الرئيسية / الأخبار / فلسطين
فخار جبع شاهد أصيل على عراقة التراث الفلسطيني
تاريخ النشر: الثلاثاء 28/02/2017 10:02
فخار جبع شاهد أصيل على عراقة التراث الفلسطيني
فخار جبع شاهد أصيل على عراقة التراث الفلسطيني

نابلس:من سوسن مديني-

 محل متواضع يقع وسط بلدة جبع الواقعة بين محافظتي نابلس وجنين يستقطب الزوار والمهتمين وأحيانا السائحين، لشهرته في انتاج وبيع الفخار باشكاله الجميلة والتراثية.

المحل كان بالأصل منزلا يعود بنائه الى 500 عام تقريبا، وتملكه عائلة فاخوري منذ عام 1936م، ويستخدم كمحل صغير لصناعة الفخار، وعند زيارة المكن يظهر لزائريه أن البيت لم يتم ترميمه منذ سنوات طويلة ، وفي وسطحه جذوع أشجار، وأخشاب، وحجارة قديمة تؤكد على عراقة المكان والمهنة التي يحتضنها.

 رغم قدم المكان وإمكانياته المتواضعة وصغر حجمه، إلا أن عائلة الفخاوري لم يتخلوا عن البيت، كونه تراث ويجب المحافظة عليه وله ذكريات عديدة وجميلة، تناقلوها من جيل إلى آخر، وهو المكان الذي احتضن صناعة الفخار لمدة طويلة في جبع والوحيد في المنطقة.

يعود تاريخ الفخار في فلسطين إلى  5000 سنة قبل الميلاد، وهو من أفضل العصور بعد العصر الحجري، حيث كان المزارعون الفلسطينيون يستخدمون الفخار لتخزين محاصيلهم، وأوانٍ للطعام.

 والفخار من الحرف اليدوية التي اشتهرت فلسطين فيها منذ العصور القديمة، وهو معلم من معالم الهوية الفلسطينية، ودليل أصيل وراسخ على تراث الشعب الفلسطيني وأحقيته في الأرض الفلسطينية لأنه يبقى محفوظاً لعصور داخل الأرض.

ويقول جمال الفاخوري احد القائمين على المحل في بلدة جبع أن صناعة الفخار قديمة وبالوراثة وعائلته حافظوا عليها وتوارثوها بإستمرار، ومن 300 عام، وهم يصنعون الفخار حتى تبقى موجودة في البلد.

 وأضاف هناك إقبال على الفخار لكن الوضع يختلف قديماً كان استعماله للأكل والأدوات الصحية والمنزلية، أما اليوم يتم استخدامه للزينة مثل: (المزهريات، أباريق العرايس) وكل أنواع الفخار المستخدم للزينة في البيوت،  والناس شرعوا بالرجوع للأدوات القديمة مثل: ( طاسة اللبن، والبقلولة وهي التي كانوا يستعملوها لترويب اللبن، والبقلولة، والبريق، والشربة، والزير، والخضاضة التي كانوا يستخدموها لخض السمنة والزبدة البلدية)،  وأصبحوا في الوقت الحاضر يقتنوا الفخار لتعليقه على الحائط، وتراث يجب المحافظة عليه.

وتحدث الفاخوري لطاقم تجوال أصداء الذي زار المكان برعاية مفروشات ابو لؤي السركجي لوقوف على طريقة صنع الفخار، والتي تبدأ بعمل عجينة الفخار من خلال استخلاص التراب المسمى بالحوّرأو التربة الصفرة،  أو زمهري حسب تسميتهم الخاصة من الأرض، وبعد تجهيزها يجب تعجين التراب جيداً ودمجه مع بعض وقديماً كانت عملية العجن من خلال كمية كبيرة ويضعوها على الأرض والتخبيط عليها بالأقدام، وحديثا أصبح لديهم آلة كهربائية لعجن الفخار تخرج جاهزة وأسهل وأوفر وقت وجهد وبالحجم الذي تريده، وهذه العجينة تصنع بالصيف و تغلف بالنايلون لتخزينها طوال الشتاء وتبقى محافظة على ليونتها.  

وأشار الفاخوري الى عمل الأدوات الفخارية، حيث تأخذ العجينة وتضع على دولاب وتثبت بالطريقة المناسبة لتشكيلها، والدولاب كان قديما على القدم، وحديثاً على الكهرباء (كبسة رجل مع ماتور) ، وإذا كانت العجينة ليست معجونة بطريقة صحيحة لا يكتمل العمل ،و يكون شكل الفخار فيه خلل، منوها الى ان أساس العمل الماء، وطريقة التشكيل يدوياً  من خلال الأصابع ويتحكم بها كما يريد والحركات محفوظة لا يستخدم قالب، ثم يتركون الفخار لمدة أسبوع حتى يجف، وبعدها يتم تجميع كمية ويقومون بحرقها لمدة 5 أيام حتى يصبح لونها على أحمر، وإذا كان اللون فاتح أو غامق حسب قربه وبعده عن النار، وبالخليل يضعون ملح مع العجينة حتى يصبح لونه أبيض وليس أحمر تغيير اللون.

وتابع أن الشخص الواحد يحتاج إلى 5 سنوات على الأقل  حتى يتعلمها،  ويجب من الطفولة يتعلمها لأنها أساساً بالوراثة، ولا يستطيع أحد غيره أن يعمل في هذه الصناعة أو يتعلمها، سواء ابنه لأنه يبقى طوال الوقت مع والده، عكس العامل الذي لا يتحمل العمل ويصاب بالملل. 

ويقول الباحث خالد تميم أن صناعة الفخار صناعة فلسطينية بإمتياز، ويجب المحافظة عليها والإستمرارية في صناعتها، لأنها تمثل الحضارة الفلسطينية، وأيضاً ضرورة عقد دورات تدريبة أو إفتتاح مدرسة خاصة بتعليم الفخار لأن الأشخاص الذين يتعلموها عددهم يتناقص كل عام، بسبب عدم الإقبال على هذه المهنة التي يجب أن نفخر بها.

 

المزيد من الصور
فخار جبع شاهد أصيل على عراقة التراث الفلسطيني
فخار جبع شاهد أصيل على عراقة التراث الفلسطيني
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017