الرئيسية / الأخبار / فلسطين
ترمب رجل المفاجئات الأمريكي
تاريخ النشر: الأحد 05/03/2017 14:57
ترمب رجل المفاجئات الأمريكي
ترمب رجل المفاجئات الأمريكي

 بقلم: سندس حج محمد.

قال الوزير الكندي للسلامة العامة رالف جوديل إن كندا لن تشدد القيود على حدودها لمنع المهاجرين من العبور بشكل غير قانوني لأراضي الولايات المتحدة، وأضاف رالف جوديل أن أعداد المهاجرين ليست بالأعداد الكبيرة التي تسبب القلق للولايات المتحدة وأمنها، وجاء ذلك ردا على قرارات الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترمب العنصرية ضد المهاجرين المسلمين، ومن ضمنها قرار حظر سبع دول إسلامية من دخول الأراضي الأمريكية.

وكشف وزير الأمن الداخلي جون كيلي عن سبب ضم إيران والعراق لقائمة الحظر على أنهما دولتان راعيتان للإرهاب، ولم يتعاونا مع الولايات المتحدة، ووصف سوريا، وليبيا، واليمن، والصومال أنها دول ذات أنظمة متهاوية وهذا ما دفع البيت الأبيض لضم هذه الدول لقرار الحظر.

قرار الحظر أثار قلق الجاليات العربية والإسلامية في الولايات المتحدة الأمريكية والحكومات الإسلامية في الشرق الأوسط، وأعلن اليمنيون المقيمون في أمريكا إغلاق محالهم التجارية ردا على قرار الحظر بحق سبع دول إسلامية، ومن الجدير بالذكر أن اليمنيين الأمريكيين يمتلكون ما يقارب ستة آلاف مطعم ومتجر في نيويورك لوحدها.

ويقول الباحث السياسي في مركز رؤية للتنمية السياسية في اسطنبول والخبير في الشؤون الإسرائيلية صلاح الدين العواودة لموقع أصداء إن الولايات المتحدة قد عاشت فترات عصيبة في تاريخها بشأن انتهاك حقوق الإنسان، ففي خمسينات القرن الماضي انتهجوا سياسة الفصل بين البيض والسود حيث كانت هناك باصات للبيض وأخرى للسود، ومعتقل غوانتنامو الذي يمثل النازية الأمريكية في تاريخ الولايات المتحدة، ويرى صلاح الدين العواودة أن هذه الانتهاكات لم تأتي تحت وطأة التهديد الأمني أو الخوف وإنما بتأثير أيدلوجي عنصري.

 ويبدو أن الرئيس الأمريكي يسير على منهج الوقاية من الإرهاب خير من قنطار علاج ويعتقد الباحث السياسي العواودة أن البعد الأمني الذي دفع الرئيس الأمريكي، لاتخاذ قرار الحظر حاضر لكنه هامشي بجانب البعد العنصري الفاشي الذي يميز توجهات ترمب وتياراته، وأضاف أن الولايات المتحدة ومؤسساتها الأمنية والقانونية تمتلك الكثير من الإمكانيات والتقنيات الحديثة، لحفظ أمنها بعيدا عن هذه القرارات العنصرية.

ويعتقد عضو التحالف الديموقراطي العربي وعضو اتحاد الإعلاميين العرب في أمريكا مشعل الكوك لموقع أصداء أن قرار الحظر سيكون بداية القرارات التي سيتخذها ترمب ضد المهاجرين، وسيشكل خطرا حقيقيا على الجاليات العربية ومصالحها، ويصف مشعل الكوك لموقع أصداء عنصرية ترمب التي يترجمها على شكل قرارات عنصرية بالضوء الأخضر لتنامي العنصرية بين الأوساط المتشددة في المجتمع الأمريكي ويضيف مشعل الكوك أن ذروة العنصرية التي يبثها الرئيس الأمريكي الجديد قد تصل إلى أعمال إرهابية من قتل وإحراق المساجد وتهديدات جدية على حياة المسلمين في أمريكا.

وطالت المعارضات والتنديدات سبع وتسعون شركة من الشركات التكنولوجية الكبرى في العالم تجاه قرار حظر سبع دول إسلامية دخول الأراضي الأمريكية، ومن أهمها أبل، فيسبوك، أوبرا، جوجل، إنتل، وتقدمت برفع دعوى قضائية في محاكم بولايتي مينسوتا وواشنطن.

وتوعد الرئيس الإيراني حسن روحاني بأن الإيرانيين سيجعلون واشنطن تندم على استخدام لغة التهديد تجاه طهران وجاء ذلك في خطاب له أمام حشود من الإيرانيين بمناسبة الذكرى الثامنة والثلاثين للثورة الإسلامية.

وذكر الكاتب أمير السعدي في مقال له أن بغداد تطالب أمريكا بإعادة النظر في قرار منع العراقيين من دخول أراضيها، وأضاف السعدي أن العراق مستغربة من إصدار قرار الحظر تجاه دولة عربية تعتبر الأقرب إلى أمريكا وترتبط بينهما شراكة إستراتيجية، في المقابل أشار الكاتب أمير السعدي أن البرلمان العراقي صوت بالإجماع على قرار التعامل بالمثل مع الولايات المتحدة بشأن منع العراقيين بدخول أراضيها.

