memantin iskustva memantin kosten memantin wikipedia"> قصة من الواقع - أصداء memantin iskustva memantin kosten memantin wikipedia">
الرئيسية / ثقافة وأدب
قصة من الواقع
تاريخ النشر: الجمعة 14/10/2016 06:12
قصة من الواقع
قصة من الواقع

 بقلم ايات ابو التين

ها ما هذه الأصوات المزعجة إنها الساعة الثانية صباحاً  أنه طرق الأبواب بصوت مرتفع و  أصوات كلاب و اطلاق قنابل، مع صوت أمي ( يهود يهود البسوا منيح ) ، لأول مرة أرى جندية أمامي وهي توجه السلاح علينا وتقول بصوت مرتفع ( أخرج برة بيت أخرج برة بيت ) فهي لا تعرف العربية .

 خرجنا وكان البرد شديد وكان النعاس يملأ عيني وكنت لا أتجاوز العاشرة من عمري لكني لم أبكي ولم أشعر بالخوف مطلقاً، كنت محدقة بجندي، وكنت أحدث نفسي ما هذا السواد ماذا يضع على وجهه واخر لماذا يغطي وجهه يأتي لدقائق ويخرج .

 في هذه اللحظات من الذهول والاستغراب  دخلوا البيت ونحن بالخارج تقوم الجندية بالتفتيش دمروا محتويات المنزل وأخذوا أخي الذي لم يتجاوز السابعة عشرة من عمره أخذوه وسط أصوات أمي ( ابني  ابني  خلوني أفرح فيه بالتوجيهي).

 كانت أيام قليلة تفصله عن امتحاناته لكن الاحتلال لم يرد أن يكمل هذه الفرحة لم أتوقع أن يأخذوه ظننت أنهم فقط سيدمرون المنزل، ودعناه  ثم أخذوه مكبل اليدين ووضعوا رباط على عينه أخذو كلابهم السوداء المخيفة وخرجوا بعد مدة طويلة . دخلت المنزل وأنا أرى دموع أمي ودعواتها وقلبها الذي يحترق على طفلها ..

 في اليوم التالي ذهب أبي للصليب الأحمر الفلسطيني وقام بالاستفسار عن ابنه وتم تسجيله كأسير بعد ثلاث أيام من التحقيق عرفنا أنه بسجن هشرون واستطعنا أن نقدم لزيارة لرؤيته .. لكن للأسف لم يستطع الذهاب سوى الأطفال بالمنزل لم يسمح لأمي ولا لأبي برفقتنا .

 كنت أشعر بفرحة عارمة لأنني سأرى أخي وأحب إخوتي كان بمخيلتي طوال الليل أنها ستكون زيارة قصيرة لا يفصلني اي حاجز عن أخي سأراه وأذهب للبيت سريعا دون أي عائق  كنت متأثرة بأفلام التلفاز عندما أرى السجون والزيارات ..

 ولكني صدمت جدا بالمعابر التي دخلتها كانت صدمة لي وعشت حالة من الرعب وسط جنود مخيفين ولا أحد من أهلي برفقتي فالمعابر تكون آلات تفتش الحقائب ثم نمر بآلة تقوم بإنذار اذا كان في لباس شيء حديد او يشكل خطر لهم كما يظنون ،  ثم يأمر الجندي أن يذهب شخص الى غرفة تفتيش وتكون جندية تقوم بالتفتيش أو الى الة يتم وضع الرجلين بمكان مخصص ورفع اليدين وتغلق فترة قصيرة ثم نخرج وهذه الآلة توضح كل شيء داخل الجسم وعدا عن الأمراض التي تسببها ..

كنت أنتظر اخوتي والمرأة التي كانت كفيلة بإدخالنا لأنه لا يسمح لنا بالدخول لوحدنا لأننا اطفال وبعد مدة التقيت بهم وقمنا بالذهاب لشباك تسليم تصاريح ودخلنا ثم توجهنا الى الحافلات التي تنقلنا الى السجن وانتظرنا كثيرا حتى خرج جميع أهالي الأسرى  .

