي ">
من كتاب "زوجي لعبة تفاعليه " سامي عيساوي
"تعشق المرأة بأذنيها، والرجل بعينية"
سمعتها ذات مرّة في مناسبة لا أذكرها..
أتذكرها وأفكر في الملايين من النّساء اللّواتي لا يحصلن على القدر الكافي من الغزل اللاّزم لمواصلة العيش.
وكأن الرجل خُلقَ ليقول للمرأة كلاماً يطربها.
في محاضرة الأدب الحديث سألتني إحدى الطالبات، لماذا لا نرى أديبات روائيات وشاعرات بعدد ما نرى من الكتاّب والروائيين الذكور؟
استعنت بضيق الوقت كي أهرب من الإجابة، وتذكرت.
"تعشق المرأة باذنيها، والرجل بعينية".
فإن كانت المرأة هي المُستهلك الأكبر لجمال اللغة، فإنّها تشكل المادة الخام اللاّزمة لإنتاجها، وربما تراجُع الأدب النسائي سببه إلى جوار أسباب أخرى، أنَّ المرأة تُحب أن تسمع الأدب وحلو الحديث لا أن تنتجه مباشرة.
وبالنظر إلى ما تعتاش عليه كتابات الأدباء والشعراء، نجد أنها تعيش بكثافة على المرأة بل تكاد تتمركز حول المرأة والعلاقة بها.
فلا شيء يدغدغ مشاعر المرأة كما تفعل الكلمات.
وحده الذهب يمكن أن ينافس كلمات العشق وعبارات المديح على قلب المرأة، فما بالكم إذا اجتمع الذهب والغزل.. عندها تحدث الإنفجارات والزلازل والبراكين، وانقلابات تتسع أحيانا لتغير نظام الحكم أو دستور البلاد.
أشفق على الملايين من النساء اللواتي ليس في حياة أزواجهن متسع كي يقولوا لهن كلاماً يُطرب أرواحهن، فملايين الكادحين من الرجال حول الأرض من عمّال المصانع والمحاجر والطوبار، سائقو السيارات العمومية والباصات العامة والقطارات والشاحنات الكبيرة، العاملون في الزراعة وجني الثمار، الموظفون الحكوميون، نواب القضاة، المعلمون، المتقاعدون، أصحاب الأمراض المزمنة، أصحاب القروض المتعثرة، الباعة المتجولون، عمّال النظافة، الأطباء العامّون، عمال الإستقبال في المطاعم والفنادق، المشتغلون في صيانة السيارات والطائرات والأجهزة الكهربائية والأجهزه المنزلية، الممرضون من أصحاب الخبرة الطويلة.. كل هؤلاء وغيرهم ممن لا يتسع المقام لذكرهم غارقون في كدهم.
هؤلاء الرجال الذين يشكلون أكثر من تسع أعشار الرجال؛ لهم نساء تنتظر عودتهم المسائية، تنتظر أن يقال لها غزلاً يطبب قسوة الجو والعيش ومرور الساعات، لكن هؤلاء الكادحون لا يجدون في الوقت والروح متسع للإطراء، فهم يلهثون خلف أرزاقهم، كي يطعموا أفواه عيالهم، ليسددوا فواتيرهم وأقساطهم، ليس لديهم من الوقت ما يكفي للأحلام ولا للمديح، لا يملكون الوقت ولا الطاقة للرسم أو التلوين أو كتابة الشعر أو حتى سماعه.
بالمناسبة؛ كلمات المديح من أفواه الرجال لا تحتاج لثقافة رفيعة، ولا تحتاج لخيال الشعراء ولا لمكرهم.
القليل القليل من الكلمات يكفي لإشعال الحرائق، للتزود بالطاقة اللاّزمة لطهي الطعام، كي الملابس، غسل الصحون، تنظيف النوافذ، ترتيب الأسرة، وفي خواتيم الأسابيع والأعياد الإعداد لوجبة ليلية دسمة.
على من يشتكون من برودة أيامهم أن يعيدوا النظر في موقفهم من كلمات الغزل والمديح لنسائهم، فوحدها القادرة على اشعال الحرائق، مزج الألوان، رسم الصور وكتابة الشعر.
الفئة الأخرى من غير الكادحين من الرجال، فهم رجال السياسية والمال وبعض رجال الدّين ، وهؤلاء لا تحسدوا نساءهم عليهم.
رجال السياسة معلّقة قلوبهم بمناصبهم وتصريحاتهم وخططهم، رؤوسهم ممتلئة بحياكة السياسات للتحكم في البقية الباقية من البشر، مهمومون بحركات الجيوش والوزارات والسفراء والمؤتمرات، لا همّ لهم سوى البقاء في مراكزهم والمحافظة على سلطانهم وسطوتهم.
رجال المال والتجارة مشغولون بصفقاتهم وأرباحهم وسفرياتهم، مهوسون بعد نقودهم، وتحصيل شيكاتهم.
بتبديل ثيابهم وسياراتهم، بسهرهم، بسفرهم، بحسدهم، بالوقت الذي يمضونه في عدّ مكاسبهم.
البعض الآخر من كلا الفريقين وجدها فرصة بسبب الوفره أو السلطة أو كلاهما معا؛ ليقولوا كلمات الغزل لغير زوجاتهم، فهم في الغالب مكيافيللين، يعتقدون أن غير نسائهم هنَّ من يستحق تلك الكلمات كي ينال الرضى أو الإعجاب أو حتى مطارحة الغرام.
عالم (بعض) رجال الدين مختلف تماماً، فهو عالم محفوف بالحوريات والكواعب، من اللّواتي لم يمسسهنَّ إنس ولا جان، يفكرون في نساء الجنه أكثر مما يفكرون في نسائهم اللواتي أنجبن لهم من يحمل أسماءهم في دنياهم الفانيه.
وحتى يحين موعد لقاء الحور العين، لا يرون في نساء الأرض من تستحق الثناء أو المديح، ويكتفون منهن بإنجاب النسل، تربيه الأولاد، طهي الطعام، غسل الثياب وكيّها، تنظيف المنزل من العناكب والحشرات الضاره، والإنتظار حتى يأتي الموعد المقطوع، يوم لا ينفع مال ولا بنون، يوم الجزاء الأكبر، هناك سيقابلون الكواعب، من لم يمسسهنّ من قبل إنس ولا جان، وهنّ فقط من يستحق الثناء والمديح وحلو الكلام.
من كتاب "زوجي لعبة تفاعليه " سامي عيساوي