شارك التكتل العنقودي للأثاث في نابلس مؤخرا في المعرض الدولي (ميزون ات اوبجي) Maison & Objet الذي أقيم في العاصمة الفرنسية باريس. وقد تكون وفد التجمع من الأعضاء سامح السركجي ومنير الريان ممثلين عن كافة الأعضاء ، وقد شهد المعرض مشاركة العديد من دول العالم بمنتجات الأثاث والديكور المنزلي المتميز عالمياً.
وجاءت مشاركة التكتل العنقودي للأثاث في نابلس في هذا المعرض بتنظيم ودعم من برنامج (تطوير التكتلات العنقودية في الصناعات الثقافية والإبداعية في جنوب البحر المتوسط) الممول من الاتحاد الأوروبي والحكومة الإيطالية ، وتقوم بتنفيذه منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) ، والذي يشرف على تنفيذه في فلسطين السيد أحمد الفرا المنسق العام للبرنامج.
وقد تضمنت مشاركة تكتل أثاث نابلس عرضاً متميزاً لمجموعة من القطع التي تم تصميمها من خلال شبكة التصميم الإبداعية لتطوير المنتجات ضمن أنشطة البرنامج وتم تصنيعها بأيدٍ فلسطينية من أعضاء التكتل في نابلس ، بالإضافة إلى كتالوج وملحق للأعمال لتشكيلة أثاث 2017 ومنتجات أثاث نابلس. وتميزت المشاركة بالنجاح وبكل المقاييس ، حيث كان ذلك واضحاً من خلال الاقبال من الزائرين المتخصصين على جناح البرنامج وبشكل خاص المنتجات الفلسطينية فيه ، والعدد الكبير الذي تم توزيعه من "الكتالوج" الخاص بمنتجات التكتل العنقودي للأثاث في نابلس. ويعتبر (ميزون إت اوبجي) المعرض التجاري الضخم ، وهو الحدث الأبرز للمهنيين المحترفين الذين يعملون في مجال الديكورات ، التصاميم ، الأثاث ، الاكسسوارات ، الخياطة ، العطور ، أدوات المائدة ، وعالم الأطفال ، وغير ذلك.
وقد بدا واضحاً في أجنحة المعرض أنماط التعايش في أوجهها المتعددة والتي تظهر من خلال التصاميم الابداعية التي تفعم الأماكن بالحياة والحيوية ، اضافة الى التنوع الاستثنائي في المعرض بما يتماشى مع توقعات الأسواق العالمية. كما لوحظ في كل زاوية من زوايا المعرض امكانية مشاهدة التقاطع الرائع بين العمل والابداع ، الأمر الذي أوجد الحلول والخيارات المختلفة والمتنوعة لجميع الزائرين الباحثين عن التميز والذين امّوا المعرض من جميع أنحاء العالم.
يذكر هنا ان بعض دول حوض البحر المتوسط شاركت من خلال سبعة تكتلات عنقودية في ستة دول عربية هي فلسطين ، مصر، تونس، لبنان، المغرب، والجزائر، حيث كانت مشاركة هامة ومميزة، خاصة لمنتجات التكتل في فلسطين، التي كشفت عن إبداع في التصاميم والتنفيذ ممزوجة بالروح والهوية الفلسطينية ، الأمر الذي استرعى انتباه الزائرين وأثار اعجابهم بمنتجاتنا المميزة.
وتعتبر هذه المشاركة الخارجية الأولى من نوعها للتجمع العنقودي في نابلس، وسوف يتبعها أنشطة تسويقية أخرى تستهدف السوق المحلية والأسواق الخارجية مثل الأردن والخليج العربي ، ذلك أن المنتج المحلي أثبت بالبرهان القاطع قدرته على المنافسة في الأسواق الخارجية ، والقدرة على ترك بصمة في مجال تصنيع الأثاث العالمي.
