تقرير: ضحى احمود
كتبٌ مجانية، رحلات تجوالية، جوائز نقدية ومساعداتٌ خيرية، هي نشاطات متنوعة تعرضها صفحةٌ "فيسبوكية" تحت تصنيف التنوع الرياضي والثقافي. تسعى من خلالها لخدمة أكبر شريحة من الناس، والوصول إلى أعلى عددٍ من المؤيدين والمشجعين لهذه الأعمال البسيطة؛ من أجل إحداث التغيير في المجتمع، حتى وإن كان تغيراً بسيطاً.
يتزامن مع غياب الصفحات الهادفة على موقع "فيس بوك"، وازدحامه بصفحات الحب والرومانسية والنكت والنقد، إضافة إلى صفحاتٍ امتازت بشؤمها وإحباط متابعينها، وشتم واقع الحياة المُعاش ووصفه باللعين، دون محاولة التحرك من خلف شاشة الحاسوب أو استغلاله جيداً لتغير هذا الواقع الملتعن.
"هورايزون،" كلمة باللغة الإنجليزية تعني "الاُفق"، بحيث يدخل ضمنه السماء والأرض والجبال الطبيعة والشمس والقمر. لا حدود! لا نقطة نهاية! باختصار تعني "الجمال". هكذا اطلق عليها الشاب علاء هموز (25 عاماً) من مدينة نابلس، المالك والمدير والمنسق الوحيد لهذه الصفحة النشطة.
يقول علاء: "أنظم النشاطات متنوعة والنادرة ومن ثم أعلن عنها عن طريق صفحة هورايزون؛ من أجل الوصول إلى أكبر عدد من المشاركين عن طريق فتح باب التسجيل. ثم إن الصفحة تمثل نافذة لعرض أفكارنا وأعمالنا التي نقوم بها".
تتنوع نشاطاته بين حملاتٍ عدة، منها "حملة كتابي كتابك" على سبيل المثال، والتي تعمل آليتها على جمع الكتب من الأشخاص غير المحتاجين إليها، ومن ثم فتح معرض بتسعيرة خمسة "شواكل" لكل كتاب، وبعضها يتم توزيعه مجاناً حتى تتبدل الكتب بين القراء وتزداد الثقافة. وما يتم تجميعه من أموال قليلة يستغل في النشاطات الأخرى.
أما "حملة هوا دافي" فالهدف توصيل الملابس الشتوية من خلالها للعائلات المحتاجة بشتى مواقعها المختلفة، وليس لمنطقة محددة. بحيث يشترك فيها الكثير من الناس، منهم من لم يكن منتبهاً لجيرانه و أصحابه المحتاجين لهذه الملابس. وهذه الحملة تعمل على تحفيز الناس جميعاً على العطاء والمساعدة والشعور بالآخرين. الهدف ليس فقط مشاركة الناس المتعة بالأفق والطبيعة، بل أيضاً في متعة الدفء والإنسانية.
ويوضح الهموز: "عملية تجميع الملابس تتم عن طريق أهل الخير من الناس، ثم أهتم بها وأغسلها بحيث تصبح أفضل من الملابس الجديدة، جمعت ٨٥٠ قطعة حتى الآن، إضافة إلى المنسوجات اليدوية كـ"الطواقي" التي وصلتنا من الفئة الشابة التي قررت المشاركة في المساعدة. أما الأمور الأخرى كالجوائز المعلن عنها ضمن المسابقات، كمسابقة أجمل صورة لفصل الزيتون"، أتكفل بها من مصروفي الشخصي".
وعن الدعم المادي والتمويل لهذه النشاطات يكمل الهموز: "لا احد يمول صفحتي مادياً، هو مجهودٌ شخصي من مصدر رزقي في العمل بأمورٍ اخرى. فأنا أعمل في محل لتجارة الحديد وهذا هو المصدر المالي لشراء الكثير من المساعدات الخيرية وعقد التجوالات".
أفكاره ونشاطاته نالت إعجاب الكثيرين، خاصة من فئة الشباب الذين وجدوا في رحلاته التجوالية لكافة القرى الفلسطينية متسعاً للترويح عن أنفسهم، والتخفيف عنها من ضغوط العمل والدراسة والحياة اليومية. إضافة إلى منحهم فرصة التعرف على القرى المهمشة، التي لم يسبق لهم وإن زاروها يوماً والتمتع بجمال مناظرها الطبيعة.
تقول الشابة ريم غزال 22عاماً المتخرجة من جامعة النجاح الوطنية بتخصص العلاقات عامة وهي إحدى المشاركات مع هورايزون: "من خلال هورايزون تعرفت على الكثير من القرى والآثار والأماكن المهمة، والتي يجب على كل شخص معرفتها؛ لإنها تخلق لدينا دافعاً لحب بلادنا أكثر، إضافة لممارسة الرياضة في الطبيعة، فأشعر بأني أسرق هدوءاً كبيراً، فتساعدني بالتخلص من ضغط الحياة والدراسة والعمل.
وتتابع: "من ناحية الأنشطة الاجتماعية التي ينظها هورايزون، ينتابني شعورٌ رائع جدا وأنا أشارك بها. يمنحني فرصة عمل شيءٍ مفيد في بلدي ومجتمعي، وأن اكون راضية عن ذاتي. أشكر ربي لفرصة مشاركتي بتجوالات وإنشطة هورايزون".
ميس زلابية 21 عاما طالبة في كلية الإعلام في جامعة النجاح الوطنية تقول :" شاركت في إحدى الجولات الميدانية التي تعرضها صفحة هورايزون و كانت عبارة عن ميسر بطول 15 كم في منطقة الأغوار وتحديداً وادي القلط، تعرفت فيها على العديد من المناطق الفلسطينية". وتضيف زلابية :" أفتخر بوجود مثل هكذا أنشطة شبابية تقوي وتدعم من مجتمعنا على أصعدة مختلفة".
ويعبر الشاب عماد زاهر أحد متابعين صفحة "هوايزين" عن رأيه بالنشاطات التي تطرحها، بأنه تقدم هادف وجميل في الثقافه والرياضة والاكتشاف.
وعن سبب قيام الهموز بهذه النشاطات غير المجبر على فعلها، فضلاً عن التفكير بنفسه ومستقبله كباقي الشبان، الذين يسعون لتوفير وادخار كل قرشٍ يحصلون عليه من عملهم لأجل الزواج وغيرها من الامور، عبر الهموز عن حبه لهذا المجال وتعلقه به؛ من أجل إحداث التغيير ومساعدة المحتاج دون مقابل، ويعتبره أمراً واجباً على كل فردٍ قادرٍ على المساعدة، ومد يد العون لتحسين المجتمع إلى الأفضل.
الشاب علاء الهموز، الذي درس تخصص التربية الرياضية في جامعة النجاح الوطنية، انتقل الى جامعة بيت لحم لدراسة تخصص الدليل السياحي؛ لتعلقه وشغفه بهذه المهنة، وهو يطمح بالنجاح والحصول على بطاقة دليل سياحي موثقة من وزارة السياحة والآثار لاستكمال رحلاته ونشاطاته.