"أحس على وجهي بألم كل صفعة توجه الى كل مظلوم في هذه الدنيا، فأينما وجد الظلم فذاك هو موطني." "لن يكون لدينا ما نحيا من أجله, إلا إذا كنا على استعداد للموت من أجله .. يجب أن نبدأ العيش بطريقة لها معنى الآن." تقليصات وكالة الغوث تأكل الأخضر واليابس وضرورة مواجهتها هونضال وطني وسياسي قبل كل شي.
منذ نشأة وكالة الغوث وتشكيلها عام (1949) نص قرار تشكيلها على( اغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين) وذلك الى حين ايجاد حل عادل لقضيتهم( وبالتاكيد القرار الاممي رقم (194) هو الحل العادل بالنسبه للفلسطينيين. بالتالي فان الوكاله ملزمه بتقديم هذه الخدمات وتحسين ظروف حياة اللاجئين وفقا لزيادتهم الطبيعيه وما تقتضيه حاجاتهم.
الا ان الوكاله ومنذ سنين بعيده اخذت تنفذ مسلسل التراجع والتقليص بخدماتها على طريق انهائها بمشاركة جهات خارجية وجهات معنية بانهاء الوكالة وهذا اكبر تساوق وتواطؤ سياسي من جهات هي ليست مخفية بل مكشوفة مثل عين الشمس تتواطئ مع ( الاداره الامريكيه والصهيونيه)،للتصفية القضية الفلسطينية..وهذا جعل الوكالة من تاريخ استلامها لقضية اللاجئين الفلسطينيين لهذا اليوم وهي دائما تدعي نقص الامكانيات والعجز المالي لها وهي كذبه تنفيها السياسه الماليه الفاسده التي تنتهجها داخل المؤسسه وهذا بنظري ليست عجز مالي بل عجز بادارة الأموال وبالارقام الخياليه من (40_50 الف دولار رواتب الموظفين الأجانب غير الراتب الذي يتقاضاه من بلدة وبعض الاذناب العرب وهم اليد التي تضرب بيها أدارة الوكالة اللاجئين المنكوبين..
ما عدى النفقات والنثريات والمخاطرة).وركز على المخاطرة للأجانب مع ان الاجانب لهم حصانه وحماية دولية..والاجئ الذي يقتل ويشرد يوميين ليس لهم مخاطره هولاء فقط لهم الموت للتصفية قضيتهم العادلة ومع ذلك تتدعي الوكالة بلعجز المالي ... (ما يقارب 15 مليون دولار عقود للموظفين) اجانب سنوين..(وما يقارب 80 مليون دولار) واكثر تكلفة برنامج( ريتش) الذي ليس له فائدة بخدمة الاجئين ولا حتى موظف الوكالة..دعم من دولة الإمارت العربية المتحدة في شهر 10/2016 ( 15مليون دولار) وايضا في هذا الفترة دعم قطري (5مليون دولار) بين قصوين هذا الدعم فقط لقطاع غزة. وغيرها من الأموال (والخفي اعظم )وتدعي العجز المالي.
ان التراجع الكبير والخطير في خدمات الوكاله لم يقف عند حد الخدمات المختلفه ( على اهميتها) بل امتد ليصل للبند الثاني وهو ( التشغيل) لانها مطالبه بتوفير العمل للاجئين وتخفيف البطاله بينهم، الا ان واقع القوه التشغيليه للوكاله بالضفه الغربيه مثلا لا يزيد عن ( خمسة الاف موظف) وهذا تقصير خطير وقديم لم نناضل من اجل تعديله وانشغلنا بتقليص الخدمات.
مع اواسط اعوام الثمانينات بدأت تبرز اكثر مستويات التراجع بالخدمات المتنوعه التي تقدمها الوكاله ولكن اندلاع انتفاضة الحجاره عام 1987 والمد الوطني والشعبي قد اعاق هذا المخطط وتنفيذه، وبعد تراجع الانتفاضه وتقدم المفاوضات السياسيه مع كيان الاحتلال الصهيوني عام 1991 فقد عادت الوكاله بجرأه وقوه لنهج التقليصات وظهر ذلك بتراجع ( الخدمات الطبيه والتعليميه والاغاثيه والخدمات والتشغيل).
مع استمرار هذا النهج والسلوك من الوكاله فقد خاض اللاجئون معارك ومواجهات كثيره ولكنها لم تكن بمستوى الخطر القادم على الجميع، كانت الجهود متفرقه وغير مخططه وبعيده عن النظره المستقبليه وليست تراكميه( بل وخضعت احيانا لامزجه وفئويه ضيقه ومصالح شخصيه) وغياب كبير للمؤسسه الرسميه ( المنظمه والسلطه) وهذا ساعد ادارة الوكاله ( الخارجيه الامريكيه) الى مزيد من التقليصات والقرارات المجحفه ضد اللاجئين.