وتعليقاً على هذه المشاركة المتميزة ، قال رئيس مجلس إدارة الغرفة عمر هاشم ان الغرفة تُولي قطاع الاثاث والمفروشات اهمية خاصة باعتباره من القطاعات الاولى في الآونة الاخيرة، ويتميز بعناصر المهنية والجودة والمتانة والسعر المقبول، علاوة على تعدد الاصناف والانواع. واضاف هاشم ان المشروع عمل على تطوير قطاع الاثاث بما يتناسب ورفع القدرات، وتنمية المنتج ودعم منافسته، وصولا الى ايجاد هوية خاصة له. وأوضح هاشم ان هذا المشروع جاء ثمرة للجهد الذي قادته الغرفة بالتعاون مع أصحاب وممثلي سلسلة من المنشآت ذات العلاقة الوثيقة بصناعة وإنتاج الأثاث والمفروشات الذي تشتهر وتتميز به نابلس، معبرا عن شكره للاتحاد الاوروبي، والقنصلية الإيطالية، واليونيدو، ووزارة الاقتصاد الوطني، واتحاد الغرف التجارية الصناعية الزراعية الفلسطينية، واعضاء التكتل العنقودي في نابلس على جهدهم وجديتهم والتزامهم بإنجاح المشروع ، واكد هاشم ان هذا الانجاز يأتي في اطار استعادة نابلس وتطويرها لدورها الاقتصادي الريادي على المستوى الوطني ، وأن فوز الغرفة في حينه بهذا المشروع يأتي انسجاماً مع توجهات وسياسة مجلس إدارتها من خلال رسالته واهتمامه بالصناعة من خلال تنمية قدرات أصحاب الأعمال وترويج المنتج الوطني ، والذي يعتبر أولوية ، كما يأتي ذلك في اطار حرص ممثلي منشآت قطاع الاثاث على النهوض بمنشآتهم وأعمالهم وإنتاجهم بالتعاون مع المؤسسة التي تمثلهم ، وهذا يجسد قدرة القطاع الخاص على العمل والتحدي والإنجاز في ظل ظروف غير طبيعية محلية واقليمية ودولية.
من جهته، أكد السيد أحمد الفرا المنسق العام للبرنامج في فلسطين على أن هذه المشاركة تشكل الخطوة الراسخة الأولى للتوجه نحو الأسواق ، وتعزيز ثقة المنتج الفلسطيني بقدرته على التميز والإبداع ، وإيجاد الفرص التجارية الملائمة محلياً وخارجياً. وقد اعتبر السيد أحمد الفرا المشاركة في المعرض ناجحة ، مؤكداً انها جاءت وفق التوقعات ، مشيداً بأداء المشاركين ومنتجاتهم ، ومدى الرضى والإعجاب الذي لاقته تلك المنتجات المتميزة في عيون الزائرين من المحترفين للمعرض التجاري المتميز. وقال ان هذه المحطة الخارجية تعتبر الأولى لإيجاد مساحة مناسبة لقطاع الاثاث في نابلس وفي فلسطين بشكل عام من اجل الانطلاق والظهور خارجيا ، واثبات قدرته وقدرة العاملين فيه.
يذكر هنا ان إطلاق التكتل العنقودي الإبداعي لقطاع الأثاث في نابلس تم في عام 2015 ، وذلك في إطار تنفيذ البرنامج الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) ، بعنوان دعم تطوير الصناعات والتكتلات العنقودية الثقافية والإبداعية في دول جنوب البحر المتوسط، والذي يأتي بتمويل من الاتحاد الأوروبي والحكومة الإيطالية ، وتنفذه منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (يونيدو) ، وهو مشروع إقليمي يندرج ضمن إطار الآلية الأوروبية للتعاون بين دول الجوار، وينسجم بشكل كامل مع منهجيات العمل نحو تعزيز النمو الشمولي من خلال تطبيق أهداف الاتحاد من أجل المتوسط. ويسعى هذا المشروع إلى تعميق مفهوم التكتلات العنقودية كمنهجية عمل ترعاها (اليونيدو) في الصناعات الإبداعية والثقافية على المستوى العالمي، والذي يعتبر بحد ذاته تطوراً منهجياً قد تبنى عليه فرص التميز في تحقيق النتائج والأهداف من قبل المنظمة الدولية ذات الاختصاص في التنمية الصناعية بمختلف أشكالها على المستوى العالمي. ويمثل اعتماد هذه المنهجية فرصة هامة لتحقيق التنمية الصناعية الشمولية نحو تعزيز مستويات الدخل والتشغيل في دول جنوب البحر المتوسط. ومن خلال البناء على الابداع والابتكار المتأصل في ثقافة وتراث الدول المشاركة، يعمل البرنامج على تعزيز الصمود وفرص التنوع وتحسين الأداء الاقتصادي للدول المشاركة بما فيها فلسطين.