نشرت صحيفة "سلايت" الناطقة بالفرنسية تقريرا؛ حول الدراسة التي قام بها كلّ من بيتر نوبل وأليكس بوزيتكوف من جامعتي واشنطن وسياتل والتي كشفت عن أن المئات من الجينات تظلّ نشطة وحية بعد الوفاة لمدة تصل إلى يومين.
وقالت الصحيفة في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21" إن الباحثين اكتشفا أن حوالي 515 جينة ظلّت نشطة داخل جسم الفئران الميتة، وحوالي 548 جينة داخل الأسماك.
وذكرت الصحيفة أن هذا الأمر يشمل أيضا جسم الإنسان؛ فقد وجد الباحثان أن المرضى الذين توفوا جرّاء نوبة قلبيةٍ أو اختناقٍ، ظلت جيناتهم المسؤولة عن عضلة القلب نشطة بعد مرور نصف يوم على الوفاة.
وأضافت الصحيفة أن استمرار الحياة في الجينات بعد الموت هو جزء من عملية فسيولوجية مماثلة لعملية الشفاء بعد الإصابة. كذلك بعد الموت، يبقى لبعض الخلايا ما يكفيها من الطاقة لتنشيط هذه الجينات، كما لو كان الجسم لا يزال على قيد الحياة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الباحثين يرجحون أن استيقاظ الجينات المتعلقة بنمو الجنين يعود إلى أن الجينات التي تمنعهم من ذلك قد ماتت. ويمكن استغلال هذا الاكتشاف المتعلّق باستمرار الحياة في الجينات بعد الموت بشكل مفيد بهدف تحسين مجال عمليات زرع الأعضاء.
وتجدر الإشارة إلى أن الباحث بيتر نوبل؛ أكّد أن خطر الإصابة بمرض السرطان من جديد بالنسبة لأولئك الذين قاموا بعملية زرع كبد جديد يرتفع، بسبب احتمال إعادة استيقاظ الجينات المرتبطة بالسرطان بعد وفاة المتبرع.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الاكثشاف سيكون مهما في مجال الطب الشرعي؛ لأن استيقاظ بعض هذه الجينات ليوم واحد قد تسمح بتحديد توقيت وأسباب الوفاة بأكثر دقة.
ومن المرجح أن تطرأ تغييرات على تعريف الموت، وربما قريبا سوف نُضيف إلى قائمة توقّف ضربات القلب، وتوقّف نشاط الدماغ وتوقّف التنفس، مصطلح "توقّف النشاط الجيني".