تواصل قوات عسكرية إسرائيلية فرض حصار على مستشفى "المقاصد" الفلسطيني في مدينة القدس المحتلة، منذ الليلة الماضية، فيما تنشر مجموعة من عناصرها داخل مرافق المستشفى، بحجة وجود مصاب مطلوب لديها.

وقالت مصادر خاصة لـ "قدس برس"، إن قوات من "حرس الحدود" التابعة لشرطة الاحتلال الإسرائيلي، اقتحمت أبواب المشفى الخارجية في ساعة متأخرة من مساء الأمس، ودهمت أقسامها الداخلية، بحثًا عن المُصاب "علاء أبو تايه"، كما تمركزت على باب غرفة العمليات الجراحية والعناية المكثفة.

وأفادت المصادر برفض أطباء مستشفى "المقاصد" وذوو الشاب المُصاب، تسليمه لقوات الاحتلال بسبب حالته الصحية الحرجة؛ حيث خضع لعدّة عمليات جراحية استمرّت طوال الليلة الماضية، إثر إصابته أمس الإثنين، بالرصاص الحي خلال المواجهات العنيفة التي اندلعت في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى.

وكانت سلطات الاحتلال قد أصدرت أمرا بنقل الشاب المُصاب من مشفى "المقاصد" الفلسطيني إلى مستشفى "هداسا عين كارم" الإسرائيلي، إلّا أن الأطباء رفضوا تسليم الشاب بسبب حالته الحرجة، وكذلك ذويه.

وناشدت إدارة مشفى "المقاصد الخيرية"، كافة المؤسسات والهيئات الدولية بالتدخل لحماية المشفى بعد اقتحامه من قبل قوات الاحتلال منذ يوم أمس.

وذكرت في بيان لها اليوم، أن قوات من شرطة الاحتلال وعناصر الحراسة الأمنية الإسرائيلية، لا زالت تتواجد في أقسامها، تحت حجة وجود أحد المصابين في وحدة العناية المكثفة.

وأشارت إلى أن "قوات الاحتلال تحاصر المشفى من الخارج منذ مساء أمس، فيما يزال عدد من الجنود يقفون خارج وحدة الإنعاش الجراحي".

ولفت البيان إلى قيام قوات الاحتلال بعرقلة عمل الطواقم الطبية، إضافة إلى إعاقة دخول مرافقي المرضى، وفحص هويات وتصاريح كل المتواجدين في الأقسام من موظفين ومرافقين.

وأضاف "قوات الاحتلال تُمارس ترويعًا بحق المرضى ومرافقيهم والطواقم الطبية (...)، وذلك يعد مؤشرًا خطيرًا وخرقًا للقوانين والمواثيق الدولية، بما في ذلك اتفاقية جنيف الدولية".

وبدأت إدارة المشفى بالتواصل مع منظمة "الصليب الأحمر" الدولية ومنظمة الصحة العالمية، من أجل التدخل السريع والفوري، وإنهاء حالة الفوضى التي تتسبب فيها قوات الاحتلال داخل جنبات المشفى.

وكانت جمعية "الهلال الأحمر الفلسطيني"، قد تعاملت أمس مع 50 إصابة جرّاء اعتداءات الاحتلال على المُصلين بالقدس، إمّا بالضرب أو الرصاص المطاطي وقنابل الصوت في البلدة القديمة.

وأوضحت في بيان لها أمس، أن 15 إصابة نُقلت للمشفى للعلاج، في حين تم التعامل مع 35 حالة في الميدان دون الحاجة للمشافي.

وأضافت أن الإصابات تنوعت ما بين 16 إصابة بالرصاص المغلّف بالمطاط، و9 إصابات بقنابل الصوت، و25 إصابة جرّاء الاعتداء بالضرب والهراوات، كما كان من بين المُصابين أربعة من طواقم الهلال الأحمر خلال عملهم.