 لم يكن السجن بعيدا كان قريب جدا لكن الانتظار قتل صبري استغرق كثيرا  من الوقت من معانة تفتيش وسماح بدخول أيضا حيث لا يسمح لنا بدخول المعبر سوى الساعة السادسة والنصف وعند حضور فريق من الصليب الأحمر .

 وأخيرا وصلت السجن لكني ذهلت مرة أخرى أين أخي لا أراه صدمت بقاعة انتظار لم أعد أتمالك نفسي سأنتظر حتى يستلم ملابس الأسرى التي كان الجندي يدقق كثيرا عليها فكان لها مواصفات محددة فلا يسمح مثلا بأخذ بنطال يحوي جيوب او به خيط .

كان الجندي كثيرا ما يرجع الملابس ولا يدخلها للأسير، وهناك مرحلة الشراء الدخان كان باهظ الثمن لكن هذه الوسيلة لإدخال المال حيث يأخذ الأسير الدخان للكنتينا ويبدله بشيء يحتاجه. وأخيرا حان وقت مناداة على أسماء الأسرى لزيارة، وتعجبت مرة أخرى بوجود أسيرات موجودات كان هناك أطفال لأم داخل المعتقل وأنجبت داخل المعتقل وكان يسمح لهم بإخراج الطفل لرؤية اخوته ثم العودة لأمه كيف لطفل صغير أن يعيش هكذا ما ذنبه أن يترعرع داخل سجن وسجان وقيود بلا أب ولا أخوة ..

ها هو حان دورنا دخلنا ولم ينته التفتيش كنا ندخل على غرف وتحوي جندية تقوم بتمرير آلة على الملابس اذا لم تصدر صوت تخرجنا واذا اصدرت فإنها تقوم بنزع  ملابس ان أحوج.

 لكني دخلت لقاعة انتظار ثانية ومن ثم أتى جندي ويحمل مفاتيح ثقيلة وقام بفتح الأبواب على غرف الزيارة وغرف الزيارة عبارة عن كرسي طويل لأهل الأسير وأحيانا لا تتسع اذ أن لا يسمح سوى لأربعة بزيارة الأسير ،  وكرسي بالجانب الاخر  للأسير ولا تباعد بين الأسرى سوى القليل وتكون بعضها بوجود سماعات تشبه هاتف وزجاج مانع للصوت ولكن زيارتنا الأولى كانت عبارة عن زجاج مانع للصوت وتحته طاقة من الحديد  المشبك نستطيع سماعه ويكون وراء الأسرى جنود حراسة ووراء الأهالي جنود وبعد ساعة الا ربع من الزيارة تم اخراجنا لكني بقيت لآخر رمق ألوح لأخي بيدي من شوقي لعناقه ورأيته أطول مدة وليس بهذا اللباس البني الكئيب ..

 عدنا الى قاعة الانتظار وبعد انتهاء جميع الأهالي من زيارة يقوم جندي بإخراج أكياس من داخل من عند الأسرى لأهلي تحوي بعض الحلوى التي تباع من كنتينا بسعر باهظ حيث لا يسمح للأسير بالخروج الى الزيارة دون شراء لأهله .

وبعد أخذ الأكياس عدنا لحافلات وعدنا للمنزل ، كانت لهفتي لرؤية أمي وأخبرها عن أحوال أخي وما تعرضت لها من شعور وما رأيت من مشاهد، وحال الزيارة الثانية كالأولى لم يسمح لأحد من أهلي بالذهاب أم الزيارة الثالثة فسمح لأمي وشعرت بأمان أكثر لوجودها وبراحة وعدم الخوف .

 لا أعلم كيف مرت  الأيام من حزن وشوق،  حزنت كثيرا عندما خرجت نتائج التوجيهي ولم يخرج اسم أخي من ضمنهم وكان من المتفوقين ويحلم بدراسة الصحافة لشخصيته القوية والمتحدثة ، قدم التوجيهي بالسجون ولكن النتائج تخرج مع نتائج المخفقين  لأن الاحتلال حتى هذه الفرحة لا يريدها كانت نتائج عشوائية  وأرقام افتراضية لا علاقة لها بالدراسة ..

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017