بقلم:د.حنا عيسى – أستاذ القانون الدولي
ساعات قليلة تفصل المدينة المقدسة عن عام جديد لتنتهي 2016م مسجلة المزيد من التهويد والاستيطان وانتهاك حرمة المقدسات في ظل تهديد الاحتلال الاسرائيلي القدس ومقدساتها بـ عام اخر أكثر قسوة.
فمنذ عام 1967م وحتى اليوم وبحلول عام 2017، ودولة الاحتلال ماضية بالتضييق على المقدسيين بكافة الأساليب والطرق حتى باتت حياتهم شبه مستحيلة، في ظل ما تمارسة حكومات الاحتلال المتعاقبة من مشاريع تهويدية ومخططات تلمودية طالت كافة مناحي الحياة في المدينة المقدسة، حتى بات المقدسيون يعيشون في سجن كبير تمارس فيه قوات الاحتلال كافة أشكال الاضطهاد والتعذيب.
على أعتاب العام الجديد، وجهت القدس رسالتها للعالم بأسره عسى ان تصل يوماً، حيث تحتاج المدينة المقدسة هذا العام اكثر من اي وقت مضى دعما كاملاً لكافة مناحي الحياة فيها، ويعتبر الدعم المالي للمقدسيين اهم مقومات الصمود في وجه ترسانة التهويد والتهجير. وذلك لما يعانيه المقدسي اليوم من تضييق من قبل سلطات الاحتلال، وفرض غرامات مالية باهظة عليه لإجباره على الرحيل من القدس، مما يؤدي الى تناقص أعداد المرابطين بالقدس والمدافعين عن الأقصى المبارك.
ولا بد من توفير دعم قطاع الاسكان، فيعتبر السكن من ابرز معاناة المقدسيين في ارضهم، في ظل ما تفرضه حكومة الاحتلال وبلديتها في المدينة المقدسة من قوانين صارمة تمنع المقدسيين من ترميم منازلهم، او البناء على اراضيهم، ناهيك عن مصادرة الاراضي وهدم المنازل، حيث بات المقدسيون يعيشون في بيوت قديمة مهترئة تفتقر لادنى متطلبات الحياة وشروط السلامة العامة ، فتراها شديدة البرودة في الشتاء تغمر المياه رؤوس اصحابها جراء الشقوق، وشديدة الحر في الصيف مليئة بالحشرات، لذلك لا بد من وقفة حازمة لاعانة المقدسيين على الصمود والتحدي من خلال المنح السكنية واعادة الترميم.
وبنظرة سريعة على قطاعي الصحة والتعليم: فان القدس تعاني من نقص في المشافي والعيادات الصحية، إضافة الى نقص حاد في المدارس ومستلزماتها حيث بات الاف الطلاب دون مقاعد دراسية، والعديد من المرضى يستغيثون طلب العلاج، لذا يعتبر توفير المعدات الطبية والمراكز الصحية ومستلزماتها، اضافة لدعم قطاع التعليم في المدينة من اولويات نصرة المقدسيين.
ولا بد من اعداد خطة توعوية إعلامية لإطلاع الرأيين العربي والدولي على ما يدور داخل مدينة القدس من عمليات تهويد وتهجير للسكان وسرقة للتراث الإسلامي، وهذا الأمر يكون من خلال نشر الخرائط التى تخص مدينة القدس من خرائط السكان وخرائط التراث وخرائط الحفريات وغيرها، وكذلك نشر مقاطع الفيديو والدراسات والتقارير التي توثق ما يدور داخل القدس وتحت المسجد الأقصى المبارك.
ولا بد للاعلام الفلسطيني المحلي بمختلف أشكاله، والاعلام العربي وفضائياته، والاعلاميين الفلسطينيين العاملين في مختلف وسائل الاعلام الدولية من وقفة جادة لدعم صمود المقدسيين وايصال رسالتهم وفضح ممارسات الاحتلال الاسرائيلي، اضافة لوسائل التواصل الاجتماعي التي باتت ذات أثر عالمي كبير واستغلالها في نقل رسالة القدس للعالم أجمع.
ولا بد من حفظ خريطة القدس لحفظ أسماء المناطق والأحياء العربية فيها للحيلولة دون تهويدها.