الرئيسية / الأخبار / فلسطين
عيد الفسح عند السامريين
تاريخ النشر: الأثنين 10/04/2017 21:13
عيد الفسح عند السامريين
عيد الفسح عند السامريين

  كتب الكاهن حسني السامري

يحتفل السامريون الليلة على قمة جبل جرزيم بعيد الفسح، الذي هو ذكرى خروج شعب بني اسرائيل من مصر، وتحررهم من عبودية فرعونها وعبيده، إن هذه الذكرى السنوية تغذي الروح الفردية للشخصية السامرية، وتبعث فيها طعم الحرية والاستقلال ومعنى الحياة والتضحية. 
 فكم هو جميلٌ ذلك المنظر حين يترجل الكاهن الأكبر من بيته، بطلته البهية المشرقة، وبلباسه التقليدي لهذه المناسبة، وبعمامته الرغبانية التي تعلو رأسه، والثوب الأخضر اللامع الذي يكسو جسده، هذه الصورة البهية التي يكون تمامها عندما ينسدل بياض شعر ذقنه على ثوبه الأخضر. حاملا بيده عصاه، التي تهز الأرض إثر ملامستها إياها، على الرغم من تجاوز سنه الاثنين والثمانين عاماً، ويحيط به كهنة الطائفة ورجالاتها وكبار المدعوين، ويستقبل الموكب مئات المهنئين المصطفين على جانبي الطريق حتى مكان الاحتفال . 
 إنها لحظة اجلال واكبار حين يصعد الكاهن الأكبر على حجر المنصة معلنا بدء الاحتفال، بتلاوة السورة المناسبة من الشريعة المقدسة والتي تقول " ويجب ان يكون الحمل ذكراً ابن سنة. خالياً من كل عيب، تنتقونه من الخرفان او المعيز . ويكون عندكم محفوظا حتى اليوم الرابع عشر من هذا الشهر. ثم يقوم كل جمهور اسرائيل بذبح الخراف عند المساء". (خروج 12: 5 - 6)


 وأثناء تلاوة هذه السورة التي يُنغمها ويرتلها الكاهن الأكبر بأعلى صوته، وجميع أبناء الطائفة بملابسهم البيضاء، وهم متحفزون متأهبون مخلصون يتلقفون الخراف من على رؤوس المصلين والأشهاد، يُذكون النار اشتعالا على المذبح وفي التنانير، وما إن يصل الكاهن الأكبر الى قوله تعالى: " ثم يقوم كل جمهور اسرائيل بذبح الخراف عند المساء". عندها يتم ذبح جميع الخراف المعدة لهذه المناسبة على أيدي كهنة الطائفة ورجالاتها الذين لهم اذنٌ وخبرةٌ بالذبح والتشلية ( تبيان الاعضاء المحرم الأكل منها)، بينما جميع افراد الطائفة شيبةً وشبابا نساءً واطفالاً يهللون ويكبرون بصلواتهم بجميع انغامها والكل يصفق ويرقص مشاركين ومشجعين وفرحين ومبتهجين بالفعل والعزيمة بالتقدير والانفعال بالتهليل والتكبير وصوت الاناشيد الدينية والتسابيح وصلاة الشكر لله الواحد الاحد تعلو عاليا الى السماء من خلال قلوب مسرورة ومن وجوه تملأها الضحكات لأن الانفس مطمئنة والبهجة عارمة والدموع فرحة والاذان تطرب سماعا والنشاط على اشده دون ملل او كلل، ودم الخراف ينساب انسيابا على المذبح.
وفي غمرة هذه الفرحة الكبرى ترى الكل مهنئا الآخر معانقا ومخاطبا كل عام وانتم بخير، يتم اثناء ذلك سلخ الخراف ومن ثم تعلق الخراف لإخراج زوائدها الداخلية لحرقها، ثم تنظف بالماء ويوضع كل خروف بصادود من الخشب لكي يسهل تنزيله واخراجه من التنانير العميقة، ومن ثم تشرح الخراف وتملح بحسب اوامر الشريعة المقدسة. ها وتمليحها حتى يتم اعدادها لتنزيلها الى داخل التنانير حتى تشاهد ابناء الطائفة منشغلين بتحضير الجبلة من الطين، وما ان ينتهي ابناء الطائفة من تحضير الخراف وتصميطها وتنظيفها وتشريح لشبكة الحديدية وغيرهم يحمل العشب الاخضر ليقوموا بتغطية الشبكة حتى لا يتسخ لحم الخراف من جراء تغطيته بالتراب، وما ان يضعوا شباب الطائفة الممسكون بالخراف في التنانير وسط اهزوجة واناشيد فرحة وكبرياء متحدين للسعة النار الصاعدة من جوف التنانير، هذه النار التي تستمر مستعرة مدة ست ساعات متتالية، وكأن المنظر كيوم الحشر، ضمن صورته المبهجة المفرحة وتستمر الخراف داخل التنانير مدة ثلاث ساعات متتالية وعند منتصف الليل يجتمع جميع ابناء الطائفة ثانية بعد ان قضى اكثرهم وقته في اداء صلاة مساء العيد التي كادت ان تنتسى لولا الأولون الذين سطروها وكتبوها في مجاميع صلواتهم.

ويجتمعون ثانية لإخراج القربان من التنانير وسط جوٍ من الفرحة والبهجة، يبدأون باخراج الصواديد التي تحوي الخراف، ويتجمعون أمام الكاهن الأكبر لينشدوا بيت ميمنة وميسرة نشيدة " أمبرك او بيته ادياقب" ( بورك ابناء يعقوب بهذه الليلة) ثم تجتمع كل عائلة ببعضها ويلتم شملها على الوعاء المملوء بلحم القربان حيث يأكلوه بسرعة، وعند انتهاء افراد العائلة من الأكل يجمعون الفضلات لتحرق على التو وقبل بزوغ الفجر من الصباح المسمى بصباح يوم عيد الفسح.

ما اجملها من امسية ليست كباقي الامسيات العادية، انها فريدة من نوعها، لما لها من ذكريات خاصة لدى الفرد السامري، انها صورة ابائكم واجدادكم حين تحرروا من عبودية فرعو مصر وعبيده.

 

 

المزيد من الصور
عيد الفسح عند السامريين
عيد الفسح عند السامريين
عيد الفسح عند السامريين
عيد الفسح عند السامريين
عيد الفسح عند السامريين
عيد الفسح عند السامريين
عيد الفسح عند السامريين
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017