الرئيسية / الأخبار / فلسطين
الجريحة داليا نصار تقرأ مسيرة أم وديع بشغف لتنتصر
تاريخ النشر: الأحد 13/11/2016 14:23
الجريحة داليا نصار تقرأ مسيرة أم وديع بشغف لتنتصر
الجريحة داليا نصار تقرأ مسيرة أم وديع بشغف لتنتصر

 بسام الكعبي

استعادتْ الشابة الجريحة داليا نصار في سيارة الاسعاف المتجهة إلى مشفى رام الله، ملامح والدتها الراحلة مها نصار، على وقع كلمات المسعفين بأنها لن تنجو من إصابتها الخطرة؛ التي استهدفتها بطلقة قناص من جنود الاحتلال، في منطقة البالوع شمال رام الله يوم الخامس من تشرين أول 2015.

قبل اجتياز سيارة الاسعاف منطقة البالوع، استعادتْ الجريحة أيضاً ملامح الشهيد عيسى عابد (أبو سريع) الذي استشهد في نفس المنطقة يوم 20 أيار 2000 قبل اندلاع انتفاضة القدس  بأربعة أشهر: إرتبط (أبو سريع) الشاب التقدميبعلاقة كفاح عميقة مع أسرة داليا، وكان يتردد على زيارة رب الأسرة  في حي الماصيون، ولذلك لم يغادر ذاكرة داليا الطفولية منذ تغييبه قسراً؛ لأنه أول شهيد قريب جداً من أسرتها، وعرفته جيداً، وعَلِقتْ طقوس تشييع الشهيدونبرات صوته  في وجدانها.

في الطريق إلى المشفى لم تكن داليا خائفة من الموت، وواجهتْ إصابتها البالغة بشجاعة طوال أسبوعين من الاقامة في المشفى عقب عمليات جراحية صعبة للتغلب على إصابتها الحرجة: أطلق قناص طلقة نحوها، مرّت من بين الكتفين، وأخترقتْ الرئة اليسرى بجوار القلب، واستقرتْ في  الفقرة السابعة من العمود الفقري قريباً من النخاع الشوكي، ولا زالتْ في مكانها، وقد اختلفتْ تشخيصات الأخصائيين بشأن عملية جراحية لازالتها، لكن التوصية الطبية تلزم داليا بتصوير أشعة كل فترة لمراقبة تحرك الطلقة، التي تركتْ أثراً عليها رغم مرور عام كامل على الاصابة: ضيق نفس، أوجاع البرد عندما يضرب العمود الفقري، وتعب أحياناً من المشي الطويل.

 بعد سبع سنوات على رحيل نجمتها مها نصار، لا زالتْ داليا تستعيد تفاصيل كل لحظة عاشتها بجوارها، وتعلو قامتها فخراً بوالدتها الراحلة، وقد أقسمتْ أن تظل وفية لمبادئها التقدمية في الحرية والعدالة وحقوق المضطهَدين..من أين استمدتْ داليا تماسكها ومواقفها؟ وكيف قرأتْ بشغف المحطات المفصلية في تاريخ  الغائبة الحاضرة أم وديع؟ 

