سلمى سامي.. فتاة مصرية أجرت جراحة خطيرة ومعقدة في الجهاز الهضمي كي تخسر نصف وزنها وتتجنب نظرات ومضايقات الناس لها بسبب وزنها الزائد الذي بلغ 136 كيلوغراماً.
سلمى روت لـ"العربية.نت" التفاصيل، وقالت إنها في العشرينيات من العمر من مدينة الزقازيق بالشرقية بدلتا مصر، وكانت تعاني من سمنة مفرطة وتتعرض لمضايقات وسخرية وتهكم من جانب المحيطين بها وبعض الناس. وكان ذلك يضايقها كثيراً ويزعجها لكن حب خطيبها لها وارتباطه بها رغم سمنتها الزائدة دفعها لاتخاذ قرار خطير أخفته عن الجميع وعن أهلها وخطيبها.
وتضيف أنها علمت من خلال أصدقاء لها عن عمليات جراحية خطيرة ومعقدة تجرى لمثل حالتها وتساهم كثيراً في التخلص من الوزن الزائد طول العمر، لذا قررت إجراء الجراحة مهما كلفها الأمر حتى لو دفعت حياتها ثمناً لذلك .
واستطاعت توفير ثمن العملية وهو ما يعادل 7 آلاف دولار، واتفقت مع الطبيب على كل شيء، مشيرة إلى أنها أخبرت أسرتها وخطيبها أنها ستسافر للقاهرة لمهمة عمل تستمر لمدة أسبوعين وخلال تلك الفترة كانت قد أجرت الجراحة الخطيرة.
وقالت إن الجراحة تسمى "تغيير مسار معدة"، وفيها يتم عمل جيب في المعدة مساحته تبلغ 20% من المساحة الكلية لها، ويتم توصيله مباشرة بالأمعاء الغليظة دون أن يمر على الأمعاء الدقيقة، وهي من أخطر عمليات الجهاز الهضمي، مؤكدة أن الوضع الطبيعي أن المعدة موصلة مباشرة بالأمعاء الدقيقة والأمعاء الغليظة، لكن في تلك العملية يقوم الطبيب بتجاهل الأمعاء الدقيقة ويتم تقليص مساحة المعدة التي ينزل فيها الطعام إلى 20%، وتوصيلها مباشرة بالأمعاء الغليظة وبالتالي تقل كمية الطعام الواصل للمعدة وتقل معها كمية استفادة الجسم منها.
وتضيف سلمى أن العملية وإن كانت صعبة ودقيقة وخطيرة إلا أن نسبة نجاحها عالية جداً، ولكن يحتاج من يجريها لمكملات غذائية كالفيتامينات حتى يستطيع الجسم الحصول على احتياجاته، مشيرة إلى أن أسرتها وخطيبها فوجئوا بشكلها وقد تغير بعد عودتها وعندما سألوها عن السبب أخبرتهم بما فعلت.
وأضافت أنها كانت تتعرض لسخافات كثيرة ومضايقات عديدة بسبب وزنها، ولكن الآن أصبح الجميع يتغزل فيها بعد أن بلغ وزنها 76 كيلوغراما، وأصبحت تتناول كميات قليلة جداً من الطعام تشعر بعدها بالشبع، مؤكدة أن روح التحدي بداخلها جعلها تقوم بالخضوع لهذه الجراحة الخطيرة.
وتقول إن من المضايقات التي كانت تتعرض لها هو نظرات أصحاب محلات الملابس لها عندما لم تكن تستطيع العثور على ملابس تناسبها بسبب وزنها، فضلاً عن أن بعض أصحاب هذه المحلات كانوا يفاجئونها قبل أن تدخل لمحالهم بقولهم لا يوجد مقاسك، إضافة إلى عدم قبولها في عدد كبير من الوظائف بسبب سمنتها الزائدة.
أما الموقف الذي أحزنها فهو ما قاله لها أحد الأشخاص في إشارة المرور في ليلة رأس السنة قبل عامين، عندما قال لها ساخراً "يلا يا عجلة " في إشارة لسمنتها، مضيفة أنها ردت علي سخريته بقوة، لكنها كانت حزينة مما تتعرض لها، لذا كان قرارها الصعب الذي أصبحت فخورة بنتائجه الآن.