الرئيسية / الأخبار / فلسطين
لا تتحقق الأعمال بالأمنيات ... وإنما بالإرادة نصنع المعجزات
تاريخ النشر: الخميس 02/03/2017 20:35
لا تتحقق الأعمال بالأمنيات ... وإنما بالإرادة نصنع المعجزات
لا تتحقق الأعمال بالأمنيات ... وإنما بالإرادة نصنع المعجزات

 

كتبت غادة عادل اشتيه

هناك أناس يسبحون في اتجاه السفينة، وهناك أناس يضيعون وقتهم في انتظارها، ذلك هو الفارق الذي يميز أصحاب الأرادة عن غيرهم، هذا ما تجده في الشاب محمود عصيدة ابن التاسعة عشر عاما، من قرية "تل" غرب مدينة نابلس.

بدأت حكاية عصيدة في عام 2006، عندما أطلقت قوات الإحتلال قنابل الغاز ليسقط محمود قعيد الجسد, مبتعدا عن الصفوف الدراسية, وتنتظره حياة تملؤها الصعاب و الإرادة.

 ويروي محمود تفاصيل حكايته والأمل غارق في عينيه: "في عام 2006 أطلقت قوات الإحتلال قنابل الغاز المؤثرة على الأعصاب, وعند أستنشاقها أدت إلي تكوين أكياس من المياه على النخاع الشوكي التي أصبحت تضغط على أوتار القدم, مما نتج عن ذلك قصر في القدم اليمنى".

ويكمل عصيدة حديثة ملتفتا حوله "كانت بداية قصتي بعرجة خفيفة لم أشعر بها، لكن زملائي لاحظوا ذلك وأطلقوا لي لقب الأعرج, فشعرت بالخجل وهنا بدأت عزلتي عن أصدقائي لبعض الوقت".

ويعود بذاكرته إلى الماضي الأليم، مسترجعا لما حدث له "ساءت حالتي يوماً بعد يوم وكان أمرا واضحاً, فلجأنا إلى مستشفى نابلس وقال لي الأطباء بأنه مرض (الفلات فوت) ولم يجدو له حل, فتم تحويلي لمدينة الحسين الطبية في عمان لأستكمل علاجي, وأجريت لي عملية ولم تنجح وطلب إجراء عملية اخرى بعد 6 شهور, وعندما حان موعد إجراءها لم يكن الطبيب موجود وبقيت بلا علاج".

سانداً ظهره على كرسيه متشبك الأصابع ويقول " في عام 2007 ذهبتُ أنا ووالدتي للمستشفى الفرنسي في الرام, لإجراء صورة ترنيم مغناطيسي وعملية لإزالة أكياس المياه المتجمعة على النخاع الشوكي, وكانت النتيجة تنفيس هذه الأكياس وليس إزالتها بالشكل الكامل, بعد ذلك تم تحويلي لمركز خليل أبو ريا لتأهيل رام الله للعلاج الطبيعي لمدة سنتين, ولم أستطع إكمال دراستي في هذه الفترة".

 

ويضيف عصيدة واضعاً يده على قدمه اليمنى متحركاً ويمضي " قدم لي جهاز لشد الرجل لتظهر بوضعها الطبيعي, وكان ناجحاً في بداية الأمر ولكن بعد ذلك ساء الوضع وتعود الأكياس من جديد, فتوقفت فترة العلاج لعدم وجود أي أمل للشفاء, والرجوع إلى مقاعد الدراسة في عام 2009 على(الووكر)".

 

عودة الأمل والإرادة

السمكة القوية وحدها هي التي تقدر على السباحة عكس التيار, بينما أي سمكة ميتة يمكنها أن تطفو على الوجه, فالشاب محمود خرج من حالته وذلك بفضل أهله وأصدقائه الذين لم يتركوه لحظة واحده، وقرر أن يصبح إنسانا ناجحاً محارباً لعجزه معتمداً على نفسه, وأكمل دراسته بشكل طبيعي, حيث قدمت له جمعية الشبان المسيحية كرسياً متحركاً ساعدته بشكل كبير في التنقل والحركة, وأنهى حديثه وعيناه مليئة بالأمل "شاركت بجميع نشاطات مركز حمدي مناكو وحصلت على المراتب الأولى في كافة المسابقات، وشكرت الله على ما أنا عليه, وقررت أن أواصل الحياة, وأن أجعل من الأمل والإرادة رفيقة دربي".

لكي تنجح يجب أن تكون رغبتك في النجاح تفوق خوفك من الفشل, فالنجاح لا يتتطلب عذرا والفشل لا يترك أي مبررات.

 

 

 

 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017