بصمة سامي مستكلم

 ولدت مها يوم العاشر من حزيران 1954  في القدس القديمة، وكان ترتيبها الثالث بين سبعة أشقاء وشقيقات. اضطر والدها للهجرة القسرية من حي القطمون في القدس الغربية إلى شرق المدينة بعد أحداث النكبة الكبرى سنة 1948. تحتفظ بفضله على تعزيز مواقفها وتشكيل عناصر شخصيتها، وتفخر بأن والدها سامي مستَكلِم ترك بصمة كبيرة على مسيرتها الشخصية؛ كان مسؤولا عن اطفائية القدس بسبب خبرته في مكافحة الحرائق، تلقى دورات عديدة في مجال مهنته في الولايات المتحدة وبريطانيا، ودرب معظم الاطفائيين في الضفة، وعُين بعد عودة السلطة الوطنية مستشاراً في جهاز الدفاع المدني برتبة عقيد، ووضع مسودة كتاب عن أسباب الحرائق وطرق إخمادها، وقد أشعل بداخلها قيماً وطنية وقومية وأخلاقية في أعلى مستوياتها: رفض مغادرتها حصة الدين الاسلامي في المدرسة، وفرض عليها، وهو المسيحي، قراءة القرآن الكريم، وأراد تعليمها الدين  لغة وأخلاقاً وقيماً. كذلكلعبتْ والدتها دوراً كبيراً في مجال تعليمها، وناضلتْ كثيراً لضمان دخولها الجامعة، فيما تركتْ شقيقتها الكبرى آمال أثراً عليها، بذكائها ومثابرتها واعتمادها على ذاتها بالدراسة والتحاقها في حقل التعليم، وأيضاً شقيقتها لمياء التي عملتْ سنوات لمتابعة تحصيلها الأكاديمي، ونالتْ درجة البكالوريوس في علم الاجتماع من جامعة بيت لحم. 

التحقتْ مها بمدرسة خولة بنت الأزور، وعلى مقاعدها أنهتْ دراستها الابتدائية، وفيها تبلورت هويتها الوطنية، واستعادت معلمتها المتميزة عنان الحسينيى التي كانت شعلة في النشاط الوطني ومتحمسة للرؤية الناصرية التي يطلق فلسفتها الزعيم المصري الخالد جمال عبد الناصر، وقد كانت المعلمة كثيرة الحديث عن الحرب المرتقبة.

أنهتْ مها المرحلة الابتدائية، ثم انتقلتْ إلى كلية الأمة المجاورة لضاحية البريد، وأدركتْ في صفوفها معنى الانتماء الطبقي: كانت كلية الأمة في السابق لأبناء الأثرياء والأمراء القادمين من الخليج العربي، وإكتشفتْ على مقاعدها  الفرق بين الطبقات الاجتماعية، وشعرتْ بالتمييز ضدها لأن والدها الموظف لم يكن قادراً على دفع التكاليف الباهظة للتعليم، واضطر لاتخاذ قرار بنقلها إلى مدرسة المأمونية، وسجل أشقاءها في المدرسة الإبراهيمية الحكومية. لم تصمدْ طويلا في المدرسة المأمونية لاشكالية المناهج التربوية الإسرائيلية التي فرضت عقب هزيمة حزيران 1967 على مدارس القدس الشرقية، إضافة إلى شغفها بمتابعة دراستها بالفرع العلمي الثانوي. وقع الاختيار على مدرسة بنات رام الله الثانوية، ولم تكن المسافة بعيدة بين رام الله ومنزلها في ضاحية البريد شمال القدس. لم يكن لديها الوقت الكافي للاختلاط بزميلاتها في المدرسة الثانوية. كانت تعمل متطوعة في الملجأ الخيري الأرثوذكسي في بلدة العيزرية شرق القدس تحت إشراف أم حنا سكسك:"امرأةمتميزة بمبادراتها الخيرية، كنتُ أساعدها وأنامُ بمنزلها في القدس القديمة، والمفارقة أني لم أرتجفُ خوفاً عندما ماتت السيدة العظيمة بين يدي رغم صغر سني، وأشاع ذلك بين الأهل والجيران أني لا أخشى الموت".

ترسيخ العمل الطوعي

بعد نجاحها في امتحان الثانوية العامة سنة 1972، التحقتْ مها في جامعة بيرزيت، واختارتْ الفيزياء تخصصاً أكاديمياً. جرى تحول كبير على فكرها ورؤيتها أثناء دراستها الجامعية، خاصة وأن صداقة جيران جمعتها بشبان كانت لهم توجهات يسارية ومن أنصار الجبهة الشعبية، وقد سبقتها توصية للجامعة تفيد بأنها من أنصار الجبهة، ومنذ الأيام الأولى دخلتُبحوارات نظرية واسعة، ثم أطلقتُ سنة 1973 مع طلبة اليسار أول لجنة للعمل التطوعي، وشارك معظم الطلاب بانتخاب هيئتها الإدارية. تشكلت الهيئة القيادية للجنة من ستة أعضاء: خمسة من أنصار الجبهة وواحد من التنظيم الشيوعي. كانت الطالبة الوحيدة في الهيئة، وقد أنجزت اللجنةفرض نظام ال 120 ساعة عمل طوعي لصالح المجتمع كمتطلب تخرج للطالب.

