نابلس:أصداء- يدخل الاسير سليم محمد سعيد حجة (45 عامًا) من بلدة برقة قضاء نابلس المحكوم بالسجن المؤبد 16 مرة بالإضافة إلى 39 عامًا ومعتقل منذ عام 2002، وأمضى 15 عامًا في السجون. عاما جديدا بالاسر.
نشأ الأسير سليم حجة في قرية برقة، وسط عائلةً كبيرةٍ نوعاً ما، مكونةٍ من 12 فراداً ثمانية أخوات، وأربعة أخوة، ووالدٍ ووالدة أفنيا حياتهما كي تعيش هذه الأسرة حياةً كريمة.
الأسير حجة حصد شهادة الثانوية العامة في قريته برقة، والتحق بجامعة النجاح الوطنية، لتبدأ أيام النضال تتولد لديه شيئاً فشيئاً، فهي خمس سنواتٍ أو يزيد، حاول فيها الأسير حجة أن يكمل تعليمه في جامعة النجاح الوطنية في كلية الشريعة، ولكن الاحتلال كان يعتقله في كل مرة كان فيها على وشك أن يحصد درجة البكالوريوس، فاعتقل مرةً مدة شهرين، واعتقل مرةً ثانية مدة خمس سنواتٍ ونصف، ولم يستطع إكمال تعليمه الجامعي.
لم ينعم الأسير حجة خلال فترة اعتقاله من الاستقرار على صعيد المكوث في سجنٍ واحد، فقد تنقل من سجن جلبوع إلى سجن نفحة، إلى سجن شطة، إلى سجن ايشيل، وعاد منذ شهرين تقريباً إلى سجن جلبوع.
تنقلات الأسير حجة كانت تحرمه من أشياء كثيرة، من إكمال تعليمه الذي كان متاحاً في سجنٍ ولم يكن كذلك في آخر، وأيضاً من إكمال علاجه، فتؤكد عائلته أنه عانى من آلامٍ حادة في جسده لم يعرف مصدرها وفي كل مرة كانت العائلة تحاول فيها إدخال طبيبٍ لعلاجه، كان يتم نقله إلى سجنٍ آخر، لتصبح المسكنات العلاج الوحيد الذي يأخذه، وتؤكد زوجته على أن وضعه الصحي اليوم مستقر.
زوجة الأسير حجة بشكلٍ خاص لم تزره منذ ثلاثة أشهر بحجة المنع الأمني وتنتظر شهر تشرين الأول حتى تتمكن من زيارته إن تم إصدار تصريح لها، كما أن والدته أم نافذ تعاني كثيراً من الزيارة نظراً لوضعها الصحي الصعب جداً، وعدم قدرتها على المسير بطريقة مريحة، وقد طالبت العائلة بالسماح بزياراتٍ خاصة لها وبحافلة خاصة، ولكنها تؤكد أن تلك الزيارة كانت أسوء من الزيارة العادية، وزادت وضعها الصحي سوءاً.
تمكن الأسير حجة حسب مركز اعلام الاسرى خلال فترة اعتقال من اغتنام الوقت بصورةٍ مثالية، فقد حصل على شهادة البكالوريوس من جامعة الأقصى في تخصص التاريخ، كما ودرس تأهيل الدعاة في الجامعة نفسها مدة سنتين، وحاول أن يدرس تخصص العلوم السياسية في الجامعة العبرية لكنه لم يستطع إكمال ذلك بسبب منع الاحتلال له لاحقاً، كما وتسجل حديثاً ليدرس الإعلام وبسبب نقله الغير متوقع إلى سجن جلبوع ضمن حملة نقل أسرى حماس التي حدثت قبل حوالي الشهر، حالت بينه وبين ذلك.
ولعل أكبر إنجازٍ يحققه الأسير حجة خلال مسيرة 20 عاماً من اعتقالاته "مجتمعة" هو إصدار كتاب درب الأشواك، الذي تحدث فيه حول كبار المجاهدين والشهداء والأسرى، كما وذكر فيه حياة المطاردة التي عاشها وقصة زواجه الفريدة.
الأسير حجة دخل خلال فترة عيد الأضحى عامه العشرين في سلسلة اعتقالاته مجتمعة، وعامه الرابع عشر في اعتقاله الأخير، وكانت زوجته توضح هذه الأرقام أثناء حديثها مع مكتب إعلام الأسرى، وكأنها تحفظها عن ظهر قلب، الأسير حجة يعتبر أيقونة لتجربةٍ اعتقاليةٍ فريدة من نوعها مرت بكل ما يمكن أن يمر به الأسير الفلسطيني، ورغم حكمها المؤبد الذي لا يبدو أنه سينتهي إلا أن أمل عائلته بالإفراج عنه كبيرٌ جداً.