الرئيسية / ثقافة وأدب
نابلس ترقص بالتركي بصنائع اللحلوح
تاريخ النشر: السبت 17/06/2017 16:32
نابلس ترقص بالتركي بصنائع اللحلوح
نابلس ترقص بالتركي بصنائع اللحلوح

بتعدادٍ اقترب من حاجز الأربعمائة ألف مشاهد، تداول رواد موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" منتصف أيار الماضي مقطعاً لعرسٍ فلسطيني لكن بنكهةٍ تركية؛ حيث تجمهرت عائلتا العروسين يميناً وشمالاً حول ابنيهما على شكل مناظرةٍ بين الاثنين، وذلك بألحانٍ وأغانٍ عربية وأسلوب رقصٍ تركي نادرٍ محلياً نال دهشة مئات الآلاف.قاعة حياة نابلس، والتي تحمل اسم مدينتها، ضجت بـ"الحياة" بعد أن ضمت العرس بكل تفاصيله المثيرة، والذي عُنون عليه حين نِشر مقطعه الأثير: "إحنا مش أتراك، إحنا فلسطينية وأعراسنا خرافية".يبطل العجب إن عُلم بأن مهندساً من صمم العرس بتجلي ذلك في تفاصيله الدقيقة. لكن الحيرة تعود حينما نفكر ونتساءل، ما الذي دفع مهندساً للعمل مخططاً ومديراً للأعراس؟!مهندس الفرحتخرج محمد اللحلوح من كلية الهندسة في جامعة النجاح الوطنية قبل عشرة أعوام بتخصص الهندسة المدنية. لكن الشاب الثلاثيني وجد إبداعه وحياته الغريبة المميزة في اتجاهٍ آخر تماماً.يبدأ اللحلوح حديثه قائلاً: "تركت الهندسة وكانت خطوة جريئة؛ لأن أحداً لم يشجعني لرؤيتهم بأن تنظيم الأعراس فكرة لن تنجح في فلسطين. في البداية مارستها في فترة ما بعد تخرجي الأولى إلى جانب ترتيب الأعراس، وكنت كلّما قدمت برنامجَ عرسٍ كخدمةٍ لأي زوجين رأيت إقبال الناس وحبهم لعملي، ولهذا قررت أن أتفرغ،

 

وها أنا أهندس أفراح الناس".وُصف اللحلوح من "ضحايا أعماله" ومعارفه بالمتفاني والمثابر والمميز والنشيط، لكن لقب "مهندس الفرح" لازمه وطُبع عليه بعد تطبعه به؛ فأفعاله أسرت كل من جربها، لينال محبة وامتنان كل من طلب مساعدته المتجددة الفريدة، الذين ضحكت قلوبهم قبل وجوهِهم.المبارزة تركيةعودة إلى "الفيلم التركي"، فالفكرة من الرقصة "العجيبة" أتت من كون فقرات الأعراس فردية للعروسين، وكان الهدف من التجربة التركية اشراك أهالي الطرفين ومعارفهم في قلب الفرحة.يتابع اللحلوح حديثه: "الابتعاد عن الشيء التقليدي يجلب عرساً مختلفاً، فالمحاولة التركية جاءت من اعتياد العروسان هناك أن يرقصا بشكلٍ متقابل بطريقةٍ تشبه المبارزة. أحببت الأمر وعملت على نقله بطابعٍ فلسطيني وأغنيةٍ عربية، ولهذا كتبت على الفيديو تلك العبارة، وأتوقع أنها من جذبت الناس".اللحلوح عابر الحدوديشير اللحلوح إلى أن العروسين يشعران بالسعادة حين اقتراحه للأمور الغريبة، لكنهما يتوجسان من التنفيذ وعدم اتمام الأفكار كما يجب.يكمل اللحلوح: "هنا يأتي دوري، بأن أنزع توترهم وأتابع معهم خطوة خطوة بأن أدربهم على أكثر من محاولة قبل الحفلة. في المشهد التركي تدخلت بنفسي وجمعت الجمهورين ليقفوا في المناظرة. لا أدع شيئاً إلا أن يتم كما رسم له وأفضل".أكثر التعليقات التي كتبت على المقطع وتركت أثرها لدى المهندس كانت من خارج فلسطين، حين كتب أحد مستخدمي "فيس بوك":

 

"الفلسطينيين مميزين كل شيء حتى بأعراسهم. الله يسعدهم".فيما عقب آخر: "صرت بدي أتزوج مرة ثانية". وقال شخص ثالث: "متى يجي عرسي؟".يعلق اللحلوح: "شعرت بأن هناك فكرة جميلة انتشرت بشدةٍ عنّا وعن أفراحنا، وجعلتني تحت مسؤولية أن أقدم في المرة المقبلة عرضاً أكبر. كل يوم وكل وقت أسمع تعليقات جديدة تدفعني لأقدم كل شيء جديد. أفتخر بأن هناك أناس قالوا إني أدخلت أموراً لأول مرة إلى فلسطين"."لسوي اللي ما حد مسوي"المفاجأة التالية لا تزال طي الكتمان، فالكلام لا يكفي للوصف و"الحكي مش مثل الشوف" كما يقول اللحلوح، الذي وعد باستعراضٍ غريب وجديد في أقرب فرصة؛ لأنه "لا يقدر ولا يمكن إلا أن يكون كذلك".يغني العراقي محمد الفارس في "الزفة": "لسوي اللي ما حد مسوي"، وهذا ما يصنعه اللحلوح بالبعد عن التقليدية في صنع وإخراج الأعراس؛ حيث أدخل فِرق الدبكة التي لم تكن مألوفة، وابتعد عن ذات الأغاني التي اتسمت بذات الحركات أثناء الرقص، بالإضافة إلى تحكمه بالإضاءة و"الريمكس" والـ"DG" بطرق مبتكرة. من الممكن أن يكرر المهندس أفكاره، لكنها أبداً لن تكون بذات الأسلوب والطريقة.سبعة أعوام في مجال العمل ترشحه لينال درجة الطب زمناً بتخصصه. يرى البعض بأن اللحلوح تعني الجبل المرتفع، وآخرون رأوا بأنه الرجم والقنص فوق قمة الجبل، فإما أن يكون صديقنا رفيع القامة أو أنه "قناصٌ في مجاله".
 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017