الرئيسية / الأخبار / فلسطين
"لؤي بلعاوي" أستاذٌ من جمعيةِ الكمنجاتي.. يعزفُ ألحاناً تحكي الواقع الفلسطيني
تاريخ النشر: الأحد 05/03/2017 05:48
"لؤي بلعاوي" أستاذٌ من جمعيةِ الكمنجاتي.. يعزفُ ألحاناً تحكي الواقع الفلسطيني
"لؤي بلعاوي" أستاذٌ من جمعيةِ الكمنجاتي.. يعزفُ ألحاناً تحكي الواقع الفلسطيني

 تقرير صحفي/بقلم: أسماء قلالوة.

"الموسيقى هي الوسيلة الوحيدة التي تنطقُ عما يجولُ في خواطرِ الناس" أستطاع بألحانه أن يعبرُ عن هموم شعبه وقضية وطنه، معزوفاته تتصفُ بالوجدانِ وتتلاعبُ بالمشاعرِ، يمسكُ عوده؛ ليبدأ بالعزفِ عليه بإبداعٍ مسيطرٍ بحذاقةِ الفنان على هوامشٍ في معزوفاته، كل من ينصتُ إليها يتأملها ويحس بشدة وقعها عليه.

لؤي بلعاوي، عازف عود، درسَ وتخرج في جمعية الكمنجاتي، يبلغ من العمر 22 عاماً، ولد في حي السيباط في مدينة جنين.

يتحدث لؤي عن بداية ظهور موهبة الموسيقى لديه، يقول: " الموسيقى حينما تصبح علماً ستظل موهبة، فموهبة الغناء اكتشفتها منذ الصغر، أما عن موهبة العزف على العود بدأت معي وأنا في سن الخامسة عشر، عندما التحقتُ بجمعيةِ الكمنجاتي".

ويتابع بلعاوي حديثه قائلا: دخلتُ الموسيقى متأثرا بالفنانين (سميح شقير ومرسال خليفة والشيخ إمام) فكنتُ أسعى دائما أن أحقق جزءا من النجاحات التي حققوها كل من تلك الشخصيات.

وعن أبرز النجاحات والانجازات التي حققها بلعاوي، يقول: "أنجزتُ فرقة موسيقية أسمها (ثلاثي شغف) أيضا ألفتُ مقطوعات جاز مع عازفين فرنسيين، أغلبها كان تلحين".

وعن كيف لعبت الموسيقى في تنمية شخصية لؤي، يقول: كنت دائما حين أفكر بالموسيقى لا أفكر فيها فقط من باب إنها علم وأريدُ أن أتعلمه، بل كيف سأبدع في هذا العلم، فمنذ لحظة التحاقي بجمعية الكمنجاتي قمتُ بالبحث والتعمق بعالم الموسيقى، وكنتُ أسمع الموسيقى الخاصة بشعوب العالم.

ويتابع: "كلما تعمقت أكثر بالحياة كلما أخرجتُ موسيقى عميقة ومؤثرة على المستمع".

وعن أبرز المواضيع التي تطرق إليها، يقول لؤي: "في البداية كانت المواضيع التي أميل وأتطرق إليها سياسية، فحبي لسياسة هو من شجعني على دخول علم الموسيقى، فأنا أعزفُ وأغني ضد الاحتلال، أيضا تطرقتُ لمواضيع شتى، كالظلم المجتمعي، وواقع الفقراء في المجتمع، حتى بمعزوفاتي استهدفتُ فئة ذوي الاحتياجات الخاصة".

يرى لؤي أن واقع الموسيقى في فلسطين تقتصر على الموسيقى الشعبية، يقول: نحن من قلة قليلة من الناس التي تسعى إلى تطوير الموسيقى الشعبية، لنجعلها يستمع لها بكافة الآلات الموسيقية، لكن بشكل عام الموسيقى الفلسطينية مشهورة عالميا، فالكثير من الملحنين الفلسطينيين أصبحوا شخصيات مشهورة على مستوى عالمي، كأحمد الخطيب، والثلاثي جبران، وغيره من الشخصيات .

أصبح العود بالنسبة لشخصية لؤي جزءا مهما في حياته، ولا ينظر لنفسه على أنه صغيرا على هذا المجال، يتمنى لو أنه أستطاع أن يدخل عالم الموسيقى أبكر من ذلك.

وعن أجمل محطات حياته، يقول بلعاوي: "أجمل فترة حينما شاركت فرقة الكمنجاتي في مسابقة وطنية للموسيقى العربية، التي كانت على مستوى فلسطين، حيث نُلنا المركز الأول".