انتخبتْ مها سنة 1974 سكرتيراً لمجلس الطلبة، وسددت فوراً فاتورة انتخابها عندما داهم جنود الاحتلال منزل ذويها في ضاحية القدس، واقتادوها إلى معتقل المسكوبية، وقد تركز التحقيق على نشاطها الطلابي. في أول اعتقال قضت أسبوعاً داخل زنازين التحقيق قبل الإفراج عنها، وقد كسرت تجربة الاعتقال الأولى  رهبة التحقيق الذي لم يتأخر كثيراً، واعتقلت للمرة الثانية سنة 1978 ولم يستمر طويلاً".

لم يتوقف زوار الليل عن مداهمة بيتها، وتكرر اعتقال مها مرات عدة، لكن العام 1988 شهد الاعتقال الأصعب، وقد كانت الانتفاضة الشعبية الأولى في أوجها: اقتحمت قوة كبيرة من جيش الاحتلال منزلها في رام الله بعد منتصف ليلة شتوية باردة. كان زوجها هاني نصار معتقلاً إدارياً في سجن النقب. بدأ الجنود حملة تفتيش بذريعة العثور على مواد تحريضية في غرفة الأطفال. أمروها الجنودبمرافقتهم، تساءلتْ أين سأترك الطفلين حنين ووديع؟ أجاب الضابط المسؤول: هذا أمر لا يعنينا. رفضتْ الصعود إلى السيارات العسكرية، فتعرضتْ باقتيادها عنوة وبالقوة. كانت حماتها محتجزة في الجهة المقابلة لشقتها، وبعد الإصرار على إحضارها، وصلت للاعتناء بنجليّها الصغيرين وديع وحنين. أصرتْ ابنتها حنين على مسك يدها ومرافقتها إلىالجيب العسكري، وقبل أن تصعد إلى الجيب، طلبت منها أن لا تتأخر. صانتْ عهد قطعته لكريمتها، ولم تعترف، لان الاعتراف يعني محكمة وحكم وسجن، ويعني في نهاية المطاف تأخر على حنين ووديع. استعادتْ مشهد منازل الحارة المعتمة دون اضاءة، وعلمتُ لاحقاً أن كل الجيران هرعوا نجدة لأطفالها بعد انصراف القوة العسكرية. لم تهتز ثقتها يوماً بأهل الحي والمدينة والوطن، وتعززت قناعاتها أكثر بالأهالي  وخاصة البسطاء والفقراء منهم.

صمودٌ من أجل داليا

أعلنتْ مها نصار أثناء التحقيق في معتقل المسكوبية إضراباً عن الطعام، وصمدتْ في اضرابها 13 يوماً. ألقى المحققون بها في زنزانة منفردة تحت الأرض، ثم أطلقوا تسجيلا لأصوات أطفال يصرخون وينادون بلوعة على والدتهم، كانت محاولة ساذجة لكسر ارادتها، وقد تحدتها  بإعلان الاضراب عن الطعام. عندما اعتقلتْ كانت معلمة في مدرسة الرجاء الانجيلية اللوثرية في رام الله، واتخذتْ المدرسة قراراً بالاعتصام في مقر الصليب الأحمر تضامناً معها، واتسعتْ حملة التضامن، وتمكنت المحامية الاسرائيلية اليسارية ليئا تسيمل من زيارتها في المسكوبية، وأقنعتها بضرورة انهاء الإضراب عن الطعام، وكذلك أعلمها طبيب الصليب الأحمر بخطورة وضعها الصحي إذا واصلت الامتناع عن تناول الوجبات، واستجابتْ لنداءات وقف الإضراب.

