محمد محسن وتد-القدس المحتلة
لكنهم أجمعوا على أن تعزيز النفوذ العربي والإسلامي في الهيئات الدولية التابعة للأمم المتحدة يشكل هواجس لدى تل أبيب، الأمر الذي سيدفعها إلى العمل للتأثير على سير الانتخابات باختيار قيادات مقبولة وغير مناهضة لسياساتها بغية صد واحتواء المواقف الدولية المناهضة لإسرائيل في اليونسكو.
ولأن إسرائيل ليست عضوة في المجلس التنفيذي فلن يكون بإمكانها المشاركة في الانتخابات على مناصب المدير العام للمنظمة ورئاسة المؤتمر ومنصبين رئيسيين في المنظمة، والمرشحون الأوفر حظا للفوز بهذه المناصب هم من قطر والسعودية وإيران ومصر والمغرب.
هذا الحضور العربي والإسلامي في اليونسكو حذر منه مندوب إسرائيل باليونسكو كرمل شاما هكوهين الذي زعم أن انشغال تل أبيب في الصراع على القدس حال دون أن يكون لها موقف باختيار الأسماء المنافسة في الانتخابات.
لكن المحللين مع ذلك يرون أن تل أبيب لن تقف مكتوفة الأيدي، وستحاول التأثير على مجريات ونتائج الانتخابات من خلال الاستعانة بواشنطن وبعض الدول الأوروبية.
وراء الكواليس
وقال مدير المعهد الإسرائيلي "ميتفيم" المتخصص بالسياسات الخارجية لإسرائيل والشرق الأوسط نمرود جورن إن انتخابات الهيئات والمناصب الرفيعة بمنظمة اليونسكو لم تدرج لغاية الآن على أجندة حكومة بنيامين نتنياهو.
المجلس التنفيذي لليونسكو صوت عام 2016 على قرار يعرف الحرم القدسي بأنه مكان مقدس للمسلمين ولم يذكر أي علاقة له باليهود (الجزيرة) |
وأضاف أنها ليست أيضا على سلم أولويات الرأي العام الإسرائيلي الذي لا يأبه بمنظمات الأمم المتحدة بسبب متانة الموقف الأميركي الداعم والمدافع عن إسرائيل التي تؤثر على السياسات الدولية والإقليمية من وراء الكواليس في أروقة الدول العظمى.
لكن جورن صرح للجزيرة نت بأن التحذير من إمكانية أن تتولى دول عربية وإسلامية مناصب رئيسية في اليونسكو يشير إلى هواجس ستدفع إسرائيل للتأثير على سير ونتائج الانتخابات وتحقيق المكاسب التي قد تحول دون اتساع السياسات العدائية لتل أبيب بالأمم المتحدة وهيئاتها.
وأشار جورن إلى أنه ثمة من يميز في الدبلوماسية الإسرائيلية بين الدول العربية والإسلامية "المعتدلة" التي قدمت المبادرة العربية للسلام وبين إيران المعادية لإسرائيل.
نتنياهو وصناعة العدو
وخلافا للطرح الإسرائيلي المعلن الذي يصور منظمات الأمم المتحدة بأنها معادية لتل أبيب يرى المحلل السياسي عكيفا الدار أن المجتمع الدولي منحاز لإسرائيل ونتنياهو الذي يجيد "صناعة العدو" ويريد البقاء بحالة صدام مع العرب والمسلمين، وسيوظف الانتخابات المستقبلية لهيئات اليونسكو لتبرير أجندته وسياسته تجاه القضية الفلسطينية.
ويقول إن نتنياهو وبمعزل عن نتائج الانتخابات سيروج لدى الرأي العام الإسرائيلي أن العالم العربي لم يتغير ويكن العداء لإسرائيل، وسيواصل التعامل مع الهيئات الدولية كحلبة مصارعة تخدم مصالحه السياسية والحزبية في إسرائيل حفاظا على منصبه وحكومته.
ورأى أن الدليل على هذا التوجه من قبل نتنياهو هو أن تل أبيب تعي جيدا أن منظمات الأمم المتحدة لا تشكل ضغوطا عليها، وأن القرارات الصادرة عنها في كل ما يتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي فقط للبروتوكول، بينما الإدارة الأميركية لها القول الفصل في السياسات الدولية.
وأضاف الدار أن قرارات اليونسكو تبقى صورية وغير نافذة، لكن وزارة الخارجية الإسرائيلية ستحاول التأثير على انتخابات المنظمة للحفاظ على مكانة تل أبيب بالمحافل الدولية.