تمر الأيام مسرعة في المدينة، يكبر بها كل شيء؛ المباني وشوارع المدارس، الحارات والشجر. يعلو صوت السيارات والعسكر الذي يقتحم المدينة. ما الذي أصاب المدينة؟ لماذا كل هذا البؤس؟ الناس تمشي ولا تعرف إلى أين ذاهبة تمر الحياة مسرعة أكثر مما ينبغي تتجاهل هؤلاء البسطاء الذين يموتون ليس من الجوع بل من وجع الكرامة، تضيق الدنيا عليهم وتضيق أرض المدينة التي تصبح مثل الكابوس. يوم يكرر نفسه؟ متى سوف تشرق الشمس على المدينة؟ متى سوف تبهجنا؟ كم نحتاج إلى شمس الحرية تمنحنا دفء وتدخل إلينا، يبقى شيء غامض بها لا أحد يعرفه. تسود الفوضى بها، يسود الجهل ترجع إلى الوراء ولا أحد يشعر بما تشعر،هي مثل الإنسان حين يأخذون شيئا من جسده يصرخ وجعا. أما المدينة التي أخذوا الكثير منها فلم يبق منها غير القليل، تؤثر الصمت والانكسار و تضيق عليها مثل كأنها تابوت. تداعبنا و تضيء بالليل تنير السماء تتظاهر بأنها جميلة لكنها تتمزق في أجوافها. ماذا حل بها لماذا تتقاتل ناسها؟ المدينة صمدت أمام الانهيارات والمؤامرات وقفت أمامهم أين هم هؤلاء الذين صمدوا وتحدوا وقفوا بعزيمة وإرادة حتى تبقى جميلة بنظر المارين؟