سجلت في لبنان أول حالة إصابة بفيروس كورونا، المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، الذي يؤدي إلى التهابات رئوية حادة. وأعلن وزير الصحة العامة، وائل أبو فاعور، تسجيل أول حالة إصابة بفيروس كورونا في لبنان، وذلك عصر الخميس 8 مايو 2014.
وبحسب بيان صادر عن مكتبه، قال أبو فاعور إنه "من منطلق الشفافية تجاه الرأي العام اللبناني، والمسؤولية والحرص على سلامة وصحة اللبنانيين، تم عصر الخميس تشخيص حالة واحدة لمريض مصاب بفيروس كورونا، كان قيد المعالجة في أحد المستشفيات"، لافتا إلى أنه "إزاء ذلك بادرت وزارة الصحة إلى التأكد من تدابير السلامة التي اتخذها المستشفى، ومن اتباع الأصول العلمية في العلاج والوقاية، وهو الأمر الذي أدى إلى تحسن ملموس في صحة المريض بما سمح له بمغادرة المستشفى".
كما أكد أن "وزارة الصحة العامة تتابع التحقيقات الوبائية وعمليات الترصد، للتأكد من عدم تفشي هذا الوباء في لبنان، وهي تحث الجسم الطبي والتمريضي والمؤسسات الصحية على عدم التهاون إطلاقاً في اتخاذ أقصى التدابير الوقائية، وإبلاغ برنامج الترصد الوبائي عن أية حالة مشتبه بها لمتابعتها".
إلى ذلك، دعت وزارة الصحة العامة المواطنين إلى عدم الخوف، واتخاذ التدابير المعتادة للوقاية من الأمراض التنفسية، علما أن الحالات التي سُجلت في بعض دول العالم، وكان مصدرها دول الخليج العربي، لم تؤد إلى انتشار الوباء في هذه الدول".
وكان وزير الصحة العامة جال الخميس في مطار بيروت الدولي برفقة رئيس لجنة الصحة النيابية عاطف مجدلاني، حيث اطلع على الإجراءات المتخذة من فريق الحجر الصحي وفرق الأطباء والممرضين التابعين للوزارة في المطار، وأوعز بتشغيل كاميرات المراقبة الحرارية لرصد أي مسافر تظهر عليه علامات الحرارة المرتفعة، كما اطلع على الزيادة التي حصلت على التجهيزات الطبية لمركز الوزارة هناك، إضافة إلى الكادر الطبي الذي بات يضم 8 أطباء، و16 ممرضاً وممرضة.
إلى ذلك، أكد المدير العام لوزارة الصحة، الدكتور وليد عمار، أن لا ضرورة للهلع، مشيراً إلى أن المصاب هو مواطن لبناني زار السعودية وأصيب بالتهاب في الرئتين، إلا أن حالته الصحية تحسّنت وهو يتماثل للشفاء بعد تلقّيه العلاج اللازم، وهو اليوم في منزله في فترة نقاهة. كما أكد عمار استقرار حالته الصحية بعد تدابير العزل التي اتخذت والتي تقضي على الفيروس وتمنع انتقاله.
وينتمي كورونا، بحسب رئيس قسم الطوارئ في مستشفى أوتيل ديو، الدكتور أنطوان الزغبي، إلى عائلة الزكام، ورصد للمرة الأولى عام 2012، وأعراضه تشبه أعراض الزكام العادية من نزلات البرد الشائعة والمصحوبة بالحمى والسعال، وصولا إلى المتلازمة التنفسية الحادة، وخطورته تكمن في أنه يضرب الرئة وقد يُسبب الوفاة لعدم توافر علاج له حتى الآن.
وينتقل الفيروس مثل معظم الفيروسات التي تصيب جهاز التنفس عن طريق تلوّث الأيدي والمخالطة المباشرة مع سوائل وإفرازات المريض، حيث يدخل الفيروس عبر أغشية الأنف والحنجرة، وفي انتظار إيجاد علاج خاص تبقى النظافة وغسل الأيدي وارتداء الكمامات في الأماكن المكتظة سبل الوقاية الأساسية.