أكد مركز أسرى فلسطين للدراسات بأن الاحتلال يمارس التعذيب ضد الأسرى في السجون كسياسة ممنهجة ومدروسة وبتصريح من الجهاز القضائي الذي يعطى الضوء الأخضر للمحققين لاستخدام أساليب التعذيب المحرمة ضد الأسرى لانتزاع المعلومات، وليس سلوكا فرديا، مما يؤكد وجود تكامل في الادوار بين الجهات المختلفة القضائية والأمنية والطبية للاحتلال لتعذيب الأسرى .
وأوضح الناطق الإعلامي للمركز الباحث "رياض الأشقر" في تقرير بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة التعذيب الذي يصادف السادس والعشرين من يونيو من كل عام بان الاحتلال يستخدم حوالى 80 أسلوبا للتحقيق والتعذيب، الجسدي والنفسي وهذه الوسائل العنيفة أدت إلى استشهاد (71) أسيراً في سجون الاحتلال، من أصل (207) هم شهداء الحركة الأسيرة منذ عام 1967، بحيث نادراً ما لا يتعرض معتقل فلسطيني لأحد أشكال التعذيب ، وغالباً يتعرض المعتقل لأكثر من أسلوب من أساليب التعذيب في أقبية التحقيق التابعة لأجهزة الأمن الإسرائيلية ومراكز التوقيف المختلفة وخاصة في الايام الاولى للاعتقال .
وقال الأشقر بان الاحتلال يحاول اخفاء ما يجرى في غرف التحقيق من تعذيب وتنكيل بالأسرى وذلك عبر السعي لسن قانون ثابت ودائم يسمح بإعفاء الشرطة الاسرائيلية و"الشاباك" من توثيق التحقيقات الامنية التي تجريها سواء توثيقاً صوتياً او بالصورة خاصة تلك التي يجريها جهاز "الشاباك".بعد ان كان هذا القانون يستخدم بشكل مؤقت ويتم تجديده كل 3 سنوات .
وأضاف بان سلطات الاحتلال تشرع التعذيب باسم القانون، حيث يسمح الاحتلال لمحققى الشاباك بممارسه التعذيب ضد الأسرى، دون احترام لآدمية الإنسان ووفرت لهم غطاء من المحاكم الإسرائيلية ، حتى لا تتم ملاحقتهم قضائياً في حال رفعت دعاوى ضدهم أمام تلك المحاكم ، معتبرا ذلك دعوة صريحة للتمادي في استخدام أساليب التعذيب المحرمة دولياً ضد الأسرى الفلسطينيين في سجونه، حيث كان قد استشهد العشرات من الأسرى تحت التعذيب كان أخرهم الأسير "عرفات جرادات" من الخليل .
وكشف الأشقر أن التعذيب في سجون الاحتلال لم يقتصر على المحققين بل امتد ليشمل الاطباء، الذين يشاركون بشكل واضح في تعذيب الاسرى، وهذا ما كشفته العديد من المؤسسات المعنية بحقوق الانسان وذلك من خلال حرمان الأسرى من العلاج لإجبارهم على الاعتراف، وكذلك تعمد تجاهل الأمراض التي يعانى منها الأسرى حين الكشف الأولى فور وصولهم إلى السجون، ويكتبون تقريراً مزوراً بان الأسير بصحة جيدة ولا يعانى من اى مرض، وهذا يشكل تصريحاً طبياً بمواصلة تعذيبه ،حيث يدفع بالمحققين لممارسه ضغط بدني ونفسي اكبر على الأسير، مما يجعلهم متواطئين في تعذيب الأسرى .
وبين الأشقر بان اثار التعذيب لا تقتصر على فترة التحقيق والاعتقال فقط بل تمتد لما بعد الاعتقال، نتيجة لإصابات عدد من الأسرى بعاهات دائمة نتيجة تعرضهم للتعذيب المستمر، ناهيك عن المعاناة النفسية طويلة المدى التي يتركها السجن على نفوس هؤلاء الأسرى بعد تحررهم من الأسر وخاصة الاطفال منهم، والأمراض التي لازمتهم نتيجة الإهمال الطبي المتعمد، حيث استشهد عشرات الأسرى المحررين، بعد إطلاق سراحهم بشهور قليلة نتيجة التعذيب والأمراض التي أصيبوا بها داخل السجون .
ودعا مركز أسرى فلسطين إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية للكشف عن جرائم الاحتلال بحق الأسرى والوقوف على كافة أشكال التعذيب التي يتعرض لها الأسرى، ومحاسبة الاحتلال على جرائمه المستمرة بحقهم .