mildin og amning mildin creme mildin virker ikke"> mildin og amning mildin creme mildin virker ikke">
نابلس: من اثير باسم
إنها الحياة بحلوها ومرها وبكامل قسوتها تفرض نفسها، ولكن ليس على نرمين كوني التي تمكنت بإصرارها القوي وعزيمتها الكبيرة، من التغلب على عجزها البصري والتميز في كل مرحلة من حياتها.
فالعجز والإعاقة لم يوقفها أو يضعفها بل جعل منها أقوى في كل مرة، عجزت عن رؤية العالم بعيونها لكن سعة قلبها احتوت العالم بما فيه وزادها تمسكاً بأحلامها يوماً بعد يوم.
نرمين الكوني (21عاماً)، ابنة مدينة نابلس، التي تعاني من فقدان نعمة البصر منذ ولادتها، تعيش مع عائلتها وإخوتها الثلاثة الذين يعانون جميعاً من إعاقة بصرية أيضاً.
إلا أن هذه الإعاقة لم تمنعها عن التميز في حياتها وتحقيق أحلامها، فقد اجتازت نرمين المرحلة الثانوية بتفوق، وها هي الآن على وشك التخرج من قسم الخدمة الاجتماعية في جامعة النجاح الوطنية.
وذكرت الكوني أن حلمها هو دخول قسم الصحافة والإعلام، لإمتلاكها القدرات الإبداعية والذوق الفني بكتابة التقارير والأخبار، لكن تعارض ذلك، كونها الفتاة الكفيفة التي لا تستطيع اجتياز مادة التصوير الإجبارية في هذا التخصص.
وأضافت"حزنت في بداية الامر ولكن سرعان ما لملمت حزني وقررت دراسة تخصص خدمة اجتماعية لقربه من طموحي، ولأنه يشبه تخصص الصحافة إلى حد ما في تكوين علاقات مع مختلف فئات المجتمع".
وتتابع الكوني "أنا فتاة لا تعرف لليأس طريقاً، فرغبتي في ممارسة الصحافة وجهتني إلى مكتب أصداء للصحافة، الذي استقبلني ونمى مهاراتي في كتابة التقارير والقصص الصحفية".
كما تمتلك الكوني موهبة غنائية، وكانت مبدعة بالغناء رغم إعاقتها البصرية، وتمكنت من فرض اسمها في الساحة المحلية الفلسطينية، وكان لها مشاركات عربية ودولية، وبالتالي أصبحت علماً يشار إليه بالكويت في كل الميادين، وكانت تشارك بالمناسبات الوطنية والدينية، وها هي الآن متطوعة في كورال جامعةالنجاح الوطنية وتشارك في حفلاتهم ومسابقاتهم.
وأشارت الكوني في حديثها إلى سعيها بإنهاء مرحلة البكالوريوس ثم الحصول على شهادة الماجستير، وعبرت عن طموحها بالوصول إلى مكان اجتماعي تساعد فيه كل فئات المجتمع وخاصة ذوي الاحتياجات الخاصة، وأكدت على حرصها على الدورات التي تساعدها على صقل وبناء شخصيتها.
وأكدت كوني أن كل انسان مسئول عن نفسه وأحلامه، وأن لا شيء مستحيل، وأن كل شخص يتعرض لصعوبات وضغوطات قوية، ولكن الحياة لا تقف عند هذا المطب فلا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس.
وتحدثت عن الصعوبات التي تواجها خلال حياتها اليومية، مثل صعوبة التنقل والمواصلات في الطرق، وخاصة في مدينه كنابلس تفتقر لوجود المرافق الخاصة للكفيفين، وكذلك التأخر في توفير الكتب الخاصة بها.
وتمكنت نرمين من مواكبة التكنولوجيا، فهي تملك حساب على الفيس بوك والانستجرام، وذلك بمساعدة أخاها التقني الذي عرفها على كيفية استخدام برنامج الناطق.
أنهت كوني حديثها بشكرها لوالدتها التي دعمتها في جميع مراحل حياتها وإلى كل من ساندها من زميلاتها ومعلماتها.
وقالت السيدة أم العبد والدة نرمين الكوني، أن نرمين فتاة مميزة، وتحب تطوير نفسها واكتشاف أمور جديدة منذ صغرها، وأنها كانت تقدم الدعم والمحبة لها في جميع مراحل حياتها.
ومن جانبه قال الإعلامي أمين أبو وردة مدير موقع أصداء الإخباري أن نرمين الكوني من النماذج الناجحة من زوايا مختلفة على مدار أكثر من عشر سنوات، مضيفا الى أنه عندما تقدمت للحصول على دورة صحافة تم قبولها، كونها تملك طموح كبير ومقدرة على التغلب على صعوبات المهنة من خلال مواكبتها للتقنيات الحديثة في مجال تكنولوجيا الاتصال والمقدرة على الكتابة على الجهاز الخلوي عبر البرنامج الناطق الذي مكنها من كتابة التقارير الصحفية وإرسالها للمدرب، ومن ثم إستقبال التقرير بعد مراجعته .
ونوه أبو وردة أنه تفاجىء من سرعة استيعاب الكوني لأبجديات الكتابة الصحفية وإجراء المقابلات حيث تم نشر تقريرين حتى اللحظة باسمها، وكانت تلك رسالة أن الإعاقة لن تقف عائلا أمام النجاح والوصول إلى غاياتنا.