 ويصف الباحث السياسي صلاح الدين العواودة لموقع أصداء الموقف العربي بالموقف الخجول إلى حد كبير، وبعض الردود تبعث على السخرية كرد البرلمان العراقي واليمن وباقي الدول العربية، وأوضح العواودة أن معظم المسلمين الموجودين في أمريكا ممنوعون من دخول أوطانهم في البلاد الإسلامية.

ويعتقد عضو التحالف الديموقراطي العربي وعضو اتحاد الإعلاميين العرب في أمريكا مشعل الكوك لموقع أصداء أن ترمب ينظر إلى العراق كعدو محتمل في المستقبل وحليف لإيران التي تعتبر الدولة المعادية لأمريكا، ويضيف مشعل الكوك أن ترمب يستخدم سياسة العصا والجزرة مع العراق، ومن ناحية أخرى ينظر ترمب إلى السياسة كتجارة كونه رجل أعمال فهو يريد ثمن مقابل حماية الحكومة العراقية وحكومات الخليج.

أما على الصعيد الدولي السياسي نددت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بالقيود التي فرضها الرئيس الأمريكي ترمب على الهجرة والسفر إلى الولايات المتحدة ورأت أنها تستهدف المسلمين. ويقول الباحث السياسي صلاح الدين العواودة لموقع أصداء إن الجاليات الإسلامية في الغرب هي الأقدر على مواجهة قرارات ترمب والحكومة الأمريكية، وأعرب عن ذلك أن الجاليات الإسلامية في الدول الغربية لديهم الكثير من الوسائل القانونية والسياسية لمواجهة أي قرارات عنصرية تتخذ ضدهم.

ومن الجدير بالذكر أن قوة مسلمي أمريكا تزداد ليس فقط بزيادة عددهم الذي يقدر ب 3.3 مليون نسمة بل بتغلغل المسلمين في مؤسسات الدولة، إذ تقدر أعداد المسلمين في الجيش الأميركي نحو 589 جنديا.

وفي تاريخ أربعة عشر نوفمبر أنشأت اللجنة اليهودية الأمريكية والجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية مجلسا مشتركا يحمل اسم" المجلس الاستشاري المسلم اليهودي"، ويهدف بشكل أساسي إلى تسليط الضوء على إسهامات المسلمين واليهود في المجتمع الأمريكي ومواجهة التعصب ضد المسلمين في الولايات المتحدة.

دونالد ترمب هو أشد رئيس أمريكي في قسوته على المسلمين على مدار سلسلة الرؤساء الأمريكيين، ففي ولاية الرئيس السابق باراك أوباما شهدت حروب وإضرابات وانقلابات في دول عربية وإسلامية، بالرغم من ذلك إلا أنه قد أشاد في بعض خطاباته بالإسلام ووصفه بالسلام وفي وقت سابق شدد على التفريق بين الإسلام والإرهاب وأعرب عن ذلك بأن شريحة صغيرة من المسلمين تروج لترجمة منحرفة عن الإسلام، وهذا ما يسجل له نقطة بيضاء في صفحة المسلمين.

الهجمات والخطابات العنصرية ضد المسلمين لم تقتصر على خطابات ترمب بل طالت مستشاريه ومسؤلين كبار في الحكومة الأمريكية، ومن أبرزهم مستشار الأمن القومي الأمريكي مايكل فلين الذي استقال من منصبه على خلفية التعاون مع روسيا قد أثار غضب المسلمين وتعدى على مشاعرهم الدينية وهاجم النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) والقران الكريم، وحمل ظهور الإسلام سببا في منع دخول عالم الحداثة إلى الشرق الأوسط ووصف الإسلام بالسرطان وظهر ذلك في فيديو نشر على موقع اليوتيوب سابقا .ونائب الرئيس الأمريكي مايك بينس كان حاكما لولاية انديانا ورفض توطين السوريين فيها وكان من مؤيدين الحرب على العراق عام 2003 ومعارضا لمقترحات الرئيس الأمريكي السابق أوباما لإغلاق معتقل غوانتانامو.

ويقول عضو اتحاد الإعلاميين العرب في أمريكا مشعل الكوك لموقع أصداء" ترمب لم يأتي بشيء جديد على الساحة الأمريكية فيما يتعلق بكراهية العرب والمسلمين بل هو إرث متوارث من العدائية والعدوانية ضد المسلمين، لكن ترمب كان صريحا لم يراوغ كبقية الرؤساء السابقين وأضاف " الشعارات والقرارات العنصرية هي التي أوصلته إلى البيت الأبيض، وعزف ترمب على وتر العنصرية ضد المسلمين والأقليات هي سلاح ترمب الوحيد الذي لن يتنازل عنه".

ويشير مشعل الكوك لموقع أصداء أن سياسة ترمب ستقود العالم إلى خيارين لا ثالث لهما إما حرب عالمية ثالثة وهذا ما توقعه وزير الخارجية السابق كسي نجر في آخر مقابلة له وإما أن يعود العالم للقطب الواحد المتمثل في أمريكا مع إعطاء دور لروسيا في رسم النظام العالمي الجديد.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017