الرئيسية / الأخبار / فلسطين
العم صالح فكرة.. والفكرة لا تموت
تاريخ النشر: الخميس 02/03/2017 20:27
العم صالح فكرة.. والفكرة لا تموت
العم صالح فكرة.. والفكرة لا تموت

 هالة أبو عيشة "الوزني"

 

"القراءة وحدها هي التي تُعطي الإنسان الواحد أكثر من حياة واحدة؛ لأنها تزيد هذه الحياة عمقًا، وإن كانت لا تطيلها بمقدار الحساب".

تنحدر أصول عائلة الخندقجي من مدينة نابلس، وتعتبر من أكثر العائلات ثقافةً لإهتمامها بالكتب منذ نشأتها، ويسجل ابنها الأسير باسم الخندقجي المحكوم بثلاث مؤبدات مثالًا يحتذى به للشاب الفلسطيني المثقف رغم معاناته داخل سجون الإحتلال الإسرائيلي، فقد صدر له 3 روايات وديوانيين شعريين وحازت أعماله على إعجاب كبار الأدباء والمثقفين.

"مكتبة العم صالح" في مدينة نابلس حلمٌ كبر مع مؤسسها الشاب نضال خندقجي الذي تجرّع حب الكتب والقراءة منذ نعومة أظافره في بيئة عائلية مثقفة.

"نشأتُ في أسرة مهتمة بالثقافة والكتب منذ القدم، ولم يكن غريبًا أن أتوارث وأشقائي هذا الإهتمام، فعائلتي تمتلك المكتبة الشعبية في نابلس، التي تأسست عام 1969 وتعد من أكبر مكتبات المدينة".

 

نشوة الفرح بالحديث عن نجاح ما نسعى للوصول إليه لا يعادله أي شعور، وهذا ما بدا واضحًا على الشاب خندقجي في حديثه، "بدأ حلمي بتأسيس مشروعي الثقافي الخاص يقترب لأن يصبح حقيقة. فخرجتُ بفكرة "بسطة كتب" كأول مكتبة متنقلة في مدن الضفة الغربية؛ وتجولتُ بها في مدينة نابلس وطولكرم وجنين وحازت على إعجاب وتشجيع كبير كونها فكرة غير مألوفة في الشارع الفلسطيني، لكن بعد قانون منع البسطات اضطررتُ لايقاف المشروع".

يتابع خندقي حديثه عن إغلاق البسطة، قائلًا: "ربَّ ضارةٍ نافعة، فقرار منع البسطات كان بمثابة الحافز الأول؛ لأسعى للتفكير جديًا في مكتبة فريدة من نوعها، لذا بدأتُ بالتخطيط والعمل لذلك، واتجهتُ للعمل في محل حلويات في مدينة نابلس بالإضافة إلى عامل بناء؛ لأستطيع إدخار بعض المال لإفتتاح المكتبة".

 

 

 

"روحه لا تزال هنا"

لم تدم ملامح نشوة الفرح طويلًا، بل أخذت علامات الحزن تغيّر تعابير وجهه عندما بدأ الحديث عن والده الحاج صالح خندقجي-رحمه الله-، فأجواء المكتبة واسمها أيضًا تذكرانه قسرًا به، فيقول: "والدي ساعدني كثيرًا ماديًا ومعنويًا، فأخذنا معًا الخطوة الأولى بالبحث عن المكان المناسب لمكتبة غير تقليدية كما كنت أحلم".

"إسم المكتبة لم يكن حاضرًا في ذهني في تلك الفترة، لكنني كنت قد قررت مسبقًا مفاجئة والدي وردَّ بعض الجميل له والإعلان عن افتتاح المكتبة في يوم ميلاده الذي يصادف 29/11 ".

