mildin og amning graviditetogvit.site mildin virker ikke"> «البوشية».. حالة مسرحية فائضة بالشجن والنوستالجيا - أصداء mildin og amning graviditetogvit.site mildin virker ikke">
الرئيسية / ثقافة وأدب
«البوشية».. حالة مسرحية فائضة بالشجن والنوستالجيا
تاريخ النشر: الثلاثاء 28/03/2017 08:36
«البوشية».. حالة مسرحية فائضة بالشجن والنوستالجيا
«البوشية».. حالة مسرحية فائضة بالشجن والنوستالجيا

 اابراهيم الملا ( الشارقة )

قدمت فرقة مسرح رأس الخيمة الوطني، مساء أمس الأول، عرضها المسرحي بعنوان «البوشية»، ضمن عروض المسابقة الرسمية للدورة السابعة والعشرين من مهرجان أيام الشارقة المسرحية. العرض الذي احتضنته قاعة جمعية المسرحيين بالشارقة، من تأليف إسماعيل عبدالله، وإخراج مرعي الحليان، واعتمد أدائياً على ثلاث شخصيات رئيسة هي: الراقصة جواهر، أدت دورها الفنانة ميرة، وشخصية الأب حمود بن غانم، أدى دوره الفنان خالد البناي، والابن غانم، أدى دوره الفنان حسن بلهون.

اتكأ العرض أيضاً على حمولات شعرية كثيفة، وجامحة، وشديدة التأثير على مستوى الحوار، والتعبير البصري، والموسيقى الفلكلورية الحيّة، والمتناغمة مع تدرّجات الحكاية، وإيقاعها المتناوب بين العلو والانخفاض، وبين الصخب والرهافة، وبين الأسى والبهجة، وكانت الكتلة المشهدية للعرض، وبشكل عام، مسكونة بالمخيال الشعبي، وبأصداء فن «السامري»، والحنين الاستعادي المشغول جيداً على يدي الكاتب والمخرج معاً، وحقّق هذا التجانس الإبداعي بينهما تفاعلاً حسياً حارّاً ومتدفقاً مع الجمهور الذي ضاقت به صالة جمعية المسرحيين.

تنطلق قصة (البوشية) من أرضية الاحتدام القهري، والصراع الشرس بين الأنا ــ كذات متحررة ــ وبين الآخر ــ كسلطة مهيمنة ــ، وبين العشق كمطلب روحي، وبين«التابو» الاجتماعي كحاجز سميك يعزل العاشق عن نيل مبتغاه، وتحقيق هواه. يبدأ العرض بحوار شعري لافت ومستفيض بين الراقصة «جواهر» وعشيقها السرّي «غانم» بحثاً عن منافذ مضيئة ترشدهما لتتويج العشق الممنوع بزواج معلن، ويتوزع الحوار بين الطرفين على ضفاف متقاربة أحياناً، ومتباعدة في أغلب الأحيان، فغانم يلجأ إلى بيت الراقصة متخفياً في ملابس النساء خوفاً من التهم والأقاويل والإشاعات، بينما تصر جواهر على الاحتفاظ بكينونتها، وعدم التلوّن والتستر، لأنها تبحث في الأساس عن معبر آمن ينقذها من مهنة لم تخترها، بل فرضت عليها، وجعلتها محاصرة بكل هذا الميراث الأسود من هتك التقاليد السائدة. ورغم الحماسة الظاهرية التي يبديها غانم، إلا أنه يظل مطارداً في داخله بشبح الأب، خصوصاً أن خرقه هذه الهوة الاجتماعية الكبيرة التي تفصله عن الراقصة، سيورثه خسارات فادحة، وهو ما يحدث فعلاً عندما يقتحم الأب (حمود بن غانم) منزل الراقصة، مستعرضاً قوته، ومتباهياً بكبريائه وغطرسته وموجهاً عباراته القاسية إلى الراقصة، قائلاً لها: «نحن السادة وأنتم العبيد، وهذا الميزان لن يختل أبداً».

 

تفوق المخرج مرعي الحليان في هذا العرض المتميز من خلال التوظيف المتقن للإضاءة التي نفذها الفنان محمد جمال، واستثمار الثقل الأدائي للممثلين، واستخدام البراويز بكل تأويلاتها ودلالاتها في التكوين الأفقي والتضمين العمودي للسينوغرافيا، ومن خلال صياغته أيضاً لحالة مسرحية فائضة بالشجن والنوستالجيا، وإشاعة التأثير النفسي الكامن في عمق النص، معززاً ذلك باشتغال حقيقي وجدّي على مفردات المسرح الفرجوي.

 

 

نقلا عن جريدة الاتحاد 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017