والان يخوض ( اتحاد العاملين العرب) في وكالة الغوث فرع الضفه الغربيه..برئاسة السيد..(جمال عبد الله) و(قطاع غزة) عصيان إداري تمهيد لما هو أسوأ ضد الوكاله احتجاجا على سوء ظروفهم المعيشيه ومطالبين بتحسينها تماشيا مع الوضع السياسي والاقتصادي بالضفه الغربيه، وهذه المطالب وان كان ظاهرها نقابي ومطلبي وانساني ولكنها بالحقيقه انعكاس لادارة الوكاله ودورها التامري والمجحف بحق اللاجئين من خلال التقليصات وبالتالي تصبح مطالب العاملين العرب قضايا وطنيه وسياسيه عادله لانها تحت عنوان هام وخطير وهو ( لا لسياسة التقليصات والتراجع بخدمات وكالة الغوث).
من هنا فان الكل الفلسطيني( الرسمي والشعبي) مدان ومقصر خلال السنين الطويله الماضيه من خلال عدم التصدي الشجاع والقوي لنهج الوكاله، ولكن هاهي الفرصه اتتكم وهي قويه ومناسبه ( ليتحد الجميع وينتظم) في معركة اتحاد العاملين العرب ضد الوكاله وسياستها الخطيره.
ان منظمة التحرير الفلسطينيه بكل ما تمثله ورغم سوء حالتها الا انها مطالبه بموقف شجاع ومناضل وواضح وقريب من الشعب وهمومه وعلى دائرة شؤون اللاجئين ان لا تكون محايدا بهذا الخلاف وتقدم حلول وسطيه بل ( هي صاحبة المعركه وعليها الانحياز لصالح العاملين واللاجئين بجرأه وكفاحيه).
على السلطه الفلسطينيه ان تمارس دورها السياسي بالضغط على الدول المانحه والهيئات الدوليه وادارة الوكاله من اجل استمرار خدماتها ووقف سياسة التقليصات وتحملهم المسؤوليه عن اي انفجار شعبي ممكن ان يحصل.
ان اللجان الشعبيه للاجئين ومكتبها التنفيذي( المدافع الحقيقي والصادق) عن حقوق اللاجئين وعليهم التنسيق وخوض المعركه مع اتحاد العاملين ضد نهج الوكاله ووضع الخطط ودراسة التحركات بشكل مشترك لان الجميع يسند الاخر وبحاجته في هذه المعركه الهامه والصعبه.
(دقت ساعة الصفر).. يا اهالي المخيمات يا اشرف الناس ايها الصامدون على فقركم وجوعكم وظلمكم واحتلالكم يامن سطرتم مواقف مشرفة ثورو ضد الأجحاف المتمثل بأغلاق مراكز التوزيع والقضاية الأجتماعية وبرامج العقود بحق العاملين في جميع المراكز وتقليص في الخدمات الصحية والأجحاف الأكبر بحق الطلاب والمعلمين وضد دمج
وعدم تشعيبها وعدم توظيف معلمين جدد.. لا للدمج اصبح عدد طلاب الصف ما يقارب 47 طالب وأكثر..
صفوف فارغة..وطلاب كما تشاهدون بصوره...في الوقت الذي يتجه به العالم لرفع نوعية التعليم في مدارسها . نجد ان وكالة الغوث اصبحت عبارة عن بيئة طاردة للأجئين الفلسطينيين رفعت اعداد الطلاب في مدارسها وهذا سيؤدي الى تدمير العملية التعليمية والقضاء على نوعية التعليم وسيكون المعلمين ضحايا لهذا القرار للضغط الذي سيواجهونه..وسيكون هناك هجرة لابناء اللاجئين من مدارسنا بسبب الاكتظاظ فيها .
.. ولقدحان الوقت والفرصه للفلسطينيين ( قياده وشعب) ان يواجهوا سياسة الوكاله وايقافها بل واعادة ما تم انتقاصه من خدمات وحقوق وهذا يتطلب مناضلين حقيقيين واشداء ومخلصين وهم كثر من ابناء شعبنا وجموع اللاجئين وابناء المخيمات، ولنتوحد جميعا تحت شعار ( لا لسياسة وكالة الغوث بالتقليصات وانهاء الخدمات) واعتبارها معركه سياسيه ووطنيه من اجل حق العوده والكرامه الانسانيه الى حين حل عادل لقضية اللاجئين وفق القرار (194).
الناطق باسم العاملين في وكالة الغوث