mildin og amning mildin 30 mildin virker ikke"> mildin og amning mildin 30 mildin virker ikke
">من قتيبة قاسم
أضحى الهواء ملوثاً والسماء مكتظة بالسموم ، تكاد أن تمطر موتا وكان ....
في أزقة المخيم الملتهب ، بركان من غضب وطوفان من جحيم يعصف بمن هم وراء الجدار أو أولئك القابعون أعلى البرج العسكري ، النار تطالهم وترتد إليهم كل حين ، الجدار بات هشّاً أمام معاول الفتية يريدون شق طريقهم إلى المالحة وراس أبو عمار وليس بعيداً من القدس ...
ليل مخيم عايدة ونهاره بات على السواء ، لا يعرف اللاجئون هناك طعم النوم وفيما عرفه بعضهم فقد كان نوماً مختلفاً تيقّظوا منه في مكان آخر لا يشبه أي مخيم ، فرائحة الهواء في سماء المخيم تُنبئ بموت قادم ، يختلط الدخان المتصاعد من الإطارات بالدخان الأبيض المسيل للدموع برائحة السموم التي تنبعث من أعلى سيارة المياه العادمة ويلتقي صوت الرصاص وقنابل الصوت بصوت ضربات الحجارة وصدى التكبيرات ، هنا مخيمات اللجوء ، رائحة الموت القادم نحوها تجاوزت زخات الرصاص وصار الموت يشق طريقه عبر قنابل الغاز، إنه أضحى مسيلاً للأرواح مزهقاً لأحلام الضعفاء البائسين المترنحين على أطراف الرواية ..
" نهى " تحكي حكاية الموت الصامت وتروي بموتها كيف صار للموت بصمة أخرى لا طلقة فيها ولا مدفع ، تروي كيف أن حياتها كانت على نغم الرصاص وكيف تخطّفها الغاز وسلبها حياة المخيم المعدمة ، وانتقلت من عالم النسيان إلى جنة الرحمن ..
رحلت نهى وأصيب حمزة واعتقل ولا زال المخيم يدفع بالمشتتين والمهجّرين في صف المواجهة الأول ، يقتربون مع كل شهيد وأسير خطوة نحو القدس ، القدس التي خلف الجدار ، أما الذي في البرج أعلاه فغداً ينهار مع الجدار ، وغداً يهاجر المهجرون نحو قدسهم يعلنون موسم الحياة ، يبدأون مواسم الأفراح ، ويموت " الغاز " وينتصر المخيم ...