بقلم: تيسير نصر الله
منذ آخر إضراب عن الطعام خاضه الأسرى الفلسطينيون بشكل جماعي عام 2004، والحركة الأسيرة تعيش حالة من الضعف والإنكفاء، نتيجة عدم تمكٌّن الأسرى في ذلك الإضراب من تحقيق مطالبهم لأسباب نحن لسنا بصدد بحثها الآن، وخلال الثلاثة عشر عاماً الماضية سطّر بعض الأسرى بطولات فردية من خلال خوضهم إضرابات طويلة عن الطعام، ولكنها لم تحقق هي الأخرى إنجازات على صعيد الحركة الأسيرة سوى تفاعل الشعب الفلسطيني معها، ووقوفه إلى جانب المناضل المضرب عن الطعام الذي غالباً ما يتم الإفراج عنه بعد إنهاء إضرابه.
الآن، الوضع مختلف، ها هم الأسرى يُعلنون نيتهم خوض الإضراب المفتوح عن الطعام بشكل جماعي، وتتبلور قيادة لهذا الإضراب ممثلة بالأسير القائد مروان البرغوثي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، ونأمل أن يلتحق بهذه الخطوة الهامة، التي من شأنها أن تُعيد للحركة الأسيرة دورها القيادي، كافة الأسرى بعيداً عن أية حسابات حزبية، أو مناكفات شخصية، لأنّ وحدة الحركة الأسيرة هي القادرة على هزيمة مصلحة السجون، وتقصير مدة الإضراب عن الطعام.
نحن مدعوون من الآن إلى شحذ الهمم، وإبداء أعلى درجات الجاهزية، والاستعداد لنصرة إخوتنا الأسرى في خطوتهم الإستراتيجية التي قرروا القيام بها، بإعلان الإضراب المفتوح عن الطعام في السابع عشر من شهر نيسان الجاري، لاستعادة دورهم القيادي وتحقيق مطالبهم العادلة.
لا بد لنا أن ننتصر لكرامتهم، وأن نكون عند حسن ظنهم بنا. فليبدأ كل منا بتهيئة نفسه للتضامن مع هؤلاء الأبطال الذين ضحوا بعمرهم من أجل أن نحيا بكرامة، علينا رد جزء من الجميل لهم، هذا زمان الأسرى فلنكن بمستوى التحدي، لنُقصّر من عمر الإضراب من خلال الوقوف معهم، والالتحاق بحملات التضامن، والجلوس في خيم الاعتصام في مراكز المدن والمخيمات والقرى.
على قلب رجل واحد يجب أن نكون. هذا هو وعدنا لكل أخوتنا الأسرى، لا مجال للتلكؤ، فالحرية كل الحرية لكم أيها الأحبة وانتم تُعيدون زمام المبادرة لأيديكم. بوركتم ودمتم والنصر حليفكم بإذن الله.