إعداد الطالبة:
سناء محمد عزت النمر
إشراف الدكتور:
علاء عياش
استكمالا لمساق الحركة الأسيرة
أكتب للذين لا زالت الرحمة في قلوبهم، أكتب عن اولئك الذين كان الأمل ولا زال هو سبب حياته، ذلك البصيص الأصغر من الأمل الذي يسعى لقلب الطاولة للتغلب على الاضطهاد، لتغيير حياتهم وتغيير الأحكام التي حكمت عليهم بلا ذنب ..
ذلك الأمل الذي لا زال يقاوم بداخلهم للحصول على أبسط حقوقهم، للحصول على حريتهم.. لكن!، ومنذ متى كانت الحرية تحتاج لأمل للحصول عليها؟!!، وكانت المسعى الأكبر في حياة الانسان في زمننا هذا؟!!
الزمن الذي يصفونه بزمن التطور والسلام، فـكيف للأساليب الوحشية الا تتطور لتواكب حقوق إنسان!!، وكيف للعالم الذي يدعي السلام!!، ألا يتدخل ليغير الواقع المرير الذي يعيشه الفلسطينيون من هجمات وقتل واعتقالات بلا حق.
تلك الاعتقالات التي تتم بأبشع الطرق، التي يتقصدون تنفيذها ليلا والناس نيام، فيقومون باقتحام البيوت دون المراعاة لحرمتها، ويستخدمون اسوأ الاساليب التي تدمي قلب القلب، وترهق روحه يكبلونه دون ان يعلم ما السبب.. بل لا يحق له السؤال حتى..
يضعونه في البوسطة لنقله من مكان لمكان.. تلك المركبة التي تعتبر مقبرة لا هواء فيها ولا ماء .. ونور يدخل من فتحات لا تتعدى الميلي مترات.. تلك المركبة التي تمشي في المجهول لتأخذه لما يشبه الجحيم، ليدخل في تحقيق وشتم وتهديد لا صلة له به وان لم يعترف بما لا يعرفه يتم إدانته بأي تهمة لتبرير فعلتهم..فيحكم عليه بالسنين..واعتقالات ادارية.
جميعنا نتفق بأن الانسان تاريخه مرتبط باسمه.. فـ ما هو شعورك تجاه شخص سلب منه حق المناداة باسمه واستبدل برقم؟ ، بل ما هو شعورك تجاه الالاف من الاسرى الذين لم يسمعوا اسمائهم منذ سنين.. بغض النظر عن بعدهم عن اهاليهم، بل عن نفيهم بعيدا عن كل ما يخصهم.. حتى احلامهم!!
ذلك المنفى الذي يستنزف بل ويهدم كل ما هو جميل في نفوسهم، كماينهش شعور الحياة منهم! فـ يصبحون
أجسادا بلا أرواح، ونعني بكلمة الارواح بأنهم فقدو رغبتهم بتحقيق أي شيء..
كـ شخص حكم بالانفرادي في غرفة لا تندرج تحت مسمى الغرفة اساسا.. يحاكي نفسه إلى ان يصل حد الجنون، يدخلها معافى من جميع النواحي، ويخرج لا يعرف ليله من نهاره!
ما ذنبهم؟ في أن يتم التحكم في مواعيد نومهم، في ان يحشروا وكأنه لم يعد هناك متسع في بلاد الله الواسعة!..
ما ذنبهم ..اذا ما نهشت الامراض اجسادهم الطاهرة لا يتلقون العلاج..مهما كان مرضهم خطير..صغير..صداع ..نزيف وحتى لو اصيب بسرطان ..يقدم لهم العلاج نفسه (حبةٌ صفراء)..فهي كما يقال لا تغني ولا تسمن من جوع..
بل وما ذنبهم في أن يدفنوا في مقبرة الارقام؟ حتى الموت يكون نقمة عليهم، ومن المفترض انه يأتي ليرحمهم من الحياة التي علينا ان ننعتها باللا حياة.. وفوق الغصة غصة في قلوب من يشتاق اليهم..
_3_