 في اليوم الأخير للتحقيق توصلتْ لقناعة أن جهاز المخابرات لا يملك أي دليل ضدها، عندما حاول مسؤول التحقيق اقناعها بالاعتراف أن المواد التحريضية جلبها وديع وحنين من خارج المنزل، وأحضراها للعب بها في غرفتهما، رفضتْ فكرته وواصلتْ إصرارها على موقفها: القوة العسكرية التي اقتحمت المنزل هي التي أحضرتْ المواد التحريضية. تعرضتْ بعد ذلك للكمات قاسية استهدفت ضرب رأسها بجدار غرفة التحقيق: "شعرتُ بثقل كبير جداً في رأسي أبعد عني شبح النوم رغم حاجتي الشديدة له، لكني كنتُ سعيدة جداً بانتصاري وصمودي وعدتُ مظفرة للصغيرين حنين ووديع".

تمكنتْ والدة مها من زيارتها عقب حملة التضامن، شاهدتْ أقدامها متورمة من شدة الضرب، وكانت بحالة مزرية وصعبة، لكن والدتها وقفتْ شامخة أمامها، وأوحت إشارات يدها وملامح وجهها، بالثبات والصمود وعدم الاعتراف مهما كلف الأمر من أجل داليا وأشقائها. بعد عودتها إلى الزنزانة علمتْ أن والدتها  عادت زحفاً إلى السيارة لعدم قدرتها على تحمل المشهد الذي رصدته بملامح كريمتها مها.

إقامة جبرية

تَسلمتْ أواخر العام 1990 أمراً بالإقامة الجبرية مع مجموعة من رفاقها، ونجتْسنة 1992 من اعتقال محقق بسبب حملها، لكنها تعرضتْ للاحتجاز المؤقت في المنزل عقب استشهاد الشاب مصطفى العكاوي في أقبية التحقيق، عندما داهم جنود الاحتلال بيوت نشطاء، ونفذوا حملة تدمير مريعة بالمنازل عقب ادعاء بكشف ناشطين مختبئين في خزائن بالجدران! وشهد بيتها ليلة رعب حقيقية؛ عندما حطم الجنود خزائن أبنائها والمكتبة، ومزقوا المقاعد بالسكاكين، وفتشوا بدقة مخزناً تحت المنزل.

في إطار اهتمامها بالنشاط النقابي، أسهمتْ مها بتشكيل إتحاد لجان المرأة الفلسطينية سنة 1980، وتم انتخابها رئيسة للاتحاد سنة 1994 وأعيد انتخابها بعد عامين، وأنتخبت مرة ثالثة رئيسة للاتحاد سنة 2007.

التحقتْ مها عقب تخرجها من جامعة بيرزيت سنة 1976 معلمة للفيزياء في مدرسة الفرندز في رام الله، ثم في مدارس وكالة الغوث، ثم التحقتْ بمدرسة الرجاء اللوثرية سنة 1982 وعلّمت طلابها وطالباتها نحو عشرين عاماً؛ إلى أن أجبرها وضعها الصحي على الاستقالة من حقل التعليم سنة 2002، لكنها تابعتْ دراستها العليا ونالتْ درجة الماجستير من دائرة المرأة والقانون والتنمية في جامعة بيرزيت سنة 2007..وتميزت مسيرتها الكفاحية بالعمل الطوعي دون مقابل في  مؤسسات المجتمع المدني، إلى جانب عملها في حقل التدريس.

تعرفتْ على زوجها هاني نصار خلال نشاطها السياسي، وارتبطتْ به سنة 1986 وكان هاني من أوائل المعتقلين عقب الاحتلال مباشرة عام 1967: قررت المحكمة العسكرية محاكمته وفق قوانين طوارئ الانتداب البريطاني، وأصدرتْ بحقه حكماً بالسجن المؤبد، لكن صغر سنه انتزع له حكم نهائي بالسجن الفعلي سبع سنوات. أطلق سراحه عام 1973 وأعيد اعتقاله مرة أخرى لمدة عامين سنة 1976 وخضع للإقامة الجبرية أربع سنوات منذ العام 1980، ثم احتجز إدارياً في معتقل النقب أواسط شباط  1988 لمدة ستة أشهر، في أوج جمرة الانتفاضة الأولى .