سبقته رجفة صوته قبل أن ُيكمل حديثه، فتذكُر مرارة الفقد والحنين معًا لمن كان دائمًا حاضرًا أثقل من أن تتحملها النفس، "توفي والدي قبل شهر واحد فقط من الإعلان عن افتتاح المكتبة وجاءت التسمية تخليدًا لروحه الباقية فينا إلى الأبد".

 

المكتبة وأجوائها وطريقة ترتيب الكتب فيها ومساحتها الواسعة على زائريها والضيقة على غيرهم تثير الرغبة بك لأن تقضي ساعاتٍ طوال فيها لإكتشافها، فيعقب خندقجي على ذلك قائلًا: "لا أسعى لإقتناء مكتبة عادية حالها حال المتعارف عليه من المكتبات، لذا حاولتُ إضافة العديد من الكتب الجديدة في مجال الفكر والدراسات والفلسفة، والتي لم تكن موجودة في مدن الضفة، والإتفاق على عقد حلقات نقاش لأي كتاب يختاره أصدقاء المكتبة؛ لتبادل المعرفة والآراء المختلفة حوله".

ويضيف، "بالإضافة لأجواء القراءة والثقافة أحسستُ بالحاجة لتقوية العلاقات الإجتماعية بين المكتبة وروّادها، لذلك سمحت بأعياد الميلاد في المكتبة لمن يرغب في جو غير تقليدي لمفاجئة أصدقائه".

 

"المجد لمن أدرك الفكرة ولم يتخلَ عنها"

يسعى الخندقجي في خطوة قادمة لتطوير المكتبة بإنشاء غرفة خاصّة للقراءة؛ لتمنح زوار المكتبة الأجواء التي تناسبهم وبالمساحة التي يريدونها. ويرى أن كل هذا ما هو إلّا للمساهمة في زيادة عدد القرّاء وتحسين مستوى الثقافة لدى الشباب في أجواء تلائمهم وتجذبهم.

"لن أتوقف إلى حد إنشاء مكتبتي الخاصّة فقط، بل أنني أسعى إلى مقهى ثقافي كفكرة جديدة وغير مألوفة في مدينة نابلس، لأكمل المسير الذي بدأه والدي في رفع شأن الثقافة في المجتمع الفلسطيني".

 

لم تكن علاقة خندقجي بالقرّاء أو بمشتريّ الكتب رسمية تنتهي بمجرّد حصولهم على الكتب، بل سعى لخلق علاقة حميمية تربطهم بالمكتبة.

"أحاول دائمًا البحث عن أساليب مميزة تجذب الناس لذلك بدأتُ بتغليف الكتب بطريقة مميزة باستخدام الورق القديم على شكل هدية وكتابة عبارة من الكتب المطلوبة على المغلف، وهذه الطريقة لاقت تفاعل سريع وازدياد الطلب على شراء الكتب".

 

لم يغفل عن ذكر دور وسائل التواصل الإجتماعي في إيصال فكرة البسطة أولًا والمكتبة ثانيًا، فيقول: "لم أواجه صعوبة في إيصال الكتب لمشتريها، وذلك بسبب شبكة العلاقات الواسعة التي نشأت بيني وبين أصدقاء صفحة بسطة كتب الخاصة على الفيسبوك، وترحيبهم بمساعدتي في أي وقت".

 

يذكر أن عائلة الخندقجي ستُقدم في تاريخ 29/10/2017 جائزة مالية بقيمة 10 آلاف دولار خرجت من داخل سجون الإحتلال من ابنهم الأسير الكاتب باسم خندقجي، للشباب الفلسطيني بإسم المرحوم صالح خندقجي، لأفضل رواية وشعر ونصيين أدبيين، بالإضافة أن المكتبة ستقوم بنشر العمل على حسابها.

 

mildin og amning mildin 30 mildin virker ikke
المزيد من الصور
العم صالح فكرة.. والفكرة لا تموت
العم صالح فكرة.. والفكرة لا تموت
العم صالح فكرة.. والفكرة لا تموت
العم صالح فكرة.. والفكرة لا تموت
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017