الرئيسية / ثقافة وأدب
في اليونان.. ازدهار الثقافة رغم تدهور الاقتصاد
تاريخ النشر: الخميس 29/09/2016 10:22
في اليونان.. ازدهار الثقافة رغم تدهور الاقتصاد
في اليونان.. ازدهار الثقافة رغم تدهور الاقتصاد

أصداء للصحافة- وكالات

رغم أزمتها الاقتصادية لا تزال أثينا تحقق نجاحات ثقافية عالمية، كان أهمها اختيار منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة يونيسكو لها عاصمة دولية للكتاب.

وحسب اللجنة المكونة من ممثلين عن يونيسكو والاتحاد العالمي للناشرين والاتحاد العالمي للمكتبات، فقد تميّز الملف الذي تقدمت به أثينا ببرنامج نوعي، وحظيت البنى الثقافية وخبرة بلدية أثينا في تنظيم اللقاءات الدولية بالتقدير.

واستجابة لمتطلبات هذا الاختيار، ستباشر العاصمة اليونانية بسلسلة أنشطة تهدف لجعل القراءة نشاطا يوميا لمواطنيها، وتشمل تلك الأنشطة مهرجانات ومؤتمرات ومسابقات وبرامج تربوية.

ويُعدّ اختيار أثينا عاصمةً للكتاب حدثاً هاماً جداً لأن العواصم التي تنافست على اللقب كانت كثيرة. ويعزو مراقبون محليون هذا الاختيار الى عوامل منها تاريخ أثينا الحافل بالفلسفة والعلوم، إضافة إلى الكتب الجيدة التي تصدرها اليونان من حيث المضمون والإخراج.

ويُعدّ معرض مدينة سالونيك شمال البلاد حدثاً ثقافياً دولياً، فيما يقام في أثينا مهرجان وبازار سنويان للكتاب يحظيان باهتمام شعبي كبير. ويُلاحظ أن الكثير من الشباب اليوناني يهتم اليوم بالكتب الحديثة لا سيما في مجال الأدب.

ولتحسين أوضاع الكتاب، يطالب ناشرو اليونان بتوحيد وتثبيت سعر الكتب التي تصدر في البلاد لمدة سنتين، وإنهاء "المنافسة غير الشرعية" من الجرائد التي تبيع أسبوعياً حوالي 400 ألف نسخة كتاب رخيصة السعر ورديئة النوعية، إضافة إلى العناية مجدداً بالمكتبات المدرسية وتزويدها بالكتب الصادرة حديثاً، وتشجيع برامج التحفيز على القراءة.

ويقول مؤسس مبادرة "بوكيا" الاجتماعية المعنية بشؤون الكتاب بانايوتيس سيذيروبولوس إن الأزمة الاقتصادية ربما تكون أحد الأسباب لاختيار أثينا عاصمة للكتاب.

ويضيف أنه في أوقات الأزمات الاقتصادية والاجتماعية تغدو الثقافة مخرجاً وسنداً للمجتمعات للخروج منها بأقل الخسائر.

ويرى في حديث للجزيرة نت أن القرار فرصة لليونان لتحسين القراءة وزيادة عدد القرّاء. واعتبر أنّ اليونان تشهد ظاهرتين متناقضتين، فعدد القرّاء قليلٌ مقارنةً بعدد السكان، فيما تنتج البلد عدداً كبيراً من الكتب سنوياً.

وأضاف أن إنتاج الكتب في اليونان يشمل كتب الأدب والروايات والشعر ومجالات أخرى، وهي متعلقة بموقع اليونان الجغرافي الذي يربط أدبياً الشرق بالغرب.

أما رئيس اتحاد ناشري اليونان غريغوريس بلاستاراس، فقال إن أثينا تسعى منذ بدء يونيسكو في هذا التقليد لتكون عاصمة الكتاب، وذلك عبر العديد من الأنشطة التي يشارك فيها معظم الناشرين.

وأوضح بلاستاراس أن تتويج أثينا عاصمة للكتاب يتطلب منها القيام بأنشطة وفعاليات عديدة ونوعية منها إيصال الكتاب إلى كل زاوية في البلد، والأهم من ذلك اشتراط وصوله إلى المهاجرين واللاجئين على أراضيها.

وقال إن تلك الفعاليات ستكون بالتعاون مع مؤسسات أخرى حكومية وخاصة ومؤسسات حكم محلي، مثل البلديات والمؤسسات الاجتماعية ومنظمات اللاجئين، بحيث يتمّ إنجاح هذا التميّز وجعله مثالاً يُحتذى به للعواصم التي سيتمّ اختيارها لاحقاً.

وأضاف أن اليونيسكو تنظر إلى نوع ومحتوى الكتب، مشيرا إلى أن الناشرين اليونانيين لا يعتبرون الكتاب مشروعاً تجارياً وحسب، بل رسالة يؤدونها نحو مجتمعهم.

وحسب أرقام الاتحاد الذي يضم 450 ناشرا في البلاد، كان عدد الكتب الصادرة سنويا قبل الأزمة حوالي 12 ألفا، في حين تراجع هذا العدد إلى 7 آلاف بعد الأزمة، كما تراجعت المبيعات بنسبة 70%.

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017