فداحة الغياب

استقالتْ مها من وظيفتها كمعلمة في مدرسة الرجاء اللوثرية سنة 2002 بعد تدهور تدريجي على وضعها الصحي. استعدتْ كريمتها داليا للسفر إلى قبرص من أجل دراستها الجامعية: "لم أتوقعُ مطلقاً أن يكون 20 آب 2008  آخر يوم أشاهد فيه نجمتي. ودعتها في طريقي إلى مطار عمان، ثم جزيرة قبرص من أجل التحضيرلإمتحان القبول في الجامعة، وقد حصلتُ على وعد من والدتي بزيارتي. للأسف لم تتمكن لأنها لم تعد قادرة على المشي، وظلتْ على تواصل معي لمعرفة نتيجة الامتحان".

 صباح العاشر من تشرين أول تلقتْ داليا نبأ رحيل والدتها عشية تسلمها نتيجة نجاحها بامتحان الجامعة:"لم أصدقُ الأمر، ظننته مزحة من العيار الثقيل  أو كابوساً. حجزتُ على أول طائرة وعدتُ إليها. لا أصدقُ غيابها حتى هذه اللحظة، لأن صوتها وحكاياتها لا زالت تسيطر على ذاكرتي: كنتُ برفقتها طفلة في الطريق من رام الله إلى بيتنا بمدينة أريحا، وشاهدتُ مساحات واسعة من الأراضي الزراعية. سألتها ببراءة: لماذا نقاتل إسرائيل ولدينا هذه الأراضي الواسعة؟ وتعلمتُ من جوابها الدرس الأول، بأن الصراع مع الاحتلال ليس من أجل قطعة أرض، وتناولتْ بلغة مبسطة تاريخ الصراع والنكبة واللجوء، ومسيرة الشهداء والجرحى والأسرى والمشردين واللاجئين".

فجر الجمعة في العاشر من تشرين أول 2008 رحلت المناضلة مها نصار، وعلى أكتاف مجموعة من تلاميذها ورفيقاتها ورفاقها خفق قلبها في رحلته الأخيرة؛ وهي تودع أحياء  رام الله التي عشقتها،قبل أن تستقر عصر السبت أيقونة تضيءمكان الغياب، وتمنح القوة لكريمتها داليا.

تماسكتْ داليا، وتابعتْ دراستها الجامعية في قبرص، ونالتْ بكالوريوس في العلاقات الدولية سنة 2012، وعادتْ إلى رام الله لتتابع دراسة الماجستير متخصصة في علم النفس المجتمعي في جامعة بيرزيت، وتشهد بوادر الانتفاضة الثالثة، وتشارك في الاحتجاجات الشعبية قبل أن تتعرض لإصابة حرجة جداً في الرئة اليسرى.. الطلقة لا زالت في إحدى فقرات عمودها الفقري، واخترقتْ الرئة اليسرى بجوار القلب، لكن داليا نصار باتتْ أكثر تماسكاً وقوة بمواجهة إصابة خطرة، تحاصرها وتتغلب عليها؛ بتاريخ كفاحي طويل للحاضرة الغائبة أم وديع: تماسكتْ جيداً بمواجهة قسوة مرضها، قدستْ انتمائها  العروبي، دافعتْ بعقلانية دون تعصب عن أفكارها اليسارية، انصهرتْ بالمطلق مع فلسفة الكادحين وطبقة الشغيلة والمستَغَلين، وظلتْ وفية حتى الرمق الأخير للحقوق الطبقية للفقراء..وقد غرزت فلسفتها التقدمية في وجدان كريمتها داليا التي تتماسك جيداً الآن لتنجو من إصابتها الحرجة.

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017