الرئيسية / الأخبار / فلسطين
لوعة الم في ذكرى ارتقاء شهيدان من قريوت
تاريخ النشر: الخميس 02/03/2017 20:57
لوعة الم في ذكرى ارتقاء شهيدان من قريوت
لوعة الم في ذكرى ارتقاء شهيدان من قريوت

 كتبت سرين عاطف

في الوقت الذي كانت فيه صرخات القلب تصعد نحو السماء، تشهق زفيرها عالياً واحدة تلو الأخرى،
تبحث عن ضوء يغشّيها في العتمة الظلماء مطلقة لروحها العناء، تجد نفسها تحوم هنا وهناك وتغني في الأرجاء: " نم يا صغيري .. فمكانك يحرسه الرجاء.. من مقلة سهرت لآلام تضج مع الضياء.. أصوغها لحناً مقاطعه تأجج بالبكاء..أشدوا بأغنيتي الحزينة ثم أجهش بالبكاء..فأرد كفّي للسماء لأستحث خطى السماء.. نم يا صغيري إن قبرك يحرسه الرجاء".

هذا حال السيدة جيهان صلاح والدة الشهيد محمد زغلوان من بلدة قريوت جنوب نابلس الذي ارتقى برصاص الإحتلال في مثل هذا اليوم، الثاني من آذار 2016 ، تفرغ حاجتها للبكاء لتجد نفسها تبتسم فاخرة بابنها الشهيد رغم لوعة الفراق والفراغ الكبير الذي تركه لها ليمضي نحو السماوات العلا تاركاً الحياة الدنيوية، حياة اللهو واللعب التي لا بقاء فيها.

تذكر جيهان أن محمد كان ملازماً على صلاته في المسجد منذ صغر سنه، ترك محبة كبيرة في قلب كل أصدقاءه وأهل بلدته، ويذكر أنه كان في مرحلة التوجيهي يستعد لتقديم الإمتحانات، إلا أن نظرته التي كانت تحمل الحقد والغضب حول الجرائم التي يرتكبها الإحتلال ضد أطفالنا ونساءنا وشيوخنا لم تمكنه من الوقوف صامتاً متجاهلا كل ما يحدث، وفي اللحظة التي انتظرت فيها والدة الشهيد عودة ابنها إليها بشهادة الثانوية العامة ، عاد إليها بشهادة أكبر من تلك الشهادة، شهادة الوطن التي زرعت في قلبه نبض ثائر أبى أن يعيش لأمه وأبيه وكل حياته فداءً وتضحية لوطنه.


دقت ساعة رحيل محمد ؛ خرج عِشاءاً تاركاً رسالته لأحباءه متوجها صوب مستوطنة عيليه القريبة من قريته برفقة صديقه لبيب الذي رافقه الدرب ليكونا في نفس المنزلة معاً، ومع كلمة الله أكبر فجراً، توضأ الشابان  وأقاموا صلاة الفجر سوياً وتوجها لتنفيذ عمليتهما البطولية حتى تمكنا من إصابة مستوطن اسرائيلي نقل على إثرها إلى المستشفى لتخترق رصاصات الغدر روحهما الطاهرة.

نعم ، هؤلاء الأطفال الذين لم تتجاوز أعمارهم الثامنة عشر، اختاروا طريق الشهادة تاركين كل ما وراءهم من آمال وطموح وهدف يحدد مصير حياتهم، ولسان حالهم ان الله اختارهم من بين جموع الناس ليكونوا في منزلة الأنبياء عنده هناك.

 

mildin og amning mildin creme mildin virker ikke
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017