الرئيسية / الأخبار / فلسطين
العيد السر الباكي في افئدة الاف عوائل الاسرى
تاريخ النشر: السبت 24/06/2017 12:17
العيد السر الباكي في افئدة الاف عوائل الاسرى
العيد السر الباكي في افئدة الاف عوائل الاسرى

كتبت سارا دويك
تجلس والدة الأسير ظافر، على شرفة منزلها والحزن الشديد باد على قسماتها، بسبب بعد أبنها عنها،" ثم تصمت قليلا " لما كان موجود -الله يرضى عليه-بالعيد كنا نروح نزور خواته المتزوجات والاقارب وتكون الفرحه مكتملة".
وتضيف " لكن اليوم بعد إعتقاله بقينا نزور الكل في اجواء من الحسره والغصة بقلوبنا والفرحة ناقصه يا خالتي".
واكملت والدة الاسير" نتوجه لزيارته نزوره في العيد في سجن نفحه، لكن دون ان نتمكن من ملامتسه، والتواصل يكون عن طريق تلفون، وفاصل زجاج عازل للصوت". وهل لأم أن تفرح أحد أبنائها بعيد وليس اي بعد، بعد من نوع آخر فإبنها معتقل مدى الحياه، ليس يوما او شهرا او سنه وأنما مدى الحياه لن ترى أمه وجهه عن قرب.
وتضيف" لولا الخجل يا بنتي لما حدا يقول بالعيد كل سنة وانت سالمة لا يكون لدي قدرة على الرد، فما هو الخير وإبني بعيد عني؟ بس شو بدنا نحكي غير الحمد لله على كل حال".
كان شغفي بمعرفة ما هو العيد بالنسبه للاسرى فسألت أم الأسير فأجابتني،" ضحكتهم ملغومة بالعيد ... يضحكوا ليقهروا السجان ويظهروا انهم مبسوطين وممارساتهم لن تأثر فيهم، وهذا يظهر من خلال حكايات المعتقلين وحديثهم ذكرياتهم مع الأهل ".


اما الزوجة في غياب زوجها الأسير فإن شعورها يتشابه مع حالة الأم إلا أنها تختلف بفقدان رب الأسره ومعيلها، كما تروي زوجة الأسير أحمد، تقول " زوجي من الأسرى المحكومين إداري (الحكم الأداري هو إعتقال دون محاكمة أو ملف قضية يكون لمدة ستة شهور ويمكن أن تتمدد الى فترات متعدده)، ونحن دوما على اعصابنا كلما انتهت مدة ما من الاعتقال.
وتضيف ليس دائما يقضي زوجي معنا العيد ونادرا ما يكون معنا على بالاعياد ونأمل بهذا العيد ان يكون معنا، منوهة الى انه ومنذ عمره 20 سنة وهو يسجن وعمره الان 50 سنة وابعد في بداية التسعينات الى مرج الزهور جنوب لبنان (تم إبعاد ما يزيد عن 400 شخصيه سياسية وأكادمية وطلابية إليها، بسبب خطف وإعدام جندي إسرائيلي في عام 1992)، كان وقتها عمر ابني لكبير 5 شهور".
وأكملت" يا ريت نزوره وهو بالسجن وقت العيد بس احنا مثل الكثير من اهالي الاسرى مرفوضين أمنيا، ونتمكن فقط كل 9 شهور من زيارته لمرة واحدة".
زوجة الأسير تشعر بالاسى والحزن وهي تشاهد الاطفال الصغار يتوجهون مع ابائهم لصلاة العيد واطفالها محرومين من هذا المشهد، تتابع كنت أحاول أبسط أولادي وما أحسسهم بالنقص من خلال شراء العاب وملابس العيد واقول لهم " نحن والدنا بالسجن ورح يجي يوم ويطلع فيه فيما ابني الصغير مؤنس يتذكره كثير بحكم أنه أصغر واحد والمدلع من بين اخوته.
برز مؤنس بالحفلات والاذاعة المدرسيه يلقي قصيدة (أريد أبي) كان يتأثر لما يلقيها ويبكي ويبكي الكل معه، كان ابني عمره 5 سنين لما والده دخل السجن وهو واعي للي بصير حوليه ومكث زوجي 3 سنين وبعدها اطلق سراحه كان وقتها ابني عمره 8 سنين ومكث 4 شهور معنا واعيد اعتقاله لمدة عامين.
وهكذا تتشابة قصص الاسر الفلسطينية من الأم والزوجة في غياب أبناءهن وأزواجهن أسرى في سجون الاحتلال، فالأم والزوجة توضع غصة وحزن كبير في قلوبهم ببعد أحبابهم عنهم فدائما العيد بلمة العائله وكيف يكون العيد بنقص فردا من هذة العائله؟
جميع العائلات الفلسطينية تنتظر العيد بمختلف المشاعر فمنهم من ينتظر العيد بشغف ومنهم من يود أن لا يأتي العيد، ما العيد بنظرهم إن لم تكن العائلة مكتملة؛ منقوصا أبا أو أبنا أو زوجا.

 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017