اخترت ان يكون مشروع تخرجي من كلية الهندسة – قسم هندسة التخطيط العمراني عن قضية اللاجئين ومخيماتهم ، ايماناً بأن الدفاع عن حقهم في معيشة كريمة لحين عودتهم الى بلادهم الاصلية هو واجب علينا جميعا باختلاف تخصصاتنا وامكانياتنا ونطاق صوتنا. أيضا تطرقت في مشروعي عن كيفية استغلال مباني المخيم في حال تم عوده ساكنيه الى بلادهم الأصلية ،فهل سيتم إزالتها عن بكرة أبيها وازالة معها كل سنوات المعاناة والذكريات والأحلام والألام والأمال التي ولدت بين أزقتها ؟! أم هنالك حلول اخرى يمكن بها ان نحافظ على رمزيتها بالاضافة الى تفعيلها ضمن المحيط.
كان لمشروعي هدفيين رئيسيين، الاول وهو الارتقاء بالبيئة العمرانية في المخيم ،والهدف الثاني هو وضع تصورات مستقبلية لاستخدام المباني في حال تمت عودة اللاجئيين الى بلادهم الاصلية. وقد اخترت مخيم العين – مدينة نابلس كحالة دراسية.
انتهجت مراحل التخطيط الاستراتيجي في تحليلي وللوصول الى أهم النتائج والمقترحات. ولعل بدايتها كانت من اهم النقاط التي يجب ان يتم تسليط الضوء عليها . وهي ان الجهات ذات العلاقة بتزويد الخدمات الاساسية للمخيم كانت دائما تهدف الى تحسين مستوى الخدمات في مخيمات اللاجئين ،بالاضافة الى تحسين مستوى المعيشة والعمل على انتاج بحوث لعمل المشاريع التنموية في المخيم. فلماذا لا يتم تبني بعضاً من مقترحات مشاريع كمشروعي هذا وتنفيذها على أرض الواقع تماشيا مع تحقيق اهدافهم؟ وخاصة أن اغلب مشاريعنا هذه تستند الى التشخيص و التحليل الدقيق والمنطقية في حل المشاكل. وأخص بالذكر الأنروا ودائرة شؤون اللاجئين ،ووزارة الحكم المحلي وكذلك سفراءنا في الامم المتحدة ! .
استكمالا لأهم النقاط التي يجب ان يتم تسليط الضوء عليها في مخيم العين هو زيادة عدد السكان من 2500 شخص في سنة النشاة الى 8243 شخص (حسب احصائيات الانروا 2016) على نفس بقعة الارض وهي 45 دونم ! ، الامر الذي ادى الى ارتفاع الكثافة السكانية العامة من 55.5 الى 133 شخص/دونم . كم ادى الى هجرة ¼ سكان المخيم للسكن خارجه في مناطق المعاجين وزواتا وبيت ايبا بحثا عن بيئة سكنية افضل.
ايضا يلاحظ ارتفاع نسبة الفقر في المخيم حيث بلغت 33.1% منها 18.7% تحت خط الفقر ’ وكذلك ارتفاع نسبة البطالة التي وصلت الى 25.5% بينما بلغت حالة مباني المخيم السيئة 22% من مباني المخيم الكلية. حيث يعاني ساكني هذه المباني (تبلغ نسبتهم 21% من مجمل سكان المخيم ) من ارتفاع معدل الاعالة الى ( 1.04 )اي تقريبا كل شخص عامل يقع عليه عبء اعالة شخص لا يعمل مقارنة بمباني المخيم الغير سيئة والتي تبلغ معدل الاعالة فيها( 0.6) اي تقريبا كل شخصين يعملان يعيلا شخص لا يعمل .
ايضا يبلغ متوسط دخل الاسره الشهري في هذه المباني ذات الحالة الانشائية السيئة تقريبا 2000 شيكل حيث النسبة الاكبر منهم تعمل كعمال في مجال البناء (46% ) ،بينما في المباني الغير سيئة 2200 وفي منطقة الضفة الغربية تبلغ 2500 شيكل شهريا.
كما انه بتحليل الجانب الخدماتي في المخيم وجد تقصير كبير في الخدمات المتوفره في المخيم. سواء اذا تم اعتبار المخيم مجاورة سكنية او حتى جزء من المخطط الهكيلي لمدينة نابلس او حتى مراعاة لفئات الاعمار السائدة في المخيم. وهذا النقص كان يشمل غالبية الخدمات سواء كانت بالمناطق السكنية او بالخدمات التعليمية ،الادارية ،الثقافية ،التجارية،المساجد واكثر النقص في مناطق الخدمات الترفيهية داخل المخيم.
لذلك ،وبناء على مشاركة مجتمعية مع جميع فئات اعمار سكان المخيم وبالاخص الأطفال منهم، اقترحت عدة اماكن لتوسيع وزيادة مساحة الخدمات المتوفرة في المخيم ولضمان الوصول الامن لهذه الخدمات، كذلك اقترحت فراغات عامه داخل المخيم وحديقة اطفال وموقف سيارات خارج المخيم الى الغرب منه. كذلك عملت على تصميم هذه المقترحات بشكل يحقق المنفعة ضمن اقل تكاليف ممكنة.
ختاما، ومن أجل استغلال مباني المخيم في حال عودة ساكنيه بطريقة تضمن الحيوية به ، اقترحت عدة شوارع وخدمات تجذب السكان للاقامة به كأي مجاورة سكنية داخل المدينة ، كذلك اقترحت بعض الخدمات الخاصة بجذب السياح لزيارته والاقامة به . كي يبقى المخيم شاهداً على أهم اعوام قضيتنا ومعلماً من أهم معالم موروثاتنا الثقافية.
ريفان عبيد
مشروع تخرج بعنوان ” النهج الاستراتيجي في الارتقاء بمخيمات اللاجئين – مخيم العين/نابلس حالة دراسية”
هندسة التخطيط العمراني