لجأ القائمون على أحد أكثر الحمامات العمومية ازدحاماً في الصين لتكنولوجيا غريبة للحد من الارتفاع الكبير في سرقة ورق الحمام، إذ أصبح على مستخدمي المرافق إجراء مسح ضوئي للوجه إن أرادوا الحصول على ورق الحمام.
وتأتي آلة توزيع ورق الحمام التي تعمل بتقنية التعرف على الوجه رداً على السكان من كبار السن، الذين يأخذون كميات كبيرة من ورق الحمام لاستخدامه في منازلهم، وفق تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية، الإثنين 20 مارس/آذار 20177.
ووفقاً لهذه التقنية يجب على من يرغبون بالحصول على ورق الحمام الوقوف أمام كاميرا عالية الدقة لثلاث ثوانٍ مع الحرص على خلع النظارات والقبعات للحصول على 60 سنتمتراً من ورق الحمام.
أما من يستخدمون الحمام كثيراً فسيحرمون من الحصول على ورق الحمام، كما أن على المرء الانتظار لمدة 9 دقائق قبل القدرة على استخدام الآلة مرة أخرى.
لكن ما إن بدأ تطبيق التكنولوجيا الجديدة حتى ظهرت شكاوى من المستخدمين عن وقوع أعطال تصيب برمجية الآلة، ما يجبرهم على الانتظار لأكثر من دقيقة في بعض الحالات، وهو أمر مزعج للغاية لمن ينتظر الحصول على ورق الحمام بفارغ الصبر.
كما تسببت الكاميرا والبرمجية الملحقة بها بقلق حيال أمور تتعلق بالخصوصية، إذ عبر مستخدمو مواقع التواصل عن استيائهم جراء وجود سجل يحفظ استخدامهم للحمام.
فقد كتب أحد المستخدمين على موقع Sina Weibo، وهو النسخة الصينية من تويتر، فقال: "كنت أعتقد أن الحمام هو آخر معاقل الخصوصية، لكنهم يراقبونني هناك أيضاً."
وفي الوقت الذي تشتهر فيه لندن بالعدد الكبير من كاميرات المراقبة التي تملأ الشوارع، فقد تكون بكين مراقبة بشكل أكبر؛ إذ تتباهى الشرطة هناك بتغطية المدينة بشكل كامل بفضل أكثر من 46 ألف كاميرا وفريق من 4300 عنصر شرطة لمشاهدة ما تصوره تلك الكاميرات.
وبحسب تقرير صحيفة Legal Evening News فقد تم توزيع عمال على تلك الحمامات لشرح طريقة عمل الآلة، ما أدى إلى حدوث ازدحام شديد عند الحمامات الخاصة بمعبد السماء الذي يعد أحد أكثر المزارات السياحية شعبية في الصين.
وأردفت الصحيفة أن الآلة تعرضت للعطب التام في بعض الحالات، ما اضطر العمال لتوزيع ورق الحمام يدوياً مع تمني حفظ تفاصيل وجه كل مستخدم.
ويعرف عن الصين هوسها بالحمامات العمومية؛ فقد خصصت الحكومة مؤخراً مبلغ 233 مليار جنيه إسترليني لتمويل "ثورة الحمامات" لتجديد أكثر من 100 ألف حمام عمومي بهدف تنشيط الحركة السياحية.
وفي بعض تلك الحمامات، نجد شاشات تلفزيونية كبيرة وخدمات الواي فاي وأجهزة الصراف الآلي والأرائك، فيما ذكرت صحيفة China Daily الرسمية العام الماضي 2016 أن الحكومة تسعى لوضع نظام تصنيف للحمامات يتراوح بين A وAAA.
كما أماطت مدينة شونغكين الواقعة جنوب غربي البلاد، اللثام عن أكبر حمام عمومي في العالم، وهو عبارة عن مبنى متعدد الطوابق يضم حمامات داخلية وخارجية وساحات بهدف جذب السياح.
نقلا عن هافينغتون بوست عربي