البروة... ودرويش...وجدي! ايمن خندقجي
البروة التي تقع قرب مدينة عكا بلد محمود درويش وبلد جدي الذي كان حلاقا لدرويش هي قرية صغيرة جميلة بمناظرها الجذابة،
كان عمر جدي قبل أن يخرج من البروة تسعة عشرة عاما كان شابا وسيما يحب الأرض وما زال يعشقها، فحين يزور أبنائه المقيمين في طبريا يذهب اولاً إلى البروة التي حولها الاحتلال إلى أرضا للمواشي والحيوانات، حين يذهب إلى هناك تعود له الذاكرة المؤلمة ، يتذكر أين كان يلعب أين كان بيته وبيت درويش كيف كانت الحياة مع والديه ومع اهل القرية ،يبكي في صمت ولا يدع احد يشاهده لا اعرف لماذا ربما لا يعرف الوجع الا صاحبه او ربما يخبئ دمعة الحزن ولا يظهرها لأحفاده حتى لا يفقد الأمل، فجدي يعشق الأرض كما عشقي لأمي.. ولكن القدر شاء ان يفرقنا ويهجرنا ويلقي بنا بعيدا الى حيث لا نعرف ،
قال لي ماذا سوف أحدثك يا جدي على البروة أحدثك كيف كان يعدمون أصدقائي أم عن العذابات الطويلة التي مررنا بها كنت أتفاجئ من جدي لأنه كان يخبئ أسرار كثيرا لعله لا يريد أن يتكلم عن الأيام التي مرت به حتى يبقي الأمل في عيونه وعيوننا بان أرضنا سوفا تعود لنا وأيام الشقاء سوفا تذهب