ناقشت مبادرة أسفار الثقافية فيلم " غرباء تماما " للمخرج الإيطالي باولو جينوفيزي في حديقة جمال عبد الناصر نابلس، بحضور عدد من المهتمين في مجال السينما والأفلام والثقافة.
ويحكي الفيلم قصة سبعة أصدقاء، يلعبون لعبة خطيرة ففي واحدة من ولائم العشاء المعتادة بينهم، يقررون أن يقروا جميع رسائلهم ويتلقون كافة اتصالاتهم بشكل علني وامام الجميع لأثبات ان ليس هناك ما يخفونه عن بعضهم البعض، وتدور احداث الفيلم في غرفة واحدة.
وأشار محمود ترابي من منسقي مبادرة اسفار الثقافية، بان مناقشة الفيلم الإيطالي تأتي في سياق التواصل الثقافي والفني والاجتماعي داخل المجتمع الفلسطيني ولمناقشة القضايا التي تعكس الواقع المحلي من خلال الأفلام.
وأضاف بان اختيار الفيلم لم يكن عبثيا، فهو يعد من أفلام العام 2016م بتناوله للهاتف المحمول الذي أصبح الصندوق الأسود للغالبية العظمي، وهو يحاكي واقعنا فعليا لما عكسته علينا وسائل التواصل الاجتماعي من تأثير إيجابي ام سلبي.
وتطرق المشاركون في المناقشة الى الفيلم من حيث الرسالة والفكرة التي تبنها المخرج، والتي تشير بان لكل انسان سر او اسرار متعددة لا يمكن كشفها او الاطلاع عليها لان عملية كشفها ستتأذى العلاقات الإنسانية وتتدمر وتقطع كافة الروابط الاجتماعية.
واعتبر المشاركون الفيلم بانه فيلم عميق ولطيف يعتمد على الحوار والقصص المتتابعة حيث يشعر المشاهد وانه يعيش في احداث الفيلم ويندمج معها، وفيما اعتبر اخرون بان الفيلم لا يطرح أسئلة الصواب والخطأ، واكتفى بنقل ممارسات عامة من قبل الأصدقاء وقدمها الفيلم كقيمة فنية وعمل سينمائي مميز.
وعكس المشاركون وقائع الفيلم على المجتمع المحلي والعربي، مشيرين بان السر وجد قبل وجود الهاتف المحمول وقبل وسائل التواصل الاجتماعي وبأشكال مختلفة، مؤكدين بان لكل شخص حياة خاصة وسرية تامه وان الحاضرين للنقاش لا يمكن لهم كشف اسراراهم الخاصة لما لذلك من تأثير على طبيعية العلاقة المشتركة، وان الفيلم لامس الحقيقة لدى الكثيرين وان الجميع قابلون للانكسار كما ذكر في نهاية الفيلم.
ويذكر أن مبادرة أسفار الثقافية هي مبادرة شبابية فلسطينية تهتم بتشجيع ثقافة القراءة بين الشباب الفلسطيني وتوفير بيئة مناسبة للقراء حيث يلتقون ويناقشون الروايات والقصص والأفلام بشكل دوري، ويتم تحديد مواعيدها وأمكنتها والإعلان عنها على فيس بوك حيث يقوم الحاضرون في كل مرة باختيار الكتاب أو الفيلم القادم.