ويتابع: أيضا من المحطات الجميلة عندما حققت فرقة ثلاثي شغف نجاحا كبيرا، فأصبحت مشهورة ومعروفة عند الناس والموسيقيين، ذلك مكننا من دخول العالم الفني بشخصية قوية.

وعن الفرص التي ساهمت في صقل شخصيته، يقول: "حتى هذا الوقت لم تتيح لي أي فرص تنقلني إلى الشهرة العالمية، رغم ذلك كنتُ دؤوباً في عمل مشاريع خارجية، حتى يصلك دعما ماديا عليك أن تنتمي تحت إطار مؤسسة ما ".

يرى بلعاوي أن التكنولوجيا سيئة السمعة، من خلال مواقع التواصل الاجتماعي بإمكانك أن تصل للشهرة،  فقم بتمويل صفحتك على (الفيسبوك) حينها ستصل إلى أكبر عدد من الجمهور، هذه التكنولوجيا جعلت الموسيقيين الذين لا يمتلكون خبرات عازفين مشهورين.

يقول: "أنا ضد التكنولوجيا، كثير من الشخصيات وصلت للشهرة دون تعب وإبداع، في زمن المغني عبد الوهاب، وذكرية أحمد وغيرهم من الشخصيات كانوا يبذلون جهدا كبيرا ليصلوا إلى العالمية، كأن يقوموا بإصدار 50 لحناً حتى يحصلون على لحنا واحدا يصلهم إلى قمة الشهرة".

لا يفضل لؤي الجمهور العبثي، الذين يضعون الإعجاب على أعماله كنوع من المجاملة، بل يعشق الجمهور المعني المترقب لأعماله، والذين يتذوقون روح ألحانه.

يقول لؤي أن لقب فنان أصبح أسم له، ففي الوقت الذي يكون حاملا الآلة، يفضل أن يناديه الناس ب ( الفنان) غير ذلك لا يفضل أن يناديه الناس (فنان ) وهو في الشارع وبين أصدقائه وعائلته، هو يفصل حياته الموسيقية التي تقتصر على العزف والتلحين، عن حياته الشخصية التي تكتبُ وتنقد الواقع.

ويضيف: "لقب فنان استلمني فترة طويلة، وحتى أتهرب منه قمتُ بالمشاركة في أعمال تطوعية".

وعن إنشاء جسم موسيقي موحد في كل من الضفة والداخل والشتات، يقول بلعاوي: " هذه الفكرة اقترحتها منذ أن كنتُ صغيرا، لم يعملوا بها، الفكرة لا تزال في خاطري، وأسعى جاهدا إلى إنشاء فرقة كبيرة وجوقة وعازفين من الداخل والضفة، لكن هذه تحتاج إلى تمويل مادي" .

يرى لؤي أن الموسيقى الفلسطينية لا يواجها أي من التسربات والشوائب التي تعيقها وتمنع انتشارها، فالكثير من الملحنين لديهم خبرات جعلتهم مميزين ، أيضا لا زال فئة من العازفين يحصدون تنافسا على مستوى عالمي.

وعن مدى النجاحات التي حصدها، يقول لؤي: "مقطوعة (قربان) أثرت على الناس بشكل كبير، حيث وصلني الكثير من رسائل الإعجاب بالمقطوعة، إذ أن أغلبية المستمعين يتخذونها ملجأ للراحة الفكرية".

يحاول بلعاوي كسر القاعدة، إذ يترك في كل مقطوعة أثرا في نفوس المستمعين، لتتوارثَ جيلا بعد جيل.

حيث كانت أول معزوفة يصدرها (أنين) يقول: جاء أسم المعزوفة تأثرا بالشهداء الثلاثة الذي أرتقوا من مخيم جنين، أيضا في هذه الفترة توفي زوج خالتي المحببة إلي، أنين معناها ليس بكاء؛ بل أقصى حالات الحزن، فالبكاء لا فائدة منه؛ لأنك في مرحلة صعبة.

ويتابع: "صدرت عام 2012م، تحملُ ثلاثة محاور، بين كل محور وآخر إيقاع حتى يرتجل، وشخص آخر يقوم بغناء هذا الإيقاع".

أما عن معزوفته التي حققت نجاحا كبيرا، يقول لؤي: "العام الماضي أصدرت معزوفة حملت عنوانا (قربان) أي بمعنى التضحية، فالوالد يضحي بعمره من أجل أولاده، والشاب يضحي بدمائه من أجل فلسطين، فالتضحية موجودة في مجالات شتى، بهذه المعزوفة لامستُ كل فئات المجتمع صغيرا وكبيرا" .

 يسعى بلعاوي إلى أطلاق معزوفات جديدة، حيث يختمُ حديثه: "سأصدرُ في الأيامِ القادمة معزوفة (كُفر) و معزوفة (حب عبثي).

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017