نابلس: ولاء ابو بكر-
"ارجع لورا، أنت مرفوض، ممنوع تدخل أراضي إسرائيل" بهذه الكلمات الجارحة يأسر الجنود الاسرائليين فرحة عوائل الأسرى في الذهاب لزيارة ابنائهم المعتقلين خلف القضبان، رغبة منهم في إقحامهم ليعودوا لمنازلهم مصابين بخيبة أمل كبيرة، وبشعور من القهر المحتم عليهم، ولكن يبقى الأمل بالله بأن تشق شمس الحرية طريقها لتتفك قيد ابنائهم وعودتهم لأهاليهم سالمين.
" لماذا ممنوع من زيارة ابني؟ .. مزاج !!! "، كم أشعر بضيقة في نفسي عندما يردد ذلك الجندي على الحاجز هذه الكلمة التي اسمعها لدى توجهي لزيارة ابني، فهل سأعود لمنزلي دون أن يقبل ابني يداي وأعانقه، ونلتقط بعض الصور الجميلة لنتذكره بها؟! " بهذه الكلمات يصف والد الأسير المعتقل سامي أبودياك الذي يواجه للمرة الثالثة منع من زيارة ابنه المعتقل في سجن ريمون.
توصف زوجة الأسير عمر خنفر ذلك المشهد المرعب الذي تتعرض له مرارا وتكرارا عند زيارتها لزوجها الاسير، ولكن زاد الامر عن حده في زيارتها الاخيرة يوم الاثنين الماضي، تقول "عند ذهابي لحاجز الجلمة في مدينة جينين أنا وابنتي البالغة من العمر 15 عاما حجزنا الجنود في غرفة بمفردنا، وبعد التدقيق في هويتي وتصاريح الزيارة أخبروني أنني مرفوضة وممنوعة من دخول أراضيهم كما يدعون".
وتضيف زوجة الأسير عمر خنفر "منذ 15 عاما وأنا أذهب لزيارة زوجي والآن أواجه الرفض"، متسائلة هل ستمضي السبع السنوات القادمة والمتبقية على اعتقال زوجي وأنا مرفوضة وممنوعة من الزيارة؟!.
والد الأسير أحمد أبوخضر الذي بدأ حديثه عن الفرحة التي تغمر المنزل قبل يوم من الذهاب لزيارة ابنهم المعتقل في سجون الإحتلال، فيقول " نبدأ بتحضير الملابس وكل ما يلزم لابني لتكون الفرحة والأمل عنواننا علّه أن يكون لقاؤنا مع أحمد هو الأخير في تلك السجون".
ويضيف والد الأسير أحمد " عندما توجهت والدة الاسير بصحبة ابنتها وابنها للحاجز يوم الأثنين الماضي، قام الجندي بإرجاع ابنتي وابني وترك والدة الأسير تذهب لزيارة ابنها، مع العلم أنها لاتقوى على الحركة بمفردها ولكن شوقها لابنها لم يمنعها من التوجه لزيارته ".
عضو اللجنة الوطنية لمساندة الأسرى عماد اشتيوي يقول: " سياسة إرجاع أهالي الأسرى وتفتيشهم ماهي إلا سياسة عقاب جماعي للأسرى ولأهاليهم، بنية الضغط على الأسرى، ولتوصيل رسالة للفلسطيني أن الإحتلال ما زال موجوداً على هذ الأرض، وتابع حديثه " أنه لاتوجد مؤسسات دولية تتابع هذه القضايا". ويذكر أن الأسير عمر خنفر محكوم 19 عاما وعامين ونصف قضى منهم 15 عاما، والأسير سامي أبودياك ثلاثة مؤبدات و30 سنة قضى منهم 14 عاما، والأسير محمد أبو خضر محكوم 11 مؤبد و50 سنة وست شهور.
ويضيف شتيوي" هناك برنامج نضالي واحتجاجي لدى وكالة الغوث والمؤسسات الحقوقية وكافة المؤسسات للوقوف أمام مسؤولياتها تجاه ما يتعرض لهم الأسرى وذويهم"، مطالبا المجتمع الدولي بشكل عام بمعاقبة الإحتلال بجرائمه بالوقت الذي يصف نفسه أنه مجتمع إنساني، وبالتالي يجب أن يكون أهالي الأسرى ضمن المواثيق الدولية وعدم منعهم من زيارة